أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


حوار مع خول

بقلم : د. مراد الكلالدة
15-08-2015 12:01 PM
التقيته في ردهة أحد الفنادق التي اتردد عليها في دولة عربية وهو ألماني ابدى إهتماما في فتح حديث معي، على أساس اني عربي يتحدث بلغتهم، وقد استهل حديثه معي معبراً عن إستيائه من الإنتقاص من حقوق المرأة وهو المفتاح الذي الذي يفتح الشهية للحديث عند البشر.
وما ان ارخيت سماعي لحديثه عن ظلمنا نحن العرب للمرأة، استرسل للحديث عن حقوق الإنسان وكيف هي مهضومة عندنا وشرع يحدثني عن حقوق المثليين واستشهد برواية عن أب قتل ابنته عندما عرف بأنها مثلية Lesbian أو سحاقية، أي انها تمارس الجنس مع بنات جنسها وليس لها رغبة بالرجال. أوليس هذا من حقها، والكلام للألماني إياه.... فلما يمنعون الحب بين الناس، اوليس من حقها أن تعيش وأن تتزوج ممن تحب!!!
اسندت ظهري وعدّلت جلستي، وقلت له اسمع يا هذا (بالألماني طبعاّ) الا تدرك انك تتحدث عن حقوق الإنسان بمعزل عن الظروف الموضوعية في كل من المجتمعات التي انت قادم منها وهذا المجتمع الذي تحل ضيفاً عليه ولا تنفك تنتقد رفضنا للمثليين بسبب معتقداتنا وعاداتنا، والتي تتعارض برأيك مع حق الرجل في معاشرة صديق، وحق المرأة في مشاغلة جسد صديقة، فهل فكرت يوما في السبب في هذا الإختلاف بين ثقافاتنا، بغض النظر من منا على خطأ ومن منا على صواب.
أنتم تتحدثون عن جزئية من حقوق الإنسان وتسلخوها عن منظومة القيم الإنسانية التي تستوجب إحترام النفس البشرية وعدم تشريدها من موطنها، وعدم إغتصاب أراضي الناس بالقوة أو سرقة ثرواتهم الطبيعية أو حتى اسرهم كعبيد وبيعهم في سوق النخاسة كما فعلتم في افريقيه وغيرها.
هل تابعت يا خَول، ولن اعتذر عن مناداتك بالخول Gay أو شفول بالألمانية لأنك اعترفت لي بذلك وأنت لا تخجل من ذلك، هل تابعت على التلفاز الأنسة أشلي بنت الرئيس الأمريكي السابق كلينتون وهي تترأس منظمة لحماية الفيلة من القتل في غابات إفريقيه، وهي نفسها القارة التي عثتم فيها فساداً وما زالت مرتعاً للشركات العابرة للقارات التي تسرق ذهبها ونحاسها ومياهها ونفطها وإنسانها، أوليس من الأجدر الحديث عن الإنسان الأفريقي المعدوم قبل الحديث عن أنياب الفيلة والرأفة بالأسود.
ألم تستعمرون بلادنا لعقود وتنهبون خيراتها وكنوزها، وها انتم قد عدتم بعد ان استشعرتم بأن العرب قد باتوا قادرين على التصنيع والزراعة، كما هم قادرين على الحب في إطار ما يتماشى مع عاداتهم ومعتقداتهم.
الم تضعون الخميني في العام 1979 في طائرة كونكورد، وفرشتم له جاعد يناسب جلسته على أرض الطائرة لتزرعون بذرة الفرقة بين المسلمين وتقسمونا شيعاَ وطوائف. لا تقل لي بأن حقوق الإنسان في بلاد ولاية الفقيه افضل منها في زمن الشاه.
الم تمولون صدام حسين لمواجهة إيران لثماني سنوات صرفنا فيها ما يمكن ان يضع علمائنا على سطح القمر، وما ان انتهيتم حتى دخلتم العراق وحللتم جيشه لتسود شريعة العصابات والمرجعيات وينشغل فريق من الناس باللطم على ما كان، بينما ينتحب القسم الآخر على ما سيكون. قل لي يا خول، بلاد تسبح على بحر من النفط والغاز ويغذي اراضيها نهران عظيمان، كيف لها ان لا تعرف الكهرباء الا لسويعات في اليوم وان ينام اطفالها جياع وشبانها تائهين بين المِلل ونسائها ملتفحات بسواد فعائلكم.
اتتهمني أنا .... استغرب الألماني، لا يا هذا... انا احاكم الثقافة التي اتيت منها، وهي رزمة واحدة لا أقبل ان تعظني بجزئية منها قد اتفق فيها معك على حق المرأة بقيادة السيارة، ولكني ارفض ان اناقش هذا المنطق الذي يجتزأ الأمور، فإذا رغبت بالحديث عن الحقوق، فدعنا نتحدث عن حقوق الناس الذين شردوا من سورية بسبب سياستكم، وعن الأطفال الذين قطّعت اوصالهم في غزة، وعن المسيحيات اللواتي اخذن سبايا ويغتصبن مراراً وتكراراً بينما تتحدث انت ووزيركم الخول عن حقه في الزواج من ذكر.
الأخلاق رزمة واحدة لا تتجزأ، والحقوق كذلك، فكلامك مردود ومجتزأ، وإن كنت حقاً تسعى للتنوير وإشاعة مبادي حقوق الإنسان والحفاظ على الفيلة وأنيابها والغزلان وقرونها، تذكر بأن التغيير يبدأ من عندكم حينما تنتجون ساسة عقلاء لا رؤساء مافيا تسعى لإفراغ قنابلها على رؤسنا وتفرغ جرعات مخدراتها في انوفنا.
على كل حال، سيرتد السحر على الساحر، وستصبحون أقلية في بلادكم التي يندر فيها رؤية الأطفال الذين هم نتاج علاقة طبيعية بين رجل وإمرأة، وحتى لو اقنعتني بإمكانية الإنجاب بدون رجل من خلال الإستنساخ، فهذا العالم ليس لي، وأفضل ان اكون رجعي على ان أكون خول، ومعي كثيرين والحمد لله.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2015 02:37 PM

.
-- عذرا من الكاتب المثقف الذي احترم لكني لم افهم المغزى من المقال ..!!

.

2) تعليق بواسطة :
16-08-2015 03:48 AM

د. مراد العنوان فج وقاسي والمفروض احترام الانسان اي كان مذهبه او فكره ومهما اختلفنا معه لا افهم لا بالسبايا ولا الجواري ولا ملكات اليمين ولا الولدان ولا غيره اقول كان الله في العون. اعتراضك على من يدافع عن حق الحيوان بالبقاء والعيش بسلام لا يؤثر على حق الانسان وهم احرار طالما العمل خير والرائع انك كانسان عليك ان تعمل الخير لكل المخلوقات وليس لمن نحب ونتعصب ولا تعارض وكله مقبول امام الله لا توجد اولويات في عمل الخير من يرحم قط كقط البرلمان هو من يرحم الانسان والا كله كلام والسلام تحية د مراد

3) تعليق بواسطة :
16-08-2015 04:14 AM

يعني بالله عليك مافيك تختار عنوان اكثر تهذيبا.

4) تعليق بواسطة :
16-08-2015 11:42 AM

مشكلتنا اننا لا نسمي الامور بمسمياتها العنوان كثير مؤدب بالنسبة لما يرتكبه هؤلاء الشواذ ما هو العنوان البديل برايكم ...حوار مع ......

5) تعليق بواسطة :
16-08-2015 12:00 PM

اللغه العربيه جميله وواسعه , كان يمكن ان يكون عنوان المقال " حوار مع أحد المثليين" .

6) تعليق بواسطة :
16-08-2015 12:01 PM

لا أرد بالعادة على تعليقات القرّاء، لا تكبراُ لا سمح الله، ولكني احاول ان اضع بين ايدكم موضوع يثير التساؤلات ويحث على التفكير. أعذروني إن كان العنوان فجاً، أو صاعقاَ وقد اردته كذلك لأننا على وشك القبول بهذا النوع من الحرية الشخصية للعيش بيننا وبحقوق قانونية ايضاَ. وللمغترب أقول بأنه قد ادرك المقصود بلا شك، لأنه متابع حصيف وقاريء لماح فليعذرني إن اكتفيت بما كُتب.

7) تعليق بواسطة :
16-08-2015 12:11 PM

الى تعليق 5
لفظ مثليين تمت ترجمته حرفيا والغاية منه تخفيف القبح عن هؤلاء لان اسمهم شواذ وما يمارسونه (تأنف )حتى الحيوانات الاقتراب منه.

8) تعليق بواسطة :
16-08-2015 12:21 PM

.
-- سيدي ، سبق ان كتبت وأكرر ان هنالك نوعين " المنحرف والشاذ " والمنحرف هو الانسان السوي لكنه يتجه لعلاقته مع شخص من فصيلته كذكر مع ذكر او أنثى مع أنثى وهولاء اتفق مع الدكتور في النظره الدونيه لهم .

-- اما " الشاذ " فهو إنسان مبتلى بخلل جيني ليس مسؤولا عنه وقد لا يمارس اللواط او تُمارس السحاق طيله الحياه ، هؤلاء مساكين كالمصاب بالصرع وكان الناس قبل اقل من مائه عام يظنون انهم مسكونون بالشياطين فيضربوهم ويعذبوهم

وللاستاذ عبد المنعم النهار الأحترام والتقدير
.

9) تعليق بواسطة :
16-08-2015 01:03 PM

حيث طرح الدكتور الامر للتفكير . أريد أن أبدأ بأنطباع احد اعظم التنويرين العرب عن تجربته الغربيه وهو محمد عبده بقوله " وجدت في الغرب اسلاما بلا مسلمين ووجدت في الشرق مسلمين بلا اسلام" ابدا بهذا الكلام الذي عمره أكثر من قرن لتفسير التحولٌ الذي طرأ على الأنطباعات المجتمعيه نتيجه سيطره الديكتاتوريا العسكريه وبالتالي خلقها "لمضادها الحيوي" وهو التطرف وبالتالي تعرض العقل العربي لأغراق هذين الفاعلين المسيطرين وكان أن اسبغا على الحضاره الغربيه كافه الشرور نتيجه حدث الأستعمار,,,

10) تعليق بواسطة :
16-08-2015 01:04 PM

وضاع في وسط هذا الأغراق أن حضاره الغرب هي ما امكنته من الأستعمار وفي المقابل فأن نكوصنا الفكري هو ما جعلنا ضحيه لهذا الأستعمار, اذ يفسًر علماء السيسيولوجي أن السبب العميق لنكوص الحضاره العربيه الأسلاميه هو توقفها منذ قرون عن ضاهره الأقتراض الحضاري وهي اللازمه لتطور جميع الحضارات وهذا مرده الى هيمنه تيار فكري سلفي يرفض التجديد ويرفض الأجتهاد ,,,ولذلك فما هو موقف المثقف العربي ؟ هل هو السير في ركاب هذا التيار أم تفسير الحضارات الأخرى بمنطق تجريدي عقلاني؟

11) تعليق بواسطة :
16-08-2015 01:04 PM

أن الموقف التجريدي من القضيه التي يطرحها الدكتور تعود لحركه الحقوق المدنيه في الغرب وفي المقابل فأن الكنيسه اجمالا لها موقف معاكس تماما كما نلاحض تصادم حركات الحقوق المدنيه الغربيه مع روسيا التي لها مواقف مستمده من الأرث المجتمعي والكنيسه الأرثوذوكسيه فهذه المواقف غير موجهه لنا وتهدف لأفسادنا .
الخلاصه أن المطلوب هو شرح وتفسير الحضارات الأخرى وليس تجذير احتقارها عن طريق اسباغ ما يجري على هوامشها على كامل الحضاره التي لديها حياه ديمقراطيه وقيُم تقدًس العلم والعمل والحياه البشريه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012