أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


قطعت الوعود ولكن اين المال

بقلم : زياد البطاينه
07-02-2016 08:01 AM
اختتم مؤتمر لندن الدولي «لدعم سوريا والمنطقة» الذي حضرته سبعون دولة، بالإضافة إلى منظمات اقتصادية وانسانية وهيئات من القطاع الخاص، بـ «مزاد علني»، جمع تعهدات بدفع نحو 11 مليار دولار حتى العام 2020، لمعالجة ذيول أزمة النازحين الى دول الجوار،
وقد لخص كاميرون الحال بقوله عقب انتهاء المؤتمر «اليوم قطعنا الوعود، ولكننا في حاجة لرؤية المال»
اما جلالة الملك عبد الله الثانيالقى كلمه وضعت النقاط على الحروف بشفافيه وارقام حقيقية وبين حجم الماساه والمعاناه ومايخبئ المساقبل ..... في كلمته للمجتمعين فقال إنه بالنظر إلى المعاناة التي يشعر بها الشعب الأردني، أقول لكم لقد بلغنا أقصى قدرة على التحمل»، مضيفاً أن « بلدنا سيواصل فعل ما بوسعه لمساعدة المحتاجين لكن ذلك لن يكون على حساب قوت شعبنا ورخائه
وقد تعهد الأردن بإضفاء الطابع الرسمي على الأعمال والشركات التي أنشأها السوريون في البلاد حتى الصيف المقبل، واعداً برفع العوائق أمام النشاطات الاقتصادية للسوريين في المخيمات، وذلك ضمن وثيقة قدمها للمؤتمر.
ومثلما خص كاميرون الحال بقوله عقب انتهاء المؤتمر «اليوم قطعنا الوعود، ولكننا في حاجة لرؤية المال»
والمنظمات الإنسانية فقد اعتبرت أن الوعود أقل بكثير مما هو مطلوب.
سياسياً، كان المؤتمر، الذي شكل فرصة أيضاً لعقد لقاءات بين المشاركين، إعلاناً رسمياً بان الأزمة السورية طويلة، وأنها ستزداد تعقيداً، وأن النجاح في تمويل الحرب لا يساويه سوى إخفاق ذريع في تلبية حاجات ضحاياها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونو في كلمة له خلال المؤتمرقد قال أن الوضع في سوريا «هو أقرب إلى الجحيم الذي من الممكن أن نجده على الأرض»، قال كيري إنه «بعد خمس سنوات، يصعب تصديق أننا، وفيما نحن هنا، فإن الوضع على الأرض يزداد سوءاً».
وخلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء المؤتمر، قال كاميرون «إننا شهدنا اليوم جمع المبلغ الاضخم في يوم واحد من اجل مواجهة ازمة انسانية»، مستدركاً بأن «الانجازات التي توصلنا إليها ليست حلاً للازمة. لا نزال بحاجة الى انتقال سياسي
وكانت الجمله التي استوحيت منها العنوان كلمه كانيرون في خنام المؤتمر أن المانحين «تعهدوا بمبلغ ستة مليارات دولار لهذا العام وحده، وبمبلغ خمسة مليارات دولار أخرى يتم انفاقها بحلول العام 2020»، علماً أن المبلغ المخصص لهذا العام لا يلبي نداء لجمع 7,73 مليار دولار أطلقته الامم المتحدة، تضاف اليها 1,23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة المضيفة.تعهدوا لكن متى نرى المال

سيما وان المؤتمر يفترض ان تجيز الهبات المعلنة انشاء حوالي 1,1 مليون وظيفة مع حلول العام 2018، يستفيد منها اللاجئون السوريون والمجتمعات التي تستضيفهم في الدول المجاورة لسوريا، ومنها الاردن
بعد ان عرض جلاله الملك همومنا ومشاكلنا التي جائتنا في ظروف صعبه مع هجرات السوريين وغير السوريين المتزايدة والمستمرة الينا وبـ «وعود» بمزيد من الدعم لدول الجوار التي تعاني من ارتدادات اقتصادية خطيرة، لا سيما في الاردن،
وزير الخارجية الاميركية جون كيري عقد عدة لقاءات مع رؤساء وزراء بريطانيا والمانيا وفرنسا للبحث في تفاصيل المؤتمر، فيما تبنى كل من رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والنروج ايما سولبيرغ، والمستشارة الالمانية وامير الكويت صباح الأحمد الصباح، ولو بشكل غير مباشر في كلماتهم مضامينها وفحواها
وكان الشيخ صباح قد اعلن في كلمته تعهد الكويت بتقديم ثلاثة مليارات و300 مليون دولار، وتعهدت ميركل المانيا بتقديم مليار ومئة مليون يورو، منها 750 مليوناً لبرنامج الغذاء العالمي، و200 مليون لتغطية توفير فرص عمل، ومليار للسنة الحالية والسنة المقبلة لدعم البلديات في المجتمعات المضيفة.
كما اعلنت النروج تقديم مليار و16 مليون دولار للسنوات الاربع المقبلة، منها 280 مليون دولار لهذه السنة.
اما كاميرون المضيف فتعهد أن تقدم المملكة المتحدة مبلغاً إضافياً يصل إلى مليار و200 مليون جنيه استرليني (مليار و750 مليون دولار) حتى سنة 2020، لكن هذا المبلغ سوف يرتفع في السنوات المقبلة ليصل الى مليارين و300 مليون جنيه.

والولايات المتحدة اعلنت أن مساهمتها في هذه السنة المالية ستبلغ 890 مليون دولار، وأن المبلغ عبارة عن حوالي 600 مليون دولار كمساعدات إنسانية ونحو 290 مليون دولار كمعونات تنمية لدول الجوار
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مبلغ الـ11 مليار دولار سيدفع منه هذه السنة نحو خمسة مليارات، والباقي مقسط على اربع سنوات، مع وعود بمزيد من المبالغ،
تركيا حصلت على ثلاثة مليارات دولار من اوروبا لوقف تدفق النازحين الى القارة الاوروبيه كبوابه تحميها من عبور الهجرات اليها الا بالقطارة وهي المخاوف ذاتها التي فرضت على الدول الراعية للمؤتمر (بريطانيا والمانيا والنروج) التعهد بتقديم مزيد من المليارات خلال السنوات الاربع المقبلة
للارردن ولبنان المعنيتين بتلك الهجرات وتوابعها ولمنع هجرة النازحين من البلدين، اضافة الى تعهدات الكويت، الراعية الرابعة، والتي لا تعاني من ازمة النزوح، لكنها تمثل شرياناً حيوياً لتدفق المال،
لكن ما يهمنا ان نعرف هل فشل المؤتمر الرابع لمساعدة سوريا ودول الجوار؟
وهل هو فشل أكثر من مزدوج؟
هل يصل فعلا هذا الدعم في وقت يترنخفيه اقتصادنا وتعجز مواززنتنا عن مواجهه التحديات
سيما وانه مازال لالاردن يعرف امعليه ولايعرف ماله و مقدار حصته ولا موعد شحنها وهو محتاج لثلاثين مليارا ليغطي عجزه الحالي وحاجته للضيوف لتزيد اعبائه حيث تعهده انتاجية لإيجاد فرص عمل للنازحين والاردنيين ودعم البلديات في المجتمعات المضيفة، والبنى التحتية والخدمات، بينما يحتاج الاردن الى اكثر من هذا المبلغ بقليل ويقدر الدعم السريع بثلاثة مليارات واكثر
و بالرغم من «هالة» الـ11 مليار دولار التي أعلنها كاميرون، إلا أن هذا الرقم يبقى في خانة «الوعود» التي قد لا «تصرف»، والتي ليس واضحاً كيف ستصرف، أما مبلغ الستة مليارات الذي وعدت به الجهات المانحة للعام الحالي، فهو أقل مما تطالب به الأمم المتحدة لسد الحاجات الإنسانية لملايين النازحين واللاجئين السوريين بعد خمس سنوات من الحرب.
وقد اقتنع المجتمع الدولي بخطورة ازمة النازحين وانعكاساتها على كل الصعد، كما اقتنع بورقة العمل التي قدمها الوفد الاردني وعلى راسه جلاله الملك
سبما ان اوروبا مستعدة ان تدفع خارج اراضيها على ان تدفع اضعافاً داخل اراضيها» وهذا مايطمئئن بعد ان . تغييراً بدأ يلفح عقول الاوروبيين والامم المتحدة بجدية التعامل مع ازمة النازحين، وحصل تغيير مفصلي في مقاربة المشكلة وهو ينطلق من فكرة دعم المجتمعات المضيفة دعماً تقنياً وفنياً ومالياً، وان الازمة باتت اشد من ان تعالج بمساعدات غذائية وبطانيات وخيم لا تستر من برد ولا تقي من حرّ».
ويبدو ان المشروع التربوي هو الذي حاز اهتمام الدول المانحة أكثر هذه المرة، لأنه يؤمن استيعاب نحو الاف من الطلبه السوريين الذين يحتاجون لظروف صحية وعلميه وتربويه ،

وقد سعى المؤتمر إلى كبح الهجرة السورية إلى أوروبا، وهو كان واضحاً من كلام رئيس الوزراء البريطاني الذي اعتبر قبل بدء المؤتمر إنه «مع مئات الآلاف من الاشخاص الذين يجازفون بحياتهم وهم يعبرون بحر ايجه او البلقان، حان الوقت لمعالجة جديدة للكارثة الانسانية في سوريا»، معتبراً انه «بهذه النظرة الجديدة التي تستند الى التعليم واحداث الوظائف في الدول التي تستقبل لاجئين، يمكن تحويل المنطقة وبناء نموذج جديد للمساعدة الانسانية. يمكن ان نعطي الشعور اللازم بالأمل حتى يكف هؤلاء الاشخاص عن التفكير بان لا خيار لديهم سوى المجازفة بحياتهم عبر القيام برحلات خطيرة الى اوروبا».
وقال كاميرون إن الوعود، بالإضافة إلى فتح السوق الأوروبية أمام المنتجات من لبنان والأردن وتركيا، ستخلق مليون فرصة عمل في المنطقة للسوريين والمواطنين في هذه الدول.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012