|
|
|
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
2015
بقلم : سلطان الخضور 02-01-2016 01:53 PM نا نفضل أن يمر جزء من اليوم على عجل لأنا كنا نأمل أن يكون الجزء الآخر أفضل فلم يكن ،فصرنا نعد الأيام ونتأمل باليوم التالي لعل الحال يتحسن فلم يكن ، فصرنا نمرر الشهور لعل الشهر القادم أحسن من الذي مضى فلم يكن ، فبتنا ندفع السنة دفعا لتنتهي لأنها باتت ثقليلة متأملين بالقادمة فصارت السنون تمر وكل سنة أسوأ من سابقتها .فأدركنا أن خللا ما يعشعش فينا ،جعلنا لا نثق بالقادم من الأيام . بحثنا عن السبب فأدركنا أن الأيام والشهور والسنين والدهور كالبحر لا ترحم من لا يجيد الركوب وأن الزمان لمن ينسج جزئياته وليس لمن ينتظر ذكرياته .نحن نقف على هوامش الأزمنة يحركنا صانعوا التاريخ بالإتجاه الذي يريدون ، يصنعون منا الشكل الذي يريدون ويقولبون حياتنا كحبة البسكويت سهلة الصنع ، خفيفة الحمل ،سهلة الذوبان وسهلة البلع . 2015 ، لست نادما على فراقك ،فلم ترفع الظلم عن شعب مقهور، ولم تعد عضوا مبتور ولم تداوي جرحا واحدا من الجراح النازفة , وبقي المعذبون في الأرض يذوقون من العذاب الوانا ، ملايين من الجوعى تشخص أبصارهم الى السماء بإنتظار ما يبقيهم على قيد الحياة. ومثلهم من المشردين التائهين الباحثين عن المأوى ، ومثلهم من الباحثين عن خيمة تقيهم برد الشتاء .'جوعى ، عطشى ،قتلى ، جرحى ، غرقى، مشردين ، تائهين ،مرتعدين ، مرعوبين ، خائفين ، يائسين ، بائسين 'هذه الصور التي أورثت . 2015 : التقينا قبل عام . وقفت أنا كما الليلة على حافة الزمان ، أبحث عن غد أفضل ، أتطلع إلى الأمام على مد البصر لعلي أجد بصيصا من أمل .لكن جدران البؤس تنتصب وتعلو وتعلو فتحجب النظر وتخفي بصيص الأمل الذي كنا نراه في نهاية النفق ، فبتنا نتساءل ونسأل القادم من السنين ،أما زال البصيص على قيد الحياة أم سحقت عظامه كما سحقت عظام الملايين من الأبرياء ؟أما زال كلمة تفاؤل مفردة من مفردات معاجم لغتنا؟ 2015 كما قلنا لمن سبقك من إخوتك ،ها نحن على طاولة العشاء الأخير, وها هي جمل الإعتذار تتوالى ، تخرج من فيك على استحياء.فإذا كان عود الظلم أقوى من عودك,وإذا كنت أعجز من أن تمسح الدمع عن خدود أطفالنا في فلسطين والعراق والشام وكل المقهورين في عالم أصبح الظلم فيه هو المألوف . فقد حق لنا أن نحتفل بانصرافك لا بقدوم أخيك . 2015 رغم كل الذي كان ، سأعلن على الملأ أن أخاك الأصغر 2016 يحمل شيئا من الخير على قاعدة 'تفاءلوا بالخير تجدوه ' , وأنه سيكون أفضل منك لسببين الأول لأني أثق بالله فهو مغير الأحوال والقادر،والثاني لأن علم الغيب ليس من أختصاص البشر ,لكني سأهمس بأذنك وأصارحك بدواخلي بكل صراحة ووضوح ,' والكلام بيني وبينك_' وبناء على تجاربي منذ تفتحت عيناي على الدنيا .فأقول لم أعد أثق بما توعد به السنون طالما أن مراكبنا تصنع في دنيا غير الدنيا التي فيها نعيش وطالما أن خرائطنا لا ترسم بأيدينا.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق