أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


«أرابيوس» ورحلتنا مع الكراسي!

بقلم : د. رشيد عباس
07-02-2016 08:00 AM
تقول الحكاية ان الشاعر الروماني القديم أرابيوس صادف يوما جدارا في مدينة ام قيس الاثرية الخالدة وكان في نفسه شيء فنقش على هذا الجدار حكمة قال فيها( يا ايها المار من هنا, كما انت الان كنت انا, وكما انا الان ستكون انت), هذا النقش فيه من الحكمة وحسن التعبير والبلاغة الكثير الكثير, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, هل كلمات أرابيوس خانتا، أو اننا نحن الذين خناها، فلم نعد نعرف كيف يمكن أن نعيش الحياة، أو أن نحتملها على أقل تقدير,..يريد هذا الشاعر ان ننقش على عقولنا وقلوبنا ابعاد ومعاني هذا القول, يريد ان ننقش على عقولنا وقلوبنا فكرة (لو استمرت لغيرنا ما وصلت لنا), مثل هذه النقوش تؤكد ان تعلقنا بكرسي الوظيفة الذي نعتقد اننا نمتلكه للابد(حب التملك) هو تعلق خاطيء.
كجنس عربي (نختلف عن باقي الامم) رحلتنا مع الكراسي التي نجلس عليها او نمر من جانبها سواء كنا في المدرسة اوفي الجامعة كطلاب, اوفي العمل كموظفين هي رحلة غربية عجيبة اكاد ان اقول انها رحلة (حب التملك), حيث ان البعض منا بجيناته العربية يعتقد جازما ان مثل هذا الكراسي ملك لنا وللابد, وقد تمثل ذلك بسلوكات البعض منا عن طريق حفر او كتابة اسمه من اربعة مقاطع على مثل هذه الكراسي, مع الاستنفار بتعذرالخلو.
بجيناتنا العربية والتي نختلف بها عن باقي الامم مفهوم التملك للاسف الشديد يتسع تدريجيا خلال رحلتنا مع الكراسي, فعلى كراسي الوظيفة, يكون لـــ(حب التملك) مفهوما اخر عند البعض يكون اكثر تعقيدا, عند البعض منا كرسي الوظيفة له بريق,.. حياة يعشقها كثير من الاشخاص، لكنهم بمرور الأيام يجدون أنفسهم على مشارف حياة جديدة ومختلفة من دونه، ينتقلون إليها إجبارياً وقد تجردوا من هذا الكرسي, البعض منا يراها فرصة لالتقاط الأنفاس، فهذه (سُنة الحياة) ، فلتكن هدنة بعد صراع مرير من أجل ذلك الكرسي، الذي يتحررون من قيوده وسطوته، وينطلقون نحو آفاق أرحب يكتشفون ما كان غائباً عنهم في عوالم أخري,..البعض الآخر يرفض هذا الواقع ويظل أسير عشقه للـ(كرسي)، فنراه يعيش أزمة نفسية وحسرة, لأنه ببساطة لا يتخيل أن يعيش بدونه، ..فتتوقف حياته, والتساؤل المهم هنا هو ماذا بعد (كرسي الوظيفة)؟
ترك الشخص لكرسي الوظيفة يعتبر بالنسبة للكثيرين من اصعب المراحل، وبعضهم يجدون صعوبة في التأقلم (ما بعد كرسي الوظيفة) ، في حين أنها تعد لدى آخرين انطلاقة جديدة في حياة متنوعة، وتحديات مختلفة تتميز بالتأليف، والسفر، والاستمتاع، واستثمار الخبرات، والمهارات، والمعارف التي اكتسبها أثناء تولي المواقع المتعددة, لكن هذه المرحلة المهمة قد تتحول أحياناً في حياة بعض الناس إلى أزمة نفسية أو مرحلة توقف ذهني لعدم وجود التخطيط السليم وصعوبة في التكيف مع الوضع الجديد، في حين أن من يتقبلها كسنة الحياة ويتماشى مع معطياتها الجديدة تعد هذه المرحلة بالنسبة لهم من أرقى مراحل النضوج، والصفاء الذهني والعطاء، فالكثير من الاشخاص المتميزين وصلوا إلى قمة عطائهم بعد ترك كرسي الوظيفة.
علينا ونحن على كرسي الوظيفة ان ننقش آيه, اوكلمه, اومقوله, او خاطره, او وربما حكمه على جدار قلوبنا وعقولنا تذكرنا بــ( يا ايها المار من هنا, كما انت الان كنت انا, وكما انا الان ستكون انت) وتذكرنا ايضا بــ(لو استمرت لغيرنا ما وصلت لنا), بدلا من نقش وحفر وكتابة الاسماء على كراسي الوظيفة,..(أرابيوس) لم يكن لديه حب التملك ولا حتى حب الكتابة والنقش على الجدران, وعبارته المشهورة منقوشه في عقله وقلبه قبل ان ينقشها على الجدار, لكن اراد ان يخرجها لنا كحكمة وتجربة حياتيه عاشها طويلا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-02-2016 10:15 AM

مقال بغاية الاهمية ويا ريت البعض ياخذ بذلد واقول ان البض وكانة فاتح دكانة وكثيرا ما تراجع موظف بمكتبة وتطرح علية السلام ينظر اليك من تحت النظارة اذا كنت مطقم يرد عليك مجاملة واذا صدف ودخل علية احد معارفة ينهض من خلف الكرسى وتنهال علية القبل وانت واقف حيران بما يجرى وبعد السلام ولاستفسار عن الاحول يلتفت اليك ويقول نعم يا حجى حتى يخلص منك ويتفرغ للزائر المحترم وللة فى خلقة شوؤن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012