أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


موطني... ودموعي...

03-04-2011 11:47 AM
كل الاردن -




 د. آية عبد الله الأسمر

 

أرسلت لي صديقة من صبايا 29 شباط رسالة بعنوان "خبر عاجل... تم توحيد النشيد الوطني لجميع الدول العربية"، فتحت الملف المرفق بلهفة طفل يخطو خطواته الأولى على أرض الحلم المورق بين أهداب الشمس، فتحت الملف ونبضي يتسارع يسابق الدهشة المبعثرة على وجه فنجان قهوة لذيذة على مرارتها، أتخطى بفرحتي هواجس زمن تكسّر على مقعد الذاكرة وبروتوكولات أربعة وعشرين مزّقت بحكمتها أحلامي المكوّمة على رفوف ال67.

فتحت الملف وبدأت أستمع إلى نشيد موطني المرفق به، إلا أن النشيد كان محوّرا وكلماته مختلفة تنضح بالأسى والألم وتنزف مرارة وحرقة، استمعت إلى النشيد وأنا أقرأ كلماته التي كانت تظهر أمامي على شاشة الحاسوب، وبدأت دموعي تنساح وجعا على شعوب اتفقت على أن تغني وجعها وحسرتها على أنغام حلم قد كان، معلنة عن الوبال والضلال والبلاء والرياء المتفشي في ربى الأوطان، ناعية الوفاء الذي ذُبح على مقصلة الطغاة والبغاة، تنبعث الأصوات الموغلة في عمق الجرح العربي مرددة: "لا سواك خانعا مكمما، بقادتك مسمما، الوفاق لن يهل، نجمه لا لن يطل... من جديد، كل حزب قد بدا، وهمه يرضي العدى... وأن تبيد، لا يريد مصلى طه الأتلدا، وقبة ومسجدا... بل يريد، عيشة العبيد، وذلنا الأكيد، الدولار والدينار والريال والعقار... همّهم، وفقرنا وجوعنا وذبحنا وحرقنا... شعارهم ورمزهم، حالنا ووضعنا بائس لا يوصف... مقزز و مقرف، للهلاك قادة النفاق، ما لهم من ميثاق، موطني...".

بصورة تلقائية وحركة لا شعورية وجدتني أنقر على ملف نشيد موطني الأصلي، لأخفف من وطأة الحزن الذي أطبق على قلبي المبتلى بشعارات القومية وعنفوان الحرية وأسطورة الكرامة العربية، فهدرت كلمات الشاعر إبراهيم طوقان تتغنى بالجلال والجمال والسناء والبهاء، والحياة والنجاة والهناء والرجاء، في ربى الوطن المفدّى، الذي كان من المفترض أن يحيا سالما منعما وغانما مكرما، بفضل شبابه الذين لن يكلوا؛ لأن همّهم استقلال الأوطان رافضين حياة الذل والخنوع والعبودية، متكئين على الأمجاد الغابرة المحفورة في لوح الذاكرة والحسام بيد واليراع باليد الأخرى، مترفعين عن الكلام والخطابات والمهاترات والنزاعات الداخلية في سبيل المجد والعهد والواجب، متطلعين إلى العزة والعلا والسؤدد والنصر والعيش بكرامة وشرف!

شتان ما بين أحلام الأمس وتطلعات الماضي وبين واقعنا اليوم وأحداث الحاضر، أشعر بدوار يرهقني كلما حاولت استيضاح أسباب عدم قدرتنا كأمة عربية على النهوض والمقاومة، فلقد باءت كل من اليابان وألمانيا بهزائم نكراء ثم استعادتا قوتيهما وعادت الحياة تدب في أوصال الدولتين بقوة دافقة، حتى روسيا نراها تنهض بقوة وعنفوان عقب انهيار الشيوعية وتفكك اتحادها وتبعثر ولاياتها! وإيران تتعملق كل يوم، وتركيا تزاحم على موطئ قدم بين الدول الكبرى بل العظمى وكذلك الصين والهند... إلخ.

وما زال البعض يخيفني ويقول لي لا تكتبي رسائل واضحة على صفحات الفايس بوك، ولا تتحدثي على الهاتف الأرضي أو النقال بما يمكن الاشتباه به، ولا تخفي أسرارا هامة على البريد الإلكتروني، ولا تتنفسي بحرية وصدق وانتماء، فأنت مراقبة ونحن مراقبون والموساد بالمرصاد والماسونية تتربص بنا ولا فكاك ولا خلاص!

هل حقا محكوم علينا الذل والخنوع والخوف والخضوع؟ وقدرنا الاستسلام والاستعمار؟

شيء ما في داخلي يخبرني بصوت جهور واثق وقوي بأن "لا"، وبأننا قادرون على استعادة أمجادنا وإنارة فضائنا والانقضاض على أعدائنا وتبوّئ مكاننا العليّ الذي نصبو إليه بشغف ونتطلع إليه بحنين ونريده بقوة، بل وجديرون نحن به وسنحصل عليه بالحسام واليراع والوحدة والوطنية والقومية والصدق والإخلاص والوفاء والإيمان...

تحضرني في هذه اللحظات كلمات أغنية "بكتب إسمك يا بلادي على الشمس اللي ما بتغيب... لا مالي ولا ولادي... على حبك ما في حبيب"، والخوف يغرس أظافره في قلبي المرتعب من أن تتحوّل هذه الأغنية أيضا إلى جرح غائر آخر!

 

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2011 12:17 PM

لقد ابكيتني على الماضي التليد والامل المشرق وما بينهما من امال وطموحات على طريق ملبد بالخوف والدماء وألآهات فياليت العقل العربي يعمل واللسان يتطهر والحوار يفعل وننظر ذات اليمين وذات الشمال لنرى بعيون لم تسبب لها حرارة الشمس الملتهبة في الصحراء العربية العمى على كل ما وصل اليه العالم فنحن امة تستحق اكثر مما نحن عليه
لقد ابدعتي ايتها العربية الاصيلة وبارك الله بك

2) تعليق بواسطة :
03-04-2011 01:33 PM

أشكرك صقر... كنت أود أن أشارك جمهور القراء الفرح والحبور... إلا أن الحزن والحسرة والوجع والقهر يأكل جل أوقاتنا...فيصبح الموت مع الجماعة رحمة!
تحياتي

3) تعليق بواسطة :
03-04-2011 04:12 PM

الكاتبة العزيزة, اوافقك الرأي على الاوجاع و الأسى و الالم الذي يعتصرنا جميعا, لان الوطن و الثرى كنز لا يفنى. و اقول بان الامل موجود, و يجب علينا الوقوف و التكاتف معا من اجل الوطن الذي نحب و نعشق, و لا ضير اختي العزيزة ان نذرف الدموع, اتعلمين لماذا, لان الوطن ليس كلمات مبعثرة على الاسطر, لكنة كل, متكامل, مراد, مريد, جذاب و معشوق. تحية اردنية عبقة لكل من ينبض فلبة بعشق و حب هذا الثرى و هذا الحمى الطهر الطهور, و اقول للذين لا تنبض قلوبهم بحبة و عشقة عظم اللة اجركم باحساسكم.

4) تعليق بواسطة :
03-04-2011 06:41 PM

التغير هذه اخرتها

5) تعليق بواسطة :
03-04-2011 07:06 PM

اتمنى ان تقوم الدول العربية التي تحررت حديثا من انظمتها المستبدة بانشاء جامعة عربية جديدة لها بجوار الاخت (الكبيره البايره ) وتسعى لان تكون موحدة في السياسة الخارجية والامن والمخابرات والاقتصاد والعمالة ( التوظيف ) وان تلغي الجمارك ونأشيرات الدخول والقيود فيما بينها لتصنع غد عربي مشرق وملهم لغيرها من الدول العربية المنغمسة في ظلمات الجهل والتخلف

6) تعليق بواسطة :
03-04-2011 07:14 PM

لا تعليق

7) تعليق بواسطة :
03-04-2011 07:17 PM

الكاتبة الكبيرة اشكرك على الرد ان الامانة تقتضي ان نتفاعل كقراء مع الابداع ومع من يحبون عروبتهم ويعشقون تراب اوطانهم دون مصالح دنيوية فانية وبعيد عن الانامن يعشقون الدحنون والحناء وبلاد العرب كلها من المحيط الى الخليج لاننا امة قادرة على نيل المنى والحياة الفضلى فلكي كل الاحترام والتقدير

8) تعليق بواسطة :
03-04-2011 07:20 PM

قد تكون فقيرا ,ولا تشعر بالفقر , اذاكنت غني النفس , قد تكون وحيدا ولكنك قد تشعر بالصحبة الطيبة اذا كانت نفسك تحمل بين جنبيها القوة والايمان .انا شخصيا لي علم اسميته العلم الوطني العربي وكتبت عليه قسما " اقسم بالله العظيم ان اجتهد لاكون مواطنا عربيا صالحا في امة انتمائها وولائها للوطن العربي الكبير " وما علي الا ان ابر بهذا القسم واصاحب من يبر به ايضا , فانا سعيد بوطنيتي وبأصحابي,تعالوا الى عالمي ولا عذر لكم ... وكفوا عن البكاء

9) تعليق بواسطة :
03-04-2011 07:51 PM

عملت مدربا في كلية زايد الثاني العسكريةوكل عام كنا نحضر بروفات التخريج للمرشحين الضباط ,وقد اختار مسؤول الفرقة الموسيقية لحن بكتب اسمك يابلادي ووزعه على فرقته , القرب والابواق والطبول والدرمات ,ليمشي على ايقاعه المرشحون بالمسير البطىء , فكنت اشعر كل مرة وانا اسمع لهذا اللحن على وقع خطوات الشباب ان الامل بالوحدة والعزة والكرامة موجود , لك الشكر كل الشكر على تذكيري بتلك الايام وذلك الامل .

10) تعليق بواسطة :
04-04-2011 06:32 AM

كفكفك دموعك يا ايتها الشابة التي تتكلم بلغة الكبار المثقفات جدا ، وتبكي على وضعنا الحالي ..أن حضارة اقمناها في الاندلس كانت تشع بالعلم والمعرفة والتي ارست اسس الحضارات التي توالت بعدها وقت ان كانت اوروبا نعيش في قوقعة الجهل والعبث والحروب ..فنحن منذ ان خرجنا من اسبانيا حتى يومنا هذا فلا نزال نعاني من نفس الأمراض الأجتماعية كالجشع ، والفساد والتفرقة وغيرهما ..ان عالم الذكور قي عالمنا العربي هم الذين اوصلونا الى هذه الحالة ، وكفى أنهم حرموا الممرأةالعربية لأكثر من مئة عام من حريتها ، وجعلوهاغير مشاركة فعليه في صنع القرار وتنفيذه ..أضيفي الى ذلك أن معظم قياداتنا العربية أغراها الدولار وباعت شعوبهم ، ونهبت مقدرات الأمة ، وابقتهم في الحضيض يعانون الفقر والغلاء والجهل والتفرقة .ومن يدير شئون البلاد الداخلية والخارجية هي أجهزة المخابرات المرتبطة مع المخابرات المركزية الأمريكية .يتبع

11) تعليق بواسطة :
04-04-2011 06:33 AM

تابع ما قبله ..وأن الصهيونية العالمية اصبحت تضم معظم قياداة العالم العربي ، والكثير من رجال الدين الأسلامي ، ومعظم رؤوساء الكنائس الغربية وضمهم الى الصهيونية المسيحية والتي تضم اكثر من 70 مليون .
نحن ايتها الكاتبة الشابة القديرة والمعبرة جدا متفائلون بهذه الثورات الشبابية والتي تمثل الأسلام المعتدل الذي يطالب بالعدالة الاجتماعية والأصلاح والتغير ..والرب انشألله يأخذ بيدهم حتى نتخلص من امراضنا الأجتماعية ، ونصبح نطير بجناحيناالأثنتين كالنسر العربي ، المرأة والرجل لنعلو فوق السحب ..فنحن قد طرنا بجناح واحد لأكثر من مئة عام ، ولم نطير فوق سطح البحر غير امتار قليلة

12) تعليق بواسطة :
04-04-2011 08:24 AM

الدكتوره آيه الاسمر

تحية التقدير والاحترام

هذه الكلمات المنسابه ألقاً كانها العاديات ضبحاً بخروجها عن المألوف ورتابة الحروف التي مللناها .
وان كانت فكرة توحيد النشيد الوطني للدول العربيه من باب المزاح الا انها في واقع التجربه حقيقيه ونجد انفسنا نتشابه فالفقر والبطاله والرجعيه والاستبداد بات قاسماً مشتركاً لنا يوحد آمالنا نحو الارتقاء للاعلى حتى نسترد كرامتنا المسلوبه ووضعنا المتألق بين الامم الذي اراده لنا خالق الاكوان .
هناك دول تعرضت لاقسى انواع النكبات والقنابل الذريه واستطاعت الوقوف من جديد واحتلال صدارة دول العالم بوقت قياسي وجهود حثيثه جعلت اعلاء شأن الوطن والشعب همها الاول والاخير في حين ما زلنا نحتفل في دولنا العربيه بصناعة اول شماغ والدخول لموسوعة غينيس باكبر سدر منسف واكبر صحن تبوله بعدما انتهى العالم المتمدين حولنا من الصعود للفضاء فشر البلية ما يضحك والله المستعان على ما يصفون .
تحياتي لك ,,

13) تعليق بواسطة :
04-04-2011 12:12 PM

اخي وليد رقم 12
تلك الشعوب التي تحدثت عنها جعلت العمل مقدس .. اما نحن فجعلنا بعض افراد من البشر مقدسين لأنهم مسكوا ماصيتنا وحكمونا .. لأجل هذا جعلناهم مقدسين .. الم تسمع بوصية القذافي في كتابه الاخضر غذا ما مات فعلى الشعب الليبي ان يستحضر روح القائد الميت واذا قبلت روحه الحضور فتقوم بالحكم , واذا لم تقبل يوزع الشعب الليبي على الدول العربي .. هل رأيت تقديساً أكثر من هذا .. وهل رأيت جهلا اكثر من هذا ؟ والعجيب ان هذا الكتاب كان يوزع ويقرأ ويدرس ويناقش

14) تعليق بواسطة :
04-04-2011 08:04 PM

بس ما تكون الدموع خربت مكياجك,نسال الله العفو والعافيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012