أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


"قنبلة الهزيمة" ..كتاب جديد للزميل الباحث أسعد العزوني

20-11-2015 01:07 AM
كل الاردن -
صدر الخميس الماضي عن دار دجلة للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان ، كتاب جديد للزميل الباحث أسعد العزوني ، بعنوان 'قنبلة الهزيمة '، ويتضمن 223 صفحة من القطع المتوسط ، وهو مقسم إلى ثمانية فصول ، ويتمحور حول البرامج النووية في منطقة الشرق الأوسط .
أهدى الزميل العزوني كتابه إلى المبدعين والعلماء العرب المبدعين في الخارج بقوله :' لا كرامة لنبي في وطنه '، كناية عن عدم إيلاء البحث العلمي والإبداع أدنى إهتمام في العالم العربي على وجه الخصوص ، وهذا ما جعلهم في مؤخرة الركب ، وبالتالي لم ينجحوا في محاولاتهم الحصول على البرامج النووية ، إما لقصور ذاتي رغم الغنى الفاحش ، أو جراء الضغط الصهيوني على المصادر كي تنسحب من الإتفاقيات الموقعة كما حصل بين فرنسا والعراق .
تساءل العزوني في مقدمته : لماذا نحن هكذا ؟ تقدم الجميع إلا نحن نتأخر ، ونقع في حفر الذل والمهانة حفرة بعد اخرى ، دون أن نعلم الدرس ونفهمه ، مع أننا نمتلك العقول والأموال ، ولكننا مع السف الشديد ، ظهرنا أمام العالم سفهاء عجزة ،عقولنا ليست لنا وبالتالي حق للغرب أن يحجز على اموالنا كسفهاء ويستغل هو عقولنا المبدعة.'
يقول العزوني أيضا أنه مر مرور الكرام على البرامج النووية العربية مرور الكرام لأنها دفنت مع مولدها ، ونحن سلمنا بذلك وقرأنا الفاتحة مطمئنين ، أن الغرب رضي عنا ، في حين انه ركز كثيرا على ملفات البرامج النووية الإيرانية والباكستانية والهندية والإسرائيلية ، موضحا بتهكم واضح أن بعض العرب تطوعوا وهرعوا إلى واشنطن لتسليم ملفاتهم وبرامجهم النووية ، وهناك من وشى على الدول التي دعمته في برنامجه ، وان هذا يعني ان من فعل ذلك ليس خائنا لشعبه فقط بل لمن مد له يد العون.
إستهل العزوني بحثه بالرنامج النووي الباكستاني الذي إستند على ركيزتين أساسيتين هما : تكوين شبكة عمل للتجسس النووي والتهريب ، يتورط فيها مسؤولون اوروبيون لشراء المكونات والتقنيات اللازمة للبرنامج إضافة إلى التعاون النووي مع الصين لأن التوتر آنذاك كان يشوب العلاقات الباكستانية – الصينية.
وإستعرض الباحث العزوني هذا البرنامج الذي قاده وانجزه أبو القنبلة النووية الباكستانية د.عبد القادر خان ، الذي إشتهر بالذكاء الحاد والعزيمة الصلبة ، وحظي بدعم من القيادتين السياسية والعسكرية للبلاد ، حيث قال الرئيس الباكستاني الأسبق نواز شريف :' سوف نأكل رغيف خبز واحد في اليومبدلا من المخاطرة والتخلي عن البرنامج النووي '، ناهيك عن الإجماع الباكستاني على السلاح النووي قوميا بإمتياز ضم الشعب والحاكم والأحزاب القومية.
وتطرق الباحث إلى ردات الفعل العالمية التي كانت بدفع صهيوني وهي أن قنبلة الباكستان النووية هي قنبلة إسلامية كما يقال حاليا عن إيران ، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بسبب حصول الباكستان على القنبلة النووية ، لكن احدا لم يحرك ساكنا عندما حصلت الهند على قنبلتها النووية كما جاء في الفصل الثاني.
وفي معرض الحديث عن البرنامج النووي الإيراني ورد أن الكير الإسرائيلي نفخ كثيرا لإشعال النزاع الغربي – الإيراني ، إلى درجة أن الأمور وصلت للتهديد بشن هجمات على المفاعلات النووية الإيرانية ، وقامت إسرائيل الخزرية بنشر خخطط وسيناريوهات العدوان وكشف مسارات طائراتها الحربية التي ستضرب المفاعلات الإيرانية ، لكن الإيرانيين صمموا على كسب الجولة ووقعوا إتفاقا نوويا مع الغرب .
وإستعرض الباحث مراحل البرنامج النووي الإيراني الذي بدأ في عهد الشاه المقبور عام 1967 ، لكن أحدا بمن فيهم الإسرائيليون لم يعترضوا على ذلك بسبب علاقتهم المعلنة مع الشاه.
كما تحدث الباحث في الفصل الرابع عن البرنامج النووي الجزائري وقيام إسرائيل الخزرية بالتجسس عليه ، مستهجننا من عدم إصرار الجزائر الغنية على إتمام برنامجها النووي ، لكنه إستند إلى معلومات تقول ان الخلافات المستفحلة بين صناع القرار فيها حالت دون ذلك ، كما إستند أيضا إلى معلومات تقول ان ضغوطا امريكية مورست على القيادة الجزائرية واجبرتها على التراجع عن هذا المشروع.
وفي الفصل الخامس إستعرض الباحث البرنامج النووي المصري الذي شهد ازمات متتالية بدءا من مفاعل أنشاص ، لافتا أن مصر وقعت العديد من الإتفاقيات مع الإتحاد السوفييتي السابق للتعاون النووي اولها في شهر تموز عام 1956 ، تلتها إتفاقية ثانية في شهر ايلول من ذلك العام ، وجرى تشغيل المفاعل البحثي الأول عام 1961 ، كما جرى التعاون مع جهات دولية عديدة مثل النرويج والدانمارك.
وتحدث الباحث عن الرعب الذي أثاره البرنامج النووي المصري لدي مستدمرة إسرائيل الخزرية ، حيث وصف وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان البرنامج النووي المصري بالكارثة على إسرائيل ، محذرا من إمتلاك مصر والسعودية للسلاح النووي.
وإستعرض الباحث في الفصل السادس البرنامج النووي العراقي الذي إنتهى بقيام طائرات حربية إسرائيلية بقصفه وتدميره إبان الحرب العراقية – الإيرانية ، كما إستعرض الإتفاقيات النووية بين العراق وفرنسا ، والتي لم تنجح في حماية هذا المشروع لمعارضته الشديدة حتى داخل فرنسا بدفع إسرائيلي .
ويروي الباحث قصة مؤكدة وهي أن الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات أخذ يرغي وزبد عندما سمع أن الطائرات الإسرائيلية تمكنت من قصف المفاعل النووي العراقي ـ وتوجه بطائرته إلى بغداد طالبا مقابلة الرئيس صدام حسين لأمر هام ، ولأول مرة يصرخ الرئيس الفلسطيني في وجه الرئيس صدام حسين ، ويخبره أنه بعث له تقريرا مفصلا عن الخطة الإسرائيلية عندها ذهل الرئيس صدام وإستفسر من ديوان قصره وتبين أن السفير الفلسطيني آنذاك عزام الأحمد سلم التقرير للديوان ، لكن الديوان لم يقم بتصديره للرئاسة ، وهذه قصة ذات مغزى.
وفي معرض الحديث عن البرنامج النووي الليبي أوضح الباحث أن ليبيا بدأت برنامجها النووي في سبعينيات القرن المنصرم بتوقيعها إتفاقية مع الأرجنتين لتشييد مفاعل بحثي تجريبي لكن الضغوط الأمريكية اجبرت بيونس آيريس على فسخ العقد ، الأمر الذي دعا ليبيا إلى اللجوء إلى فرنسا لكنها فشلت في إقناعها ببيعها مفاعلا تجريبيا ، وهذا ما دعا ليبيا إلى الغوص في السوق السوداء، قبل أن يتوجه اقذافي إلى العند لتزويدها بالنفط مقابل مساعدته في البرنامج النووي ، بعد فشله في شراء القنبلة النووية من الصين ، وبالتالي تخلى القذافي عن هذا البرنامج وسلم كل اوراقه لأمريكا ووشى بكل من ساعدوه على ذلك.
وفي الفصل الثامن توسع الباحث العزوني كثيرا عند البرنامج النووي الإسرائيلي الذي بدأ مبكرا وفي الأيام الولى للمشروع الصهيوني ، حيث أن الصهاينة آنذاك رسموا مستقبلهم وإتفقوا ان السلاح النووي هو الذي سيحميهم ، مبينا أن فرنسا أسهمت في إنجاز القنبلة النووية الإسرائيلية ، ومع ذلك لم تسلم من شرور الصهاينة الذين سرقوا منها كميات هائلة من اليورانيوم .
كما اوضح أن مستدمرة إسرائيل الخزرية ضللت الرأي العام العالمي بقولها ان مبنى ديمونة كان عبارة عن مصنع غزل ونسيج ، لكن السي آي إيه إكتشفت الحقيقة ، وعندما إستدعى الرئيس الأسبق جون كينيدي رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل آنذاك ووبخه على ذلك ، وقال قولته الشهيرة :'إلى متى ستيقى إسرائيل فوق القانون؟'، جرى إغتيال الرئيس كينيدي ، ولنفوذ يهود فإن القضاء الأمريكي ورغم مرور نحو 50 عاما على جريمة الإغتيال لم يتمكن من كشف المجرم!!!!!
وأكد الباحث العزوني في الخلاصة ان مستدمرة إسرائيل أجهضت القوة النووية العربية ،مستعرضا وسائلها في ذلك ،بدءا من الضغوط والتهديدات وإنتهاء بإغتيال العلماء العرب وتهديد العلماء الأجانب المعنيين بالبرامج النووية العربية .
وختم الباحث بشهادات وملاحق اولها شهادة خبير إشعاع نووي فلسطيني على جرائم إسرائيل النووية في فلسطين المحتلة ، حتى أن المستعمرين الصهاينة لم يسلموا من الأذى ، لكن السلطات الإسرائيلية تتكتم على الموضوع .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-11-2015 06:20 AM

لو ان كلام الذي رغى وزبد في وجه صدّام صحيح , لقام صدام بتعليق الديوان من قدميه ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012