02-02-2016 01:30 PM
كل الاردن -
خاص -
نقلت قناة ' العربية 'عن متحدث سعودي بان الرياض تريد التعاون مع باقي الدول المنتجة للنفط من اجل دعم الاسعار، وكانت المملكة العربية السعودية قد أكدت في أكثر من مناسبة عن رفضها تخفيض انتاجها من النفط الذي يصل الى 10,5 برميل يوميا تفريبا .
وقال المتحدث في التصريح 'ان الرياض مستعدة للتعاون في ادارة سوق النفط شريطة ان يتعاون جميع المنتجين داخل المنظمة وخارجها'.
ويذكر ان انخفاض اسعار النفط قد احدثت عجزا كبيرا بالميزانية السعودية التي اعتمدت موزنتها لهذا العام على سعر 40 دولار للبرميل ، ناهيك عن حرب اليمن التي استنزفت الكثير من الموارد المالية المخصصة لمشاريع اقتصادية كبرى، مما اجبر حكومتها على اتخاذ اجراءات لم يعتاد عليها الشعب السعودي مثل فرض الضرائب و رفع الدعم عن السلع التموينية وايقاف عدد من المشاريع التنموية و البدء بخصخصة بعض الشركات الكبرى وعلى راسها شركة ' ارامكو ' كبرى شركات انتاج النفط على المستوى العالمي.
واذا صح ذلك فان هذا القرار يعتبر تراجعا بالسياسة النفطية السعودية والتي كانت ترمي الى اغراق السوق العالمية بالنفط لتحقيق هدفين استراتيجيين:
1- ضرب صناعة النفط الرملي التي بدأت في عدد من دول العالم ، حيث ان كلفة استخراج برميل النفط الرملي لا تقل عن 50 دولار.
وقد حققت المملكة هذا الهدف اذ اعلنت الكثير من الشركات المنتجة للنفط الرملي افلاسها وتجميد الانتاج بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بها اثر انخفاض اسعار النفط.
2- محاولة التأثير على اقتصاد روسيا و ايران والتي يعتمد دخلهما على العائدات النفطية بنسبة 50-40 % على التوالي من اجمالي الناتج القومي لهما.
وهنا ايضا نجحت السياسات الاقتصادية السعودية - نوعا ما - فأثرت على العملة الوطنية للبلدين اذ هبطت قيمة 'الروبل الروسي والريال الايراني ' الى مستويات مؤثرة مما ادى الى ارتفاع التضخم لمستوى غير مسبوق.
• (1/2/2014 الروبل الروسي أمام الدولار 35,174)
(1/2/2016 الروبل الروسي أمام الدولار 77,251)
• (1/2/2014 الريال الايراني أمام الدولار 24888)
(1/2/2016 الريال الايراني أمام الدولار 30199)
ويعتقد ان هذا الاعلان السعودي سيلقى ترحيبا واسعا من دول 'الاوبك' ومن روسيا الاتحادية ،يقابله عدم رضا الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة للابقاء على هذا الوضع القائم لاسعار النفط لزيادة الضغط على الاقتصاد الروسي .
واذا تم ترجمة الاعلان السعودي على ارض الواقع فانه من المتوقع ان اسعار النفط سترتفع في نهاية الثلث الاخير من هذا العام ملامسة حاجز 40-50 دولار للبرميل الواحد.
ولكن يبقى السؤال الاهم عن الدول التي ستضحي بتقليل انتاجها النفطي وتعاني من ازمات اقتصادية حرجة لا تسمح لها بتخقيض انتاجها ، و على رأس هذه الدول المنتجة كل من العراق و نيجيريا و ليبيا.
كما ان ايران التي تسعى لزيادة حصتها بالسوق النفطية بعد فك الحصار عنها قد لاتوافق على تخفيض انتاجها اليومي من جهة ، وستعرقل اي فرصة لتحسين الاقتصاد السعودي من جهة اخرى.