أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


تصدع العلاقات السعودية الأمريكية

بقلم : سلطان كليب
21-03-2016 08:01 AM
تعتبر السعودية الحليف الأكبر للولايات المتحدة بعد بريطانيا التي كان لها الفضل في انشاء دول منطقة الشرق الأوسط بحلته الجديدة على انقاض دولة الخلافة الاسلامية العثمانية منذ ذلك التاريخ .

لقد عاهد عبد العزيز وحكام دول الخليج البريطانيين على السمع والطاعة والاخلاص ،والوفاء لهم ولأصدقائهم في المستقبل ،وان لا يتحالف مع غيرهم ،وان لا يبيع او يرهن اي امتياز لاي دولة الا بموافقة بريطانيا ،وان لا يهاجم بريطانيا ولا من تحالف معها،في المعاهدة التي وقعها مع بريطانيا بحضورالسير (برسي كوكس ) 18/7/ 1916 .

ولادة اي نظام جديد تعني زوال كل نظام قديم بكل اركانه، فكانت دولة الخلافة التي خـُلعت جذورها ورجالاتها ،وحلّت مكانها وجوه جديدة وانظمة جديده حددتها الادارة البريطانية ورسمت معالمها في دول ودويلات ورفضت لهم مستقبلا ان يندمجوا في دولة واحدة ،ورافق ذلك ظهور ثورة الاخوان لاحقا (اخوان من اطاع الله) التي شبهتها بمقال سابق بداعش اليوم والتي انتهت بانتهاء دورها الوظيفي كما ستنتهي داعش بانتهاء دورها الوظيفي عندما يظهر الشرق الاوسط الجديد سايكس،وبيكو ،(كيري ،سيرغي لافروف ) برعاية أمريكا ،وروسيا2016 ورثة سايكس وبيكو فرنسا وبريطانيا 1916 .

السعودية قدمت خدمات لأمريكا لم تقدمها لهم دولة في العالم ،خدمات اقتصادية حافظت على اقتصادها من الانهيار ،وخدمات امنية استخبارية ،أقر بها الامير فيصل ردا على خطاب اوباما الذي وصف السعودية انها دولة راعية ومموله للإرهاب، نعم راعية للإرهاب وممولة له كيف لا وهي التي ضحت بعشرات الالاف من الشباب السعودي في افغانستان لصد المد الشيوعي في وجه العلمانية الامريكية، وضخت المليارت، وجيشت الاعلام، ورجال الدين الذين وصفهم اوباما بالوهابيين والفكر المتطرف بقايا (اخوان من اطاع الله ) الذين جهزوا الجنة للشباب للموت في قتال الروس بافغانستان ،وحرموها عليهم عند قتال اليهود أو الأمريكان في فلسطين والعراق،لاتختلف عن صكوك الجنة الخمينية في حربه مع العراق في الثمانينات .

السعودية راعية للإرهاب كما قال اوباما لأنها من ارهبت وروعت الشعب العراقي، وفتحت ارضها وسمائها وخزائنها لاسقاط صدام حسين وصب حمم الموت على الاطفال والنساء، ليحل مكانه نظام الملالي الذين اكملوا على اهل السنة في العراق قتلا وذبحا وتشريدا واغتصابا للأعراض ،وفرّخوا اخوان من اطاع الله شيعة وسنّة ،نعم راعية للإرهاب حسب رؤية حليفها عندما ترسل طائراتها لتقصف مدن اهل السنّة باسم محاربة داعش الوهم والخيال، الكذبة العربية الامريكية ،راعية للإرهاب على رأي زعيم اكبر دولة في العالم عندما اسقطت القذافي ،وانقلبت على الشرعية بمصر وأتت بشبه رئيس وهو من سيخونها ويساهم في اسقاط نظامها ويتآمر عليها لاحقا، فمن يقتل شعبة بالالاف هل سيرحم شعوب اخرى لا يهمه الا رزها، وفومها، وعدسها .

ان وجود شرق اوسط جديد ،يعني نسف كل ما هو موجود منذ مائة عام وتغيير ملامح الحدود والدول والتركيبات السكانية بما يخدم مصلحة المستعمر واسرائيل اولا، لأن امريكا لم ولن تتوانى يوما ان تقول ان أمن اسرائيل وتفوقها العسكري من اول اولويات اي رئيس امريكي، واولويات الولايات المتحدة،وتفوقها العسكري على كل دول المنطقة امن اول الاولويات .

اوباما ضرب بتصريحاته كل الاعراف الدولية والدبلوماسية ،وان يتهم حليفه الاستراتيجي ودولة مخلصة له بأنها راعية للإرهاب يعتبر مصيبة وكارثة ،وان يقول أن السعودية تريد ان تجرنا الى حرب برية وصدام مع روسيا وايران من اجل مصالحهم في سوريا هذه طعنة قاتله، واعلان تخلي عن كل مصالح امريكا في السعودية والخليج،بالتأكيد الادارة الأمريكية اختارت الوقت المناسب لهذا الكلام ،فالسعودية في اضعف مواقفها عربيا وعالمياً،وأمريكا لم تعد محتاجة للنفط رغم انه اصبح في أدنى أسعاره التاريخية، فهي تنتج 60% من استهلاكها للنفط من خلال الطاقة البديلة،ومستقبلا فإن انتاجها من الصخر الزيتي يغطي احتياجاتها ، وربما يصيب اسواق النفط ركودا عالميا لن يجد من يشتريه .

ان كان آل سعود وحكام الخليج وحكام العرب لا يعلمون أن اوروبا، وامريكا، وروسيا، والبوذيين والهندوس واليهود، لا يعتبرون ان عدوهم الاول هم اهل السنة فهذه جريمة، ومن الغباء ان يعتقد اي حاكم عربي أن اي عدو لله ورسوله سيقف يوما الى جانبهم ضد ايران المجوسية، او اسرائيل العلمانية، او الاكراد فقد ظلم نفسه ..وهذا ليس مستغربا ان تصدر هذه التصريحات من اوباما ضد الخليج بعد ان تم الاستفراد بها واسقطت الدول العربية، والجيوش العربية التي تعتبر حصنا منيعا لها لمثل هذه الظروف، واصبح الطريق مفتوحا امام القوات الامريكية المتمركزة بالخليج ان تنقض على نظام ال سعود وتنهي وجودهم متى تشاء ليتم تقسيم السعودية وفتح الطريق لتحقيق اماني مائير اني اشتم رائحة الاجداد في خيبر .

الخطأ الأكبر الذي وقع به القيادة العرب انهم اعتمدوا في ترسانتهم العسكرية على الغرب وانفقوا الترليونات على تطوير هذه الاسلحة اغلبها اصبح سكرابا ولم يستخدم حتى في المناورات ،وحتى اصغر قطعة غيار لكل تلك الترسانات لا يمتلكون تصنيعها ولا يُسمح لهم تصنيعها، لذلك هم في كل الظروف ان أبقوا على تحالفهم،أو تخلوا عن تلك التحالفات فهم خاسرون ، ان كانوا حلفاء دفعوا تكلفة الحرب في اي مكان حتى من يقتل من الغربيين له ثمن في ذمتهم ،وإن اصبحوا اعداء فخسارتهم أكبر ..كيف؟

ان تخلت السعودية عن اصدقائها وحاربوا لوحدهم كما فعلت السعودية في مناورات رعد الشمال وهي رسائل لأمريكا، وروسيا، وايران ..انها قادرة على تكوين تحالف كبير ،نقول لهم هذا النمر عبارة عن صورة من ورق،العبوا غيرها مع العرب الاغبياء ..كيف؟ كما نعلم ان كل الطائرات والدبابات والصواريخ الحديثة والبوارج الحربية تعتمد على التكنلوجيا وجميعها تعمل بالرادارات والاقمار الصناعية ،وكذلك شبكة الاتصالات العسكرية ،أمريكا التي باعت هذه الترسانة هي من صنعت تلك التكنلوجيا وهي القادرة على تعطيلها وشلها بالكامل والتشويش عليها وبدون شبكة الاتصالاات والرادارت الجندي وسلاحه الحديث عبارة عن اعمى يقاتل مفتّح، حينها نقول لدول الخليج انقعوا ترسانتكم العسكرية واشربوها انه نمر من ورق وحديد بلا قيمة في حال التخلي عن أمريكا .

ربما الرئيس الامريكي اوباما اقل حدة وعداء من (ترامب) ، ولا تقل عنه عداءا (هيلاري كلنتون) ، ولكن بالاول والأخير من يحكم الادارة الامريكية، وروسيا، والاتحاد الاوروبي، هي الصهيونية العالمية، وهي صاحبة الكلمة الفصل ،ولن نتوقع يوما موقفا مشرفا لأي رئيس امريكي مع اهل السنة ،وستجد السعودية نفسها أكثر غرقا في اليمن رغم الانتصارات الوهمية التي تبيعها للشعوب وخسرت أكثر من 10 الاف جندي وضابط كبير،وجرح اكثر من 12الألف ومئات المفقودين بيد الحوثيين كله لا يعلن عنه حسب المواقع الاخبارية التي تنشر ذلك ، وستجد نفسها مرغمة ان تخوض الحرب مع ايران في سوريا او العراق لأن الزحف الشيعي من الكويت قادم والثورة الشيعية من داخل السعودية ستنفجر بوقتها كما تحددها الادارة الأمريكية بالاتفاق مع ايران، وكما ذكرت بمقال سابق هي عملية انتحار بقاء او زوال بل هو زوال لأن امريكا استفردت بها بعد ان انهت على يدها كل الانظمة العربية،وأضعفتها، وانتهى دورها الوظيفي منذ التاسيس على اكمل وجه ، ويبقى ان يتم توريطها والزج بها في حرب سنية شيعية تلتهم فلذة اكبادها بعشرات الالاف، وحبكة مؤامرة أمريكية تحاك بليلٍ دامس .

نعود لاعتراف الامير تركي الفيصل ،لا ياسيد اوباما : نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا ، نحن من شاركناك معلوماتك التي منعت هجمات ارهابية قاتلة في امريكا ،ــ ونعم الخدمة ايها الاميروهذا صحيح ــ ونحن المبادرون الى عقد الاجتماعات التي ادت الى تكوين التحالف ــ طبعا تحالف ضد العراق وتحالف ضد سوريا اي اهل السنة وليس ضد اسرائيل او الشيعة ـــ ونحن من ندرب وندعم السوريين الاحرار ــ طبعا ليقتل اهل السنة في سوريا بعضهم بعضا ــ واين موقفكم من اهل السنة في العراق وفلسطين ؟

في الختام اذكّر بما قلته بمقالات سابقة ان اسرائيل لن تزول الا بثلاثة شروط نراها رأي العين من كتبت له حياة ،اولا ان تنتهي من بناء المستوطنات في القدس ،ان تقيم جداراً على طول حدود الأردن ،أن يزول نظام حكم آل سعود وتخرب يثرب كما جاء بالحديث ، لذلك سينتهي النظام الخليجي اجلا او عاجلا بالكامل ، وستدخل اسرائيل خلال السنوات القادمه الى سوريا والعراق ثم تصل الى الخليج وحدود النيل لتعلو آخر علو لها ثم يظهر جيش خرسان الذي قامت حرب افغانستان والعراق من اجله وهو من يعلو ويكبر في ساحات الاقصى ،لذلك نحن امام حروب ومعارك لن تنتهي ولن تتوقف ولا تلتمسوا من عدوكم يوما خيرا،هذه ليست اماني انما هي رؤيا حقيقية سائلا المولى ان يحفظ أمتنا العربية ،وشعوبها ،وأن يهلك الظالمين .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2016 01:27 PM

المقال يقوم على افتراض ثبات السياسة الامريكية الحالية نحو العرب خاصة السعودية، ولكن ذلك موضع خلاف وقد يكون غير ذلك مع القيادة الامريكية القادمة. إذا كانت القومية هي الاساس في توجهات الكاتب القاضل فكيف نتخلى عربيا عن السعودية بما لها وما عليها بعد خروج كل من العراق العظيم وسوريا من المشرق العربي ولم يتبقى لنا الا السعودية لتقف امام فكي كماشة الصهاينة والفرس. إّذا اختافنا ايضا على موقف الرياض من الصهاينة فهل نترك الفرس في غيهم حتى نعيد فلسطين.

2) تعليق بواسطة :
21-03-2016 02:37 PM

الاخ الكريم
انا لم اوجه دعوه للتخلي عن السعودية والخليج بينت قالمقال ان السعودية هي من ساهمت في اسقاط الانظمة العربية في العراق وليبيا والان سوريا من خلال التحالفات وهذا اعطى امريكا فرصة ان تنفرد بدول الخليج الآن وهذا خطأ استراتيجي اضعف الأمة العربية ..كنت ولا زلت اتمنى ان تتوحد أمتنا على قلب رجل واحد ولكن بعد ما وصلنا اليه من هوان هل تتوقع ان يحصل ذلك .

3) تعليق بواسطة :
21-03-2016 08:59 PM

تدمير العراق وسوريا وليبيا وخروج السعوديه كقوه اقليميه تم ضمن تفاهمات مسبقه مع الأداره الأمريكيه .
من المعروف ان هذه الدول العظمى تبني صداقاتها بناء على مصالحها وهذا حال جميع الأمبراطوريات السابقه .
العرب ايضا يبنون علاقاتهم بناء على مصالحهم .
اتفق مع الأخ الكاتب في العديد من المحاور ولكني اختلف معه بان الجميع يعادينا من بوذيين وهندوس وغربيين .
اعتقد بان العرب يمتلكون رصيد من الصداقات والمحبه في العديد من الدول ومع العديد من شعوب الأرض ولكن مشكلتنا التخلف فنحن دائما نفكر بالماضي .

4) تعليق بواسطة :
21-03-2016 09:07 PM

دولة الخلافه يا سيد كليب؟؟؟ يارجل فكك من الاخونجيه...دولة الاستعباد التركي للعرب التي عيشتهم في ظلام وجهل ل 4 قرون..وكانوا وقودا لحروبها في البلقان....الله ابتلانى بناس مش فاهمه الطبخه..خليك عاي سبالاوهام اخوي وشكرا

5) تعليق بواسطة :
21-03-2016 10:32 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
21-03-2016 10:41 PM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
22-03-2016 10:33 AM

مقتبس- وستدخل اسرائيل خلال السنوات القادمه الى سوريا والعراق ثم تصل الى الخليج وحدود النيل لتعلو آخر علو لها ثم يظهر جيش خرسان الذي قامت حرب افغانستان والعراق من اجله وهو من يعلو ويكبر في ساحات الاقصى،،، نهاية المقتبس...
نعم هذا مايحصل والعلم عند الله ؟؟؟

8) تعليق بواسطة :
23-03-2016 01:23 PM

بعد وصول الاتحاد والترقي اليهودي الى القرار وتدمير تركيا من الداخل حدثت مفارقات ومنها الثورة العربية وسقوط الدولة في الحرب العالمية الاولى حيث ان الجنود المرتزقة للجيش الفرنسي والريطاني من الهند ومصر والجزائر والمغرب وخاصة الجيش الذي دخل القدس....

وما حدث بعد ذلك هو اكمال مسيرة الاستعمار عن طريق استلام محفل فتاة تركيا السياسة العربية والتي تفرعت منها القوميات العربية والتي دمرت كل شئ بمؤامرات مع الاستعمار.

الكاتب يريد ان يقول لكم قفوا مع ايران ضد السعودية وهذا خلاصة موضوعه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012