سليمان الحراسيس : ابدت مصادر سياسية وديبلوماسية اردنية استغرابها الشديد من الصمت الرسمي الاردني المطبق إتجاه التهديدات التي تتلقاها المملكة العربية السعودية من المسؤولين العسكريين الايرانيين.

واعربت المصادر عبر ' كل الاردن' عن انزعاجها من ما ألت اليه العلاقات الاردنية السعودية منذ تسلم الملك سلمان ادارة شؤون السعودية، معتبرة في نفس الوقت ان العلاقات الاردنية السعودية لم تشهد فتورا في السابق كما هي عليه اليوم، على حد وصفها.

وكانت ايران قد اعلنت عن استعدادها لاستخدام الخيار العسكري لـ'ردع السعودية' وايقاف حربها على جماعة الحوثي ، وزادت وتيرة التهديدات مع وقوع ما عرف إعلاميا بحادثة ' تدافع منى'، التي قضى فيها عشرات الايرانيين من بينهم شخصيات ايرانية رفيعة المستوى.

وحول الاسباب التي ادت الى تراجع تلك العلاقات الى مستويات غير مسبوقة ، أرجعت المصادر ان إعلان السعودية عن انشاء تحالف عسكري ضد جماعة انصار الله 'الحوثي' وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عارض رؤية الاردن في الوصول الى حل سلمي في اليمن ، وان الاردن كان يبذل جهودا كبيرة بالتعاون مع الامارات للوصول الى تسوية ، بعيدا عن الحل العسكري، لتعلن السعودية في ذات الوقت الحرب على 'الحوثي'.

وتابعت المصادر  توضيحها لتراجع العلاقات مع السعودية بالقول ،' ان السعودية اتبعت مؤخرا سياسة 'غامضة' مع حركة الاخوان المسلمين العالمية سعيا منها لانشاء تحالف ضد طهران ، ما قد يدفعها 'اي السعودية' الى التفريط بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر ، وهذا ما يخشاه كلا من الاردن والامارات.

وذكرت المصادر بأهمية ايجاد طريق يستعيد فيه الاردن والسعودية علاقتهما المميزة ،والتأكيد على ان كلا منهما يمثل عمق استراتيجي للأخر.

وقللت المصادر من الجهود التي بذلها مسؤول اردني سابق لأستعادة التوازن  وشق طريق جديد في العلاقات بين البلدين ، خاصة ان المسؤول نفسه لا يملك أي خبرات أو أدنى امكانيات ديبلوماسية.

وفي ذات السياق دعى ديبلوماسيين أردنيين المسؤولين في المملكة العربية السعودية الى ما أسموه ' عدم التفرد' بإتخاذ قرارات تمس أمن الوطن العربي بأكمله ، ودعوا الى التنسيق المكثف مع دول عربية ذات ثقل سياسي ولها دورا تاريخيا في المنطقة ، وان تكون السعودية اكثر وضوحا في مواجهتها لتهديدات طهران.