السياسة الخارجية الأردنية على دكة الاحتياط

الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024

السياسة الخارجية الأردنية على دكة الاحتياط

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
03-10-2015 12:40 PM
صرّح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي عن قمة مزمع عقدها هذا الشهر في موسكو لمجموعة التماس الدولية حول سوريا تم استثناء الأردن منها، حتى أن آلية تنسيق الأعمال العسكرية في سوريا والتي تم الاتفاق عليها بين بوتين ونتنياهو لم يكن الأردن جزءاً منها، وبالتزامن مع السعار الاسرائيلي المحموم الآخذ بالتصاعد تجاه القدس وما يرافقه من تجاهل أمريكي للقضية الفلسطينية برمّتها ، والعديد من المعادلات الإقليمية التي تعيد إلى الذهن تساؤلات عن مدى فاعلية السياسة الخارجية الأردنية.

بعيداً عن المديح الذي يكيله المجتمع الدولي للأردن، إلا أن التصريحات الرسمية الأردنية تقول أن دعم المجتمع الدولي للأردن لخدمة اللاجئين لم يتجاوز ثلث التكاليف الحقيقة، حتى أن بعض المنظمات الدولية والتي من شأنها تقديم الخدمات للاجئين قد أعلنت رسمياً عن توقف تقديم تلك الخدمات بسبب توقف الدعم الدولي لها، ولم تسعفنا مكانتنا الدولية وإطلاقنا للعديد من المبادرات والإجتماعات الهلامية شرقاً وغرباً في إيجاد مخرج لهذه القضية الحرجة، مما ينذر بأزمة حقيقية على الصعيدين الإنساني والتنموي سوف تلقي بظلالها على عجلة البناء في الأردن.

ندرك تماماً أن قضية اللاجئين هي بالأساس قضية إنسانية وأخلاقية، إلا أن خذلان المجتمع الدولي لنا وتسويفه لحل الأزمات التي تعانيها المنطقة يدفعنا إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة وآمنة لهذه القضية، ولم يلمس المواطن الأردني من الحكومة الأردنية إلا التباكي على شاشات التلفاز –على طريقة المراسلين الصحفيين- بأن الجميع قد تخلّوا عنا، في ذات الوقت الذي نتغنى به أن العالم كله قد رفع لنا القبعات احتراماً، فلماذا إذاً لا نستغل ما صرّح به وزير الخارجية السوري أمام الأمم المتحدة بأن الحكومة السورية تكفل العودة الآمنة والحياة الكريمة للمواطنين السوريين الذين يريدون العودة؟ ونبدأ بالتنسيق الفعلي في هذا الإتجاه، وإلا ما الداعي لإبقاء التمثيل الدبلوماسي مع النظام السوري كل هذه المدة في الوقت الذي تشي به تصريحات هذا النظام ضد الأردن بانعدام أدنى مستويات التنسيق بين البلدين.

تُرى ماذا حل بالتحالف الدولي الذي شارك به الأردن وبقيادة أمريكية للقضاء على داعش؟ هل آتى أُكله؟ لماذا يدور حوله كل هذا التكتم؟ هل يغفر لنا التحالف المعنوي مع دول الخليج في تخطي أزماتنا في ذات الوقت الذي حجب البعض منهم صوته عنا في إنتخابات الفيفا؟ أين هي علاقاتنا مع الغرب والشرق ومكانتنا الدولية التي قلنا فيها أكثر ما قاله مالك في الخمر ولم نحظى منها إلا بالقليل من الدعم والكثير من التعاطف؟ ما هو السبيل للتصدي الحقيقي لهذا الإرهاب الصهيوني في الأراضي المقدسة وأين هي معاهدة السلام من كل هذا؟

إن الخطاب الإنساني ضروري، ولكن الأجدر بنا أن نكون صريحين مع أنفسنا أولاً وأن نضع أنفسنا في المكان الصحيح ونعمل على حل أزماتنا لا ترحيلها، وأن نعيد قراءة المشهد السياسي ونتحرك بناءً عليه، فالسياسة الخارجية التي تتباهى بمشادّة كلامية مع مسؤول إسرائيلي لن تجلب لنا إلا التصفيق في أروقة الأمم المتحدة.