أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


تدمير الاقتصاد السعودي والايراني برعاية امريكية

بقلم : سلطان كليب
19-04-2016 08:00 AM
في السياسةِ لا توجد شراكة وتحالفات دائمة ، لكن هناك علاقات مصالح ومنفعةٍ متبادلة تقوم عليها العلاقات الدولية ، تستمر او تتعثر وتنتهي بموجبها ،وغالباً العلاقات الدولية او تحالفات الدول العظمى مع الدول الصغرى تقوم على مصلحة الدور الوظيفي الذي تؤديه هذه الدول الصغرى للدول العظمى لتمرير سياستها ضمن ما يسمى بالتحالفات أو الأقطاب ،ضمن اتفاقيات وتفاهمات ترعى مصالح البلدين .

فعلاقة أمريكا مع إيران لا تختلف عنها مع دول الخليج او أي دولة صغرى في العالم، فهي تقوم بدور وظيقي لرعاية وحماية المصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية وتحقيق مصالحها ، غالبا هناك اتفاقات سرية مبرمة بين تلك الدول غير المعلن عنها ، وهي اتفاقات وهميه بالنسبة للدول العظمى تتضمن تطمينات للقيادة السياسية ،احيانا تعطي أملاً لهذه الدولة او تلك بالمحافظة على نظام الحكم مقابل تلك الخدمات والاتفاقات الاستراتيجية ،أو السماح لتلك الدولة بابقائها القوة العظمى المهيمنة على المنطقة كما هو الحال مع السعودية التي تأمل بان تبقى القيادة السياسية والاقتصادية للدول العربية ، وفي المقابل اطماع إيران في مد نفوذها على المنطقة العربية كقوة سياسية للعودة لأمجاد دولة الفرس باتفاقات امريكية سرية أو غض للطرف عن أفعالها وهو اقرار لمزيد من التمادي احيانا الذي يهدف الى مزيد من التوريط .

حاولت امريكا إضعاف إيران لسنوات من خلال اشغالها بحرب الخليج مع صدام حسين ،ثم تبعها حصارا استمر حتى الاتفاق النووي الذي عقدته امريكا مع طهران والافراج عن أرصدتها وفك الحصار الجزئي المشروط عنها ، ولكن ايران استطاعت ان تحافظ على قوتها وتماسكها السياسي والاقتصادي رغم الحصار ،بل واستمرت في تحديث الصناعة العسكرية وخاصة الصاروخية وتطويرها، لذلك ارتأت الادارة الأمريكية أنه لا بد من اعادة اشغال ايران وإضعافها ووقف تمددها، رغم ان الكثيرين يدّعون ان امريكا وايران على انسجام تام ،واقول هو ليس انسجاما تاما بقدر ما هو تبادل مصالح وتمرير خطط أمريكا خدمة للمشروع الأمريكي لضرب ايران ودول الخليج بوقت واحد لاحقا، دون دخول امريكا للصراع كما تنوه الإدارة المريكية لحربها المقبلة في المنطقة .

أمريكا تقوم ببناء خطة استراتيجية لتدمير السعودية ودول الخليج العربي،وخلق أجواء للصدام السني الشيعي ،ولن تسلم من ذلك مصر ،ولكن كل هذا يتم على مراحل ، المرحلة الاولى أن امريكا روّجت بكل اعلامها وسياستها للقوة الإيرانية وهيمنتها وأطماعها في بسط نفوذها على المنطقة العربية كما فعلت من قبل مع العراق ، وارهاب القيادات العربية من محاولتها للتمدد والسيطرة والهيمنة على الأمة العربية ،وهذا صحيح لأن أمريكا أرادت ذلك وسهلت له وغضت الطرف عنه لتحقيق الخطوة التالية وهو التهيئة للعداء بين الأمة العربية والاسلامية (السنية- والشيعية ) وإيران لتتقبل الشعوب فكرة الحرب، ووقف الزحف الإيراني، وخلق عداء شعبي عربي سني لإيران ،وهذا ينسينا افعال اسرائيل الاجرامية واطماعها التي تزيد اضعافا عن حلم ايران بهيمنتها والوصول الى كل ارض وطاتها أقدام بني اسرائيل عبر العصور .
أمريكا تريد قبل خوض هذه الحرب أن تنهك الدولة السعودية من خلال عدة محاور ،المحور الأول الاقتصادي ،وكان لأمريكا دورا في خداع دول الخليج ان تخفيض اسعار النفط سيلحق ضررا كبيرا بايران وروسيا وفعلا هبط النفط الى مادون الثلاثين دولارا للبرميل، وهذا كلف الخزينة السعودية ،والخليجية خسائرا بمئات المليارات،ونتج عنه انهيار البورصة الخليجية عدة مرات ، وخسرت مئات المليارات ،وبذلك تضررت دول الخليج اضعاف ايران ، والسبب طبعا السعودية التي اصرت على عدم تخفيض انتاجها من النفط بحدود نصف مليون برميل فقط ،واسباب التمسك بذلك الحجة والذريعة أن األأمر يتعلق باضعاف الاقتصاد الايراني والروسي ، واضعاف ايرادات داعش من النفط، وسوف نبين ذلك لاحقا بشكل اوضح،وهذا كلام غير صحيح .

الأمر الاخر أن امريكا ورطت السعودية بحربها في اليمن ، وللحرب تكلفة اقتصادية كبيرة وهي أشبه بحرب استنزاف لا نعلم متى تنتهي ،ولا ننسى ان من يقف خلف الحوثيين ايران ومن مصلحتها استنزاف السعودية اقتصاديا وعسكريا لتخفيف الضغط عنها في الجانب السوري،وكي تفعل ما تشاء في العراق ، فالسعودية تعاني معاناة كبيرة اقتصاديا حيث توقفت مشاريعا الاقتصادية نتيجة لخوضها الحرب في اليمن ،ولا تستطيع ان تتوقف عن دعم الثورة السورية المعتدلة كما تسميها ،ولا تستطيع ان تتوقف عن تقديم المليارت دعما لنظام السيسي الذي اصبح يبتزها بكل قوة لأنه القوة العسكرية الوحيدة التي تحاول السعودية ان تحافظ على قوتها العسكرية وتماسكها ولو مؤقتا تخوفا من التدخل الايراني في شؤونها أو اطالة امد الحرب في اليمن .

المحور الثالث الذي بدات تلعب على اوتاره امريكا فتح ملفات الحادي عشر من سبتمبر ، ومطالبة الادارة الأمريكية بتحميل السعودية مسؤولية هدم برجي التجارة الدوليين ،لأن من قام بتنفيذ الهجوم اصولهم سعودية ، وهذا سيؤدي الى حجز الأموال والأرصدة وكل الاصول لأموال الدولة السعودية في امريكا ، فإن اجتمعت العوامل الثلاث فهي كارثة على الاقتصاد السعودي ، هبوط اسعار النفط،استنزافها في اليمن ،الدعم لسوريا ومصر ، وحجز أرصدتها وودائعها في امريكا .

السعودية لم تتعلم الدرس بعد ، ولن تتعلم رغم العداء الذي اظهرته الإدارة الأمريكية للسعودية ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ان النظام السعودي قراره ليس بيده بالكامل،أو ان من يدير العملية السياسية هم ليسوا بقدر تحمل مسئولية ادارة الازمات السياسية والاقتصادية ،والأصل في السعودية أنها اتخذت قرارا حاسما بتخفيض انتاجها للنفط للمحافظة على اقتصادها من الانهيار لأن أمامها مراحل صعبة لم تبدا بعد،ولا تلتفت لرأي الإدارة الأمريكية وتقدم مصالح وطنها وشعبها على كل الاعتبارات الاخرى .
قبل أيام انعقد في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمرا لوزراء نفط دول منظمة الأوبك ضم اثني عشر دولة، وحضر الاجتماع ستة وزراء من الدول المنتجة للنفط من خارج الاوبك بما فيهم روسيا .
السعودية لازالت تصر على عدم تخفيض انتاجها وتتمسك بنفس الخطأ ،بل طرحت مشروع تجميد الأنتاج على ما هو عليه ، وطلبت ان توافق كل الدول داخل الاوبك وخارجها على مشروع التجميد ،ما يعني حتى لو تم الاتفاق على مشروع القرار فإن اسعار النفط لن تتعافى ، طبعا ايران لن توافق على هذا القرار ، لأن انتاجها قبل الحصار كان 2،4 مليون برميل والآن انتاجها حول المليون برميل وتريد أن تصل الى معدل انتاجها السابق ، في حين كانت حصة السعودية في العام 1990 خمسة ملايين برميل ،استفادت من حصار ايران والعراق ورفعت سقفها الى عشرة ملايين برميل وكان العراق حينها ينتج 3،5 مليون برميل ،فالفائض من انتاجها جاء على حساب اشتراكها في دمار العراق ،وحصار ايران .

هذا التمترس السعودي تقف خلفه اوبك وامريكا ، بحجة ضعضعة الاقتصاد الايراني والروسي والتأثير على داعش لكن المتضرر الفعلي الأكبر هي دول الخليج التي تخسر سنويا على حساب الأمة العربية والاسلامية (370) مليار دولار ، السعودية دولة غير مصنعه،ولم تستثمر بالمجال الصناعي كمشاريع تحقق دخلا بديلا للنفط لمثل هذه الظروف كي لا تتورط في أزمة اقتصادية خانقة ، فإيران التي تذوقت طعم الحصار وتعودت على التقشف وتأقلمت مع وضعها الاقتصادي مع الحصار هي الان افضل وضعا بعد رفع الحصار لذلك ارى انها لن تلتفت الى اوبك ولا دول الخليج وسوف تستمر في زيادة انتاجها الى اقصى حد تستطيع ،وهذا سيؤدي إلى انهيار مستمر في أسعار النفط لأنه سيتم اغراق السوق بفائض نفطي كبير جدا لضرب الاقتصاد الخليجي كما تفكر السعودية بضرب الاقتصاد الروسي والايراني .

ولي ولي العهد السعودي بعث برسالة الى المؤتمر أنه في حال لم يتم الاتفاق بمؤتمر الدوحة على تجميد الانتاج فإن السعودية ستزيد انتاجها بمعدل مليون الى مليوني برميل يوميا ومع استمرار ايران بزيادة أنتاجها فهذا يعني ان هناك فائضا لا يقل عن اربعة ملايين برميل يوميا سيؤدي الى هبوط حاد في أسعار النفط الى خمسة عشر دولارا أو أقل وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية بل (الإدارة الخفية ) داخل الادارة األأمريكية التي تدير العالم سياسيا واقتصاديا وتوجهه حسب مخططات 1917 منذ ذلك التاريخ لليوم .

هذا التنافس والعداء بين السعودية وايران لن يدوم طويلا في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية،وسوف نلمس مزيدا من التصدع في العلاقات الايرانية الخليجية وتأزيمها وزيادة الشرخ في العلاقات المتصدعة اصلا ، وإن الظروف السياسية المشتعلة في المنطقة في كل من اليمن، وسوريا، والعراق، ستصبح ساحة قتال ونزال وتزيد من العداء بين الدولتين من خلال دعم كل طرف للطرف المعادي له للتأثير على اقتصاده واضعاف مواقفه السياسية واستنزاف اقتصاده ، وان هذا سيكون له تأثيرا سلبيا على العلاقات العربية الاسلامية المتحالفة مع السعودية وزيادة التوتر في العلاقات العربية الايرانية ،وربما نلمس خلال السنوات القادمة قطعا كاملا للدبلوماسية العربية والاسلاميه مع ايران ،وحصارا عربيا اسلاميا تقوده السعودية .

العلاقات السعودية الايرانية تمر في أسوأ الظروف وامريكا تخطط وتراقب وتشحن ،تنصح وتملي ، وتهيء كل الظروف لنشوب الصراع السني الشيعي بعد ان تم تجذيرة للإنتقال الى مرحلة التصعيد من خلال حرب الاقتصاد النفطي الذي له أثرا لا يقل عن أثر الحروب العسكرية ، وبالتالي سيصبح الطريق مغلقا أمام الجميع والمنفذ الوحيد المفتوح هو طريق الدم والمدفع والرصاص وفرض السيادة بالقوة والدمار الشامل للمنطقة تحت الرعاية الأمريكية الصهيونية ..والعرب لن يعتبروا .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-04-2016 11:54 AM

سيدي الاستاذ سلطان بعد خروج العراق وسوريا من معادلة الردع لم يبقى في المشرق العربي سوى السعودية التي غدت بين خيارين السيء بالمواجهة والاسوء بالحياد وحايد عن ظهري بسيطة. الموقف الاستراتيجي الايراني ضعيف حاليا في المقارنة مع القوة العسكرية لدول الخليج، ولكن ايران تلهث مسرعة لحيازة اسلحة ردع تعيد التوازن لقوتها امام عرب الخليج. مما يؤكد ان خيار المواجهة الان يتيسر له عناصر نجاح افضل من الغد. تتبع ايران في سعيها للتوسع غربا استراتيجية دفع الخليج للحافة فاما ان تنجح لخوفهم من الحرب واما ان تنسحب...

2) تعليق بواسطة :
19-04-2016 12:02 PM

وإما ان تنسحب بسرعة خوفا من حرب لا تريدها الان ولا تناسبها في مقارنة القوة العسكرية وضعفها الاقتصادي وهشاشة تماسكها الداخلي وخطورة كل من تركيا وباكستان على وحدة اراضي ايران في حال نشوب سيناريو الحرب. يستحيل وقوف اسلام اباد وانقرة على الحياد لاسباب كثيرة اهمها هياج متوقع للشارع يرغمهما على مساندة الخليج خاصة اذا ناصرت موسكو طهران. الخلاصة ان الموقف السعودي سليم استراتيجيا للخروج من قبضة كماشة الصهاينة والفرس لتبقي على تهديد واحد بدلا من الاثنين، لن نتباكى على اسعار النفط لان هذه الثروة لن تتبخر

3) تعليق بواسطة :
19-04-2016 12:09 PM

..حيث يؤكد الخبراء استمرار الحاجة للنفط لخمسين عاما، وشريك...اخسر وخسرة. المشروع التوسعي العدواني للفرس في المشرق العربي بدء ينحسر بشكل سافر. هناك فوضى في العراق تضر بايران، وتراجع دورها في سوريا ولبنان واليمن والبحرين. كيف لقم ان تغامر بدماء الشيعة في العالم وهم اخوتنا اولا واقلية لا تقوى على مواجهة الاكثرية السنية خدمة لمشروع فارسي يثأر الان من العرب الذي قوضوا امبراطوريتي الروم والفرس. الروم فعلوا بالعرب الافاعيل مما شجع الفرس على الاقتداء بهم للانتقام من امتنا الضالة هداها اللة. مع المحبة

4) تعليق بواسطة :
19-04-2016 07:46 PM

نحن كعرب لم ننسى عداءنا لإسرائيل يوما ما
ولكن جاءنا عدو هو أخطر من إسرائيل بالف مرة
أنها إيران
كلما دخلت إيران في بلد عربي حولته إلى ساحة من القتل والتخريب والدمار
حتى تقوم بالهاء العرب والمسلمين عن عدوهم الأصلي
وكل ذلك بالتعاون مع إسرائيل
تمهيدا لبقاء اسرائيل وتوسعها

5) تعليق بواسطة :
20-04-2016 01:27 AM

السياسه بحور عميقه. قامت ايران بالتدخل في احداث الربيع العربي عير محاوله منع حراك الشعب السوري واختطاف اليمن عبر مليشيا الحوثي ومحاوله احداث القلاقل في السعوديه والبحرين والكويت .
السعوديه وصلت الى نتائج عميقه بانه لا بد من احداث توازن استراتيجي مع ايران لردع ايران وايقاف تدخلاتها , من لا يفهم ذلك عليه ان يعيد حساباته او يعطي بدائل , المقال لا يفسًر سبب السياسه السعوديه وكذلك لا يعطي بدائل مقنعه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012