أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


"نكهة" الشيخ زياد

بقلم : د.محمد ابو رمان
31-08-2015 12:50 AM
سنفتقد الشيخ زياد أبو غنيمة كثيراً، برحيله المفاجئ -لنا- بعد أن تعوّدنا أن نتلقى نقده القارص الممزوج بروح الدعابة والسخرية اللاذعة، من دون أن نشعر بأيّ غضب أو مشاعر سلبية. وهي 'نكهة' خاصة به، قلما يحوزها كتّاب أو سياسيون، أو حتى حزبيون آخرون.
كان يقف في صفّ 'الصقور' في جماعة الإخوان المسلمين. وفي القضية الفلسطينية، وفي أغلب القضايا العربية والوطنية، يؤمن بالمبادئ وبالمنطق الصارم في المواقف السياسية، فيرفض عادةً أنصاف الحلول، التي قد ننظر لها نحن السياسيين والمثقفين على أنّها براغماتية ومرونة وواقعية مطلوبة في العمل السياسي.
كنت أنتظر هاتف الشيخ زياد أو ردّه اللاذع على أي مقال نقدي لي تجاه 'الإخوان' صباح اليوم نفسه، بخاصة مع الانقلاب العسكري الأخير في مصر، أو تأييده لما أكتبه ضد القمع العسكري هناك وضد 'الأسد' في سورية. فهو بالرغم من أنّه فُصل من جماعة الإخوان في العام 1993 (بعد أن نشر بياناً عنيفاً منتقداً قيادة الإخوان، وعاد إلى الجماعة، تنظيمياً، قبل أعوام)، إلا أنّه بقي خلال فترة 'الانفصال' تلك مدافعاً شرساً وصلباً عن المشروع الإصلاحي للجماعة التي كان الناطق الرسمي باسمها في انتخابات العام 1989.
لكن، وربما هنا 'سرّ نكهته' الخاصة، ما كان يميز الشيخ زياد أنّه بالرغم من هذه المواقف الصلبة، إلاّ أنّه بقي متواصلاً مع الإعلام والسياسيين، ولديه شبكة علاقات اجتماعية واسعة. فتلك الحدّة في الطرح السياسي كانت تتناقض مع طبيعة شخصية واجتماعية مرحة ومرنة إلى أقصى مدى.
ربما هذه 'المفارقة' الجميلة تقودنا إلى الجانب الآخر في شخصية الشيخ زياد (رحمه الله)، وهو أنّه ابن عائلة عريقة استثنائية في البناء الاجتماعي الأردني، سواء من جهة الأعمام أو حتى من الأخوال.
فوالده محمود صبحي أبو غنيمة كان تربوياً، وقد أسس مدرسة العروبة في إربد العام 1943، والتي كان لها فضل واسع على جيل كبير ممن لم يحظوا بالنجاح في التعليم الحكومي. وكان من ضمن الوفد الذي استقبل الملك عبدالله الأول في آذار (مارس) 1920.
وكما أنّ لوالده سجلا كبيرا في النضال السياسي، وقد فصل من عمله في وزارة المعارف بسبب هذا النشاط، فإنّ عمه يعدّ أحد أبرز المفكرين السياسيين في تاريخ البلاد، وهو الطبيب والمفكر والأديب محمد صبحي أبو غنيمة، الذي أسس مجلة 'الميثاق'، لمتابعة توصيات المؤتمر الوطني، الذي كان له أيضا دور كبير في الإعداد له، وعاش أغلب فترات حياته في دمشق. وهو، كما وصفه الزميل موفق محادين 'من قادة العمل الوطني والقومي لعقود مديدة، ومن رواد القصة والمسرح والمقالات العميقة التي تنتسب إلى الحداثة بكل معنى الكلمة'.
أمّا من جهة الأخوال، فإن جدّ الشيخ زياد هو صالح المصطفى التل، والد مصطفى وهبي التل. فشاعر الأردن 'عرار' هو خال للشيخ زياد، ووصفي التل هو ابن خاله، وهي عائلة مرموقة وطنية لا تحتاج إلى تعريف. لكن الطريف في الأمر، كما روى ملحم التل في مذكراته، أنّ جده (من جهة أمه) صالح المصطفى هو من استقدم أستاذاً لتدريس العود إلى الأردن في بداية القرن العشرين، وكان من أوائل المحامين، وله تاريخ طويل في العمل السياسي والنضالي.
شقيق الشيخ زياد هو حسّان أبو غنيمة، أحد أبرز الناقدين السينمائيين في الأردن، وله عدد كبير من المؤلفات.
هذا غيض من فيض عن عائلة الشيخ زياد وسرّ هذه النكهة الخاصة التي حظي بها؛ فهو ابن عائلة عروبية، عريقة، مثقفة، متنوعة. ولعلّ هذه العراقة هي التي قادته إلى الاهتمام الخاص بتاريخ العائلات الأردنية وعلاقتها بالحكومات المتعاقبة، فقدّم رافداً مهماً جداً في هذا المجال للمكتبة الأردنية.

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012