أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ما الذي قاله الشهيد وصفي التل لصديقه الذي ترك فلسطين وذهب للعمل في الخليج ؟

28-11-2015 03:38 PM
كل الاردن -
كتب وصفي التل رساله لصديق له نشرت في مجلة الهدف عام 1950 يعاتب صديقاً له هجر فلسطين وغادر للخليج.

وتاليا نص الرسالة ..

أكتب لك من فلسطين ,, رسالة الى صديق فلسطيني
أكتب لك من فلسطين
أخي
لا أدري لماذا ينتابني شعور استعلاء جارف وأنا أكتب لك من فلسطين ؟ أنت تعلم مدى صداقتي لك وإعجابي بك, وتعلم أنه ليس من طبعي أن أستعلي عليك وأتكبر على أي انسان, وخصوصا أنت. أما الآن. وأنا أكتب هذه الرسالة, فإني متكبر ومستعل عليك, وأشعر بأني أحدثك من فوق, ولا أملك أن أدفع عن نفسي شعور الخيبة فيك ولا استطيع سوى الاحساس بالالم والمراره بسببك وبسبب الكثير من الاخوان الذين نهجوا وسلكوا السبيل الذي انت الان سالكه.

اتدري لماذا انا مستكبر مستعل احدثك حديث متسلط امر اتدري لماذا اضع نفسي في مرتبة اعلى منك اتدري لماذا اعطي لنفسي الحق الادبي بتوبيخك والحكم عليك اتدري لماذا لاني اكتب اليك من فلسطين.

والكتابة من فلسطين لا تعني تعييناً جغرافياً لمكان كتابة الرسالة, كما أن الوجود بها لا يعني مكان الإقامة وتحديد المسكن. لا أعني كل ذلك, وما أقصده هو أن الوجود في فلسطين, بهذه الظروف وبهذه الوضعية, رسالة جهادٍ ونضال, لا أعرف هل في استطاعة المنهزمين الذين ألقوا السلاح مثلك أن يفهموها؟؟.

لقد كتبت في رسالتك إليّ تحدثني عن عملك, وأنك مرتاح ومستقرّ, كتبت تحدثني عن راحتك المالية واستمرار عملك, وسعيك في ترتيب وتنظيم حياتك, كتبت تحدثني عن الحياة البهيجة والمسلية في المدينة الكبيرة التي تعمل فيها.. لقد كتبت تحدثني عن كل شيء إلا الرجوع لفلسطين. كأني بك قد نسيت؟ نسيت هذا البلد العزيز الغالي في غمرة هذه الحيوانية الجارفة, والتي جعلتها الانهزامية تطغى عليك.أنا ما زلت: أحسُّ ببقية أمل فيك, ما زلت أرجو أن أغريك بالرجوع, وأحاول إنارة السبيل لبدايتك. سأحاول كل ذلك, ولكني لن أتنازل عن استعلائي; لن أتنازل لأني أكتب لك من فلسطين.

ليس من بهيج عندي أغريك به. ومع هذا أدعوك للرجوع. قد تجوع مثل الآلاف من بني قومنا; وقد يقتلك الملل والضجر. وستشقيك وتعذبك مناظر الشقاء والتعاسة في كل ما ترى, وسيهوي قلبك منظر معسكرات اللاجئين الرهيبة تعصف بخيمها رياح الشتاء.
لقد تغير كل شيء, ولن تستطيع النزهة ليلاً في القطمون والطالبية والبقعة; وسوف لا تسمع الصبيان في باب الخليل يغنون ' يا ابو العيون السود.. ' وأم الكندرة الحمرة البنية ضائعة الآن, ولم يعد شليلها 'يكنس الحارة' لأنها عارية مهلهلة الثياب, والمجنون الذي كنت تعرفه في باب العامود, والذي كان يغني ' يللي جملكوا انكسر بالبقعة; لفّيني بحضنك كتلتني الصّقعة ' قد انتقل الآن إلى أريحا; لأن البقعة في الطرف الآخر, والأسلاك الشائكة لا تسمح للجمل أن ينكسر هناك, المسكين ما زال مقروراً لا يجد من يلفّه ويقيه من برد القدس, ولهذا انتقل إلى أريحا, واستبدل الدفء بدفء آخر.

لقد تغير كل شيء حتى اسم هذا البلد, ولكن الأهل ما زالو أهلنا. وفلسطين ما زالت فلسطين, رغم تغير المظهر وضيق المساحة. عليك أن ترجع إلينا.. تعال وتلمّس النكبة بنفسك, ولا تيأس, ولا تلق سلاحك, تعال ؟ ولتكن أنت الدرع. مرة أخرى, لصدّ العدوان واسترجاع ما ضاع من الديار. ألا تحس بالغربة حيث أنت؟ ألا تشعر بأنك غريب وسط المدينة التي نسيت فلسطين, ولا تفكر بفلسطين؟.

أنت تعرف قصة الفئران في السفينة التي تبدأ بالغرق, هذه الفئران تقفز قبل الجميع بغية النجاة ولكنها لا تنجو بالنهاية, وتغرق بعد عذاب طويل. أنا لا أريدك أن تكون مثل هذه الفئران, خصوصاً وإن السفينة وإن تغرق, ستصل إلى غايتها رغم الأنواء والأعاصير التي شعثتها وأصابت بعض أجزائها بالتكسير والتخريب. إن إصلاح السفين غير ممكن إلا إذا بقي الملاحون, وتساعدوا وتعاونوا في إصلاح الخراب وجبر الكسور. هذه السفينة لو هجرها الملاحون كلهم مثل هجرانك; لكان مصيرها الغرق حتماً.

أنا موافق معك أننا أضعنا القسم الأكبر من هذا البلد العزيز, وأعترف أنه لم يبق في أيدينا سوى بقية عجفاء لا تغني من حيث المساحة والإمكانيات المادية.. ولكني أربأ بك عن الاعتقاد بأن هذا الحال دائم خالد.. الأرض على قداستها وعزتها تفقد وتسترجع, وتذهب وتجيء.. رجال هذه الأرض وسندها والذين يفدونها هم الذين يفقدونها وهم الذين يسترجعونها; وما دام للأرض المفقودة رجال, ليس من الصواب في شيء الاعتقاد بأنها ضائعة. أنا معك بأنا أضعنا الأرض, ولكن هذا الفقدان مؤقت, وعلى أي حال لم نضع الرجال.. هؤلاءما زالوا موجودين؟ ما زالت قلوبهم تخفق في عبادة تلك الأرض, ما زالت نفوسهم نفس النفوس التي قاتلت وضحّت وتألمت وتعذبت. لو كنت أنت هنا للمست بنفسك أن وراء الحيرة والقلق الذي يعانيه اولئك الذين يعبدون فلسطين, أملاً وعزماً وتصميماً. ولهذا أرجوك أن ترجع, وأنت تبثّ الدعوة للعودة لفلسطين التي لن نفقدها ما دام أهلها بها.

أرجو أن أكون قد أقنعتك. ليس عندي ما أغريك به سوى الدعوة للواجب والتذكير به. نحن هنا في فلسطين معذّبون شقيّون, ولكن وراء هذا العذاب وهذا الشقاء نحسّ بسعادة عميقة تنبعث من مجرد حقيقة أننا في فلسطين, ومن أضواء الأمل الراسخ في نفوسنا بأن في قدرتنا السعي لبناء أنفسنا لاسترداد ما ضاع, واعتقادنا الراسخ في واجبنا ورسالتنا, وبذل جهدها في تجنيد الإمكانيات, والوقوف مرة أخرى. ما زالت القلوب نفس القلوب, والسيوف التي علاها بعض الصدأ ستجلى مرة أخرى.

إذا اقتنعت يا أخي, فأرجو منك أن ترجع. وإذا رجعت فسنذهب معك إلى رام الله, وقت الشروق وسنريك, من بعيد, البحرا ويافا; وسنجعلك تسمع نداءها من بعيد كما نسمعه نحن, وسنريك تلا روبين البيضاء.. علّك تذكر الموسم ومواكب الأطفال المبتهجين بالعيد.

وإذا شئت سنأخذك إلى قلقيلية وطولكرم, ونريك من وراء أسلاك الحدود بساتين البرتقال والليمون. وقد يمنّ الله عليك بنسمة معطرة من النسمات التي تعرفها.. سنريك كل هذا, لا لنجعلك تتحسر وتبكي على الطلول, ولا لنبعث في نفسك حنين الشعراء الباكين النائحين, لا.. ليس هذا قصدنا.. إنما قصدنا هو أن نزيد في لهيب الشعلة التي تستعرّ في قلبك.. أجل نريد إوارها أن يزيد, وأن يصبح لهباً لافحاً حرّاقاً يدفعنا للعمل والنضال. نريد هذا اللهب أن يجلو الصدأ وينير الطريق, ويزيد من إيماننا بأنفسنا ومعنى وجودنا.
ولك في الختام التحيات.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2015 03:55 PM

افتح الحدود وطبق وصية وصفي ودع المقاومين يقومو بواجبهم ولا تحمي ولا تنسق معه

2) تعليق بواسطة :
28-11-2015 04:02 PM

رحم الله وصفي

لكن شو المطلوب من الفلسطينين
اللي الدول العربيه بسياساتها بقادتها من عقود وهي بتاجر بالقضيه
وهي راكبه على ضهرها
وهي بتسترزق من خلالها

هي فلسطين للفلسطينيه مهي للعرب اللي تخلوا عنها
ولسه اليوم ابو ظبي بتفتح ممثليه اسرائيليه عدوانيه على اراضيها

احنا العرب بدنا الفلسطينيه انهم يثبتوا وينقتلوا ويتعذبوا ويعيشوا حياه صعبه ومريره
واحنا بنعمل بطولات على ضهرهم وبنقول بالاخير يلا الله يرحم امواتهم

يعني نفاقنا العربي وجبنا وخذلانا وتكالبنا على بعض بحتاج مصطلحات جديده وقواميس وكتب

3) تعليق بواسطة :
28-11-2015 04:03 PM

عندما سقطت فلسطين على هناك من تركها لاجئ أو نازح
وهناك من بقي فيها . أظن أن الذين غادروها طوعا لايحق لهم العودة إليها ومن تركها مرغما في حاله واحده
له حق العوده وهي أن يعود مجاهدا في سبيل الله وليس
تحت شعارات ورايات وطنيه إقليميه ولا قوميه أو أي رأيه فكريه ليست لله .
لن يعود إلى فلسطين إلا جيوش من المجاهدين المسلمين
من كل مكان وهؤلاء فقط لهم حق تملكها .
أما من هاجر وتركها فليس له أي حق العوده مالم يعد مجاهدا هو أو أحفاده .
فلسطين ملك الله أعطاها للصحابه .
ليس للعلمانين حق بها .

4) تعليق بواسطة :
28-11-2015 04:14 PM

القائل افتح الطريق حجة قديمة جديدة لا مكان لها بهذة الايام الا للمتخاذلين لايجاد المبرر للتقصير بحق بلد وما يجرى بلمنظقة الا خدمة لاسرائيل والمتخاذلين

5) تعليق بواسطة :
28-11-2015 04:18 PM

تعليق واحد بحكي مزبوط .

6) تعليق بواسطة :
28-11-2015 04:56 PM

لله در وصفي ودر ابيه.
ليت هذه الرسالة يسمعها اليوم اصحاب البطاقات الخضراء والذين تسمح لهم بالعوده لفلسطين ولكنهم اختاروا الاغتراب وأفراحه وليحرر فلسطين غيرهم وهم لديهم تلفونات وحسابات فيسبوك وتوتير سيستخدمونها لشحذ الهمم في أوقات فراغهم.

7) تعليق بواسطة :
28-11-2015 05:32 PM

هناك من عاد إلى فلسطين وفتح أكبر
مجمع للقمار والميسر والكأس والطاس ..

هناك من عاد إلى فلسطين وفتح نوادي ليليه

هناك من عاد إلى فلسطين وظلم أهلها وتعامل مع العدو

هناك من عاد إلى فلسطين وباع أرضه وبنى فيلا في عمان الغربيه وفتح مشروع .

هناك من عاد إلى فلسطين ولم يحتمل العيش فيها وغادر طوعا بعد أن كان يقسم انه سيستحم بترابها .

هناك من عاد إلى فلسطين واقتتل مع أهله وناسه وأقاربه
على بيت قديم أو حاكورة زيتون أو بضع تنكات زيت .

هناك من عاد إلى فلسطين ينشر الكفر والالحاد باسم حزبه

8) تعليق بواسطة :
28-11-2015 05:32 PM

لقد عادوا من الخليج . وعادوا من الكويت..وعادوا من الامارات ..وفي ملابسات ما اصبحوا قادة ومناضلين وممثلين وحيدين وإستمرت الاموال تنهال عليهم من الخليج .. وتطاحنوا هنا ..وتطاحنوا هناك.. وسقط من الذين لم يذهبوا للعمل في الخليج في كل مدن العالم وفي مدن اوروبية .. فخليت الطريق امامهم ..فذهبوا الى اوسلو آمنين ومنهم فضل البقاء في فنادق الخليج منتظرين فرصة للعودة الى جنيف او اوسلو مرة اخرى ..

9) تعليق بواسطة :
28-11-2015 05:46 PM

اللهم ارحم وصفي واغفر له ، فقد كان من اوائل الناضلين في سبيل تحرير فلسطين وقاتل في جنوب لبنان وفي فلسطين ، رجل كانت له رؤيا، لا يمتلكها معظمنا الآن .
وكم اتمنى ان يتعلم من يدعون حب وصفي بعض عنفوانه القومي والوطني .

كم اتمنى من البعض ان يعترف بان العرب اضاعو فلسطين، وان يحافظ على الاردن باقفال فمه الذي ينعق بضرب الوحدة الوطنية ... رسالة وصفي رحمه الله موجهة الى كل الفلسطينيين والاردنيين لاننا في ذلك الوقت لم نكن عنصريين ولم نكن نميز بين شرقي وغربي . كنا جميعا يد واحدة لفلسطين والاردن والعرب

10) تعليق بواسطة :
28-11-2015 05:59 PM

الاردن اكثر من يعرف العرب والغرب معاً،لا نطخ طلق واحد على فلسطين ليجتمع عليناالعرب قبل الغرب ويكسرونا. قبل شهر شفنا الامن الفلسطيني كسروا شاب لمجرد بده ينتفض ضد الاحتلال،انا عايش في الغرب وشايف مدى التشويه لصورة الاردن قيادة وشعب واكثرهم من بيوكلوا من خير هالبلد، فلسطين سترجع على يد الاردنين ونحن من سيقود المعركه ان شاء الله

11) تعليق بواسطة :
28-11-2015 06:04 PM

بالله عليكم كيف ينسى من احب الأردن كما احب فلسطين , ليست الشعوب من خانت بل القاده من خانوا واستكانوا ولكل انسان طروفه اما القاده فلا عذر لهم الا الخنوع, وما نراه من دمار في وطننا العربي ما هو الا مخاض عقليات فاشله على مدار عقود على كراسي الحكم, تخلف المواطن العربي اقتصاديا وفكريا واخلاقيا واجتماعيا في كل عام يتحمل وزره من تحكموا في رقاب العباد وهم ليس اهلا لقياده قطيع من الأغنام, في وسط كل الخراب والدمار وذل المواطن العربي نحتاج اليك يا وصفي لسبب بسيط : انك عشقت الأرض ومعيار كل خلق عشق الأرض.

12) تعليق بواسطة :
28-11-2015 06:15 PM

لم يدر بفكر وصفي رحمه الله ان علم اسرائيل سيرفرف في سماء عمان و يظل الاقصى و القدس و فلسطين من النهر الى البحر في ايدي الصهاينة.

13) تعليق بواسطة :
28-11-2015 10:04 PM

الله يرحمك والله لا يرحم كل واحد بكرهك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012