أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


تركيا على مفترق طرق

بقلم : جمال العلوي
31-10-2015 02:05 AM
الانتخابات التركية تفصلنا عنها، ساعات بالحسابات الخاصة بموعد الاستحقاق حيث ستجري يوم غد الاحد، بعد طول انتظار وترقب من كل الدوائر المعنية بشؤون المنطقة وتحولاتها .
هذه الانتخابات المبكرة تأتي بعد أشهر قليلة من إجراء الانتخابات النيابية للمجلس الحالي، ولجأ اليها حزب العدالة على أمل ان تسهم في تحسين فرصه الانتخابية وتمكنه من تحقيق الاغلبية التي يطمح اليها الرئيس رجب طيب اردوغان الى التحول نحو النظام الرئاسي، لكن الشعب التركي المسكون بالهاجس الديمقراطي لم يتح المجال لتحقيق حلم اردوغان بالسلطنة وذهب نحو صناديق الاقتراع محققا نتائج ترسيخ المسار الديمقراطي.
وأمام هذه الافرازات سعى حزب العدالة التركي نحو خيار الانتخابات المبكرة على امل ان يتجاوز هذه العقبات ويتمكن من ازاحة حزب الشعوب الديمقراطي « الكردي « عبر خسارته لنسبة العتبة والبالغة عشرة بالمئة بما يمكن العدالة من الاستحواذ على مقاعد الحزب بصورة تمكنه من الوصول الى الاغلبية المطلقة .
والاطلالة على مشهد الانتخابات التركية اليوم تكشف بشكل واضح أن فرص تحقيق الاغلبية المطلقة التي يطمح اليها الحزب لن تكون متاحة في النتائج المرتقبة بعد اجراء الانتخابات رغم ان بعض الاستطلاعات ترجح امكانية ان يرفع حزب العدالة حصته في الانتخابات الى قرابة 41% من مقاعد المجلس .
الا أن العديد من المهتمين في الانتخابات التركية يرون امكانية حدوث مفاجآت سواء على صعيد حصص حزب العدالة او أحزاب المعارضة لكن وبجميع الاحوال سيكون من الصعب امام حزب العدالة تحقيق ما يطمح اليه في ظل خلافات داخلية قد تقود الى تغييرات في المواقع القيادية في الحزب .
واضح أن الاستمرار في الرهان على تحالف أردوغان وداوود اوغلو على قاعدة الاستمرار في التدخل السوري سيكون هو العامل الحاسم في عدم تمكين العدالة من نيل مطالبه بما يفتح الافاق نحو إعادة بروز تيار عبدالله غل العقلاني في واجهة المشهد السياسي للعدالة والتنمية .
لا نكتب بصورة رغائبية، أو ضمن قناعات خاصة بنا، وتبقى الانتخابات هي ما تفرزه الصناديق وأصوات الشعب التركي، التي لا نملك الا احترامها لكن المعطيات التي نستند اليها تشير الى ملامح متوقعة تقطع الطريق على تجاه اردوغان نحو النظام الرئاسي أو الحكم منفردا بلا ائتلاف مع الاحزاب المعارضة، وفي المحصلة النهائية تبقى تركيا على مفترق طرق لا نعرف ملامحه!.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012