أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الحكومة الأردنية محاطة بالأزمات من كل جانب

21-05-2011 07:19 AM
كل الاردن -

الدكتور أنيس خصاونة

حكومة الدكتور معروف البخيت منذ تشكلت وهي في عين الإعصار ،أزماتها كثيرة وما تكاد تبدأ في التعامل مع أزمة حتى تشغلها أزمة أخرى .فأزمة أسعار النفط ترهق عبئ الموازنة بمبالغ يصعب تغطيتها وتزيد من العجز بعشرات الملايين من الدنانير،وأزمة الغاز المصري وانقطاعه ونية الإخوة في مصر في رفع التعرفة تضيف عبئا آخر إلى كاهل الاقتصاد الأردني المرهق أصلا،ومطالبات رفع الرواتب أو إعادة هيكلتها ستكلف الدولة مائة مليون دينار تضاف إلى مديونية غير مسبوقة في تاريخ الدولة الأردنية ، ناهيك عن ارتفاع سقف المطالب الخدمية لمعظم مناطق ومحافظات المملكة وما يترتب عليها من ضعف في القدرة على تلبيتها من جانب الحكومة.

الأبعاد الاقتصادية للأزمات التي تعيشها الحكومة خطيرة ولكنها ليست هي الأخطر مقارنة مع الجوانب المتصلة بالمطالبات بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد والمسيرات والإعتصامات وتراجع هيبة الدولة وتحدي السلطة والاعتداء على أملاك الدولة والخروج على القوانين في بعض أرجاء المملكة ،وتعالي أصوات النقد من جهات وأطراف كانت لأمد بعيد محسوبة على النظام مثل المتقاعدين العسكريين وجهات وقيادات عشائرية تقليدية.الحكومة الحالية في وضع لا تحسد عليه على الإطلاق فكل شيء تقوم به مطعون فيه ومطلوب منها أن تدبر المال وتدير عجلة اقتصاد يترنح تحت وطأة معدلات عالية من البطالة والفقر ومديونية ضخمة وهزات سياسية ومالية عالمية وإقليمية،ومطلوب منها أن تحافظ على استقرار وأمن الدولة وتتجاوب مع مطالب متعارضة لجهات شعبية مختلفة.

المساعدات الأمريكية الموعودة وترحيب مجلس التعاون الخليجي بطلب الأردن الانضمام لعضوية المجلس وما يمكن أن يترتب عليه من فتح آفاق اقتصادية جديدة للأردن يمكن أن يكون له أثار اقتصادية ملموسة على المدى المتوسط والبعيد ويمكن أن يشكل تنفيس مؤقت لنقمة المواطنين على الأوضاع الحالية ولكنه بالتأكيد لن يحل المعضلات الاقتصادية الحقيقية التي تعاني منها المملكة بشكل مزمن. فندرة الموارد المتاحة والمعدلات العالية في النمو السكاني الطبيعي والقسري وضعف الإنتاجية وانتشار الفساد وسوء الإدارة كلها عوامل وتحديات يصعب حلها أو التعامل معها بمساعدات أمريكية أو خليجية تؤجل الأزمات ولا تعمل على حلها.

أعتقد أن ما فعلته هذه الحكومة على قلته وتواضعه ما كان لأي حكومة أخرى أن تفعل أكثر منه آخذين بالحسبان الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية الاستثنائية التي أحاطت بتشكيلها وعملها على مدار الشهور القليلة الماضية. الحكومة الحالية تنتهي مهمتها عند إنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعديلات الدستورية التي تتجاوب مع مطالب وإرادة الشعب . رحيل الحكومة الآن مرغوب شعبيا نظرا لمعاناة الناس الاقتصادية وعدم ثقة أطراف عديدة بشخص رئيس الحكومة وبعض رموزها وخصوصا خبراتهم مع الدكتور البخيت في الانتخابات البرلمانية في عهد حكومته الأولى والتي شابها ما شابها من مخالفات وتزوير. يدرك رئيس الوزراء أن ما تعرض له في إحدى محافظات المملكة قبل يومين من إعاقة وصوله لمكان الاجتماع المقرر يشكل تظاهرة على عدم رضا المواطنين عن أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والخدمية وأنه يمكن أن يتعرض لمواقف مشابهة في محافظات أخرى ما دام الناس لا يشعرون بتحسن أحوالهم وأوضاعهم وهذا أمر اعتاد المسئولين في أكثر المجتمعات ديمقراطية على التعرض له. من ناحية أخرى فإن رحيل الحكومة الآن غير مفيد من الناحيتين السياسية والأمنية نظرا لصورة عدم الاستقرار التي يمكن أن تعطيها على الصعيدين الإقليمي والدولي ناهيك عن عدم إكمال الهدف والمهمة التي جاءت هذه الحكومة من أجلها..

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-05-2011 09:39 AM

تحليل سليم وأعتقد أن هذه الحكومة لا يحبها الناس ولكن ينبغي أن تكمل المهمه

2) تعليق بواسطة :
21-05-2011 12:36 PM

حكومة ذات مصداقة متدنيه لكن ان معا استمرارها لحين انجاز الاصلاحات

3) تعليق بواسطة :
21-05-2011 05:32 PM

استاذي الفاضل ( يشرفني أنني كنت احد طلابك عام 1987 وأنت خير من حلل ألواقع بكل حكمه وظمير حي بعيدا عن ألشخصنه وحفظك الله)

4) تعليق بواسطة :
21-05-2011 05:58 PM

اشكرك يا دكتور لأنك المبدع دائماً . شكراً

5) تعليق بواسطة :
21-05-2011 06:14 PM

أحيي الدكتر الخصاونة على تناوله هذا الموضوع وأعتقد أنه قد اقتب رحيل الحكومة

6) تعليق بواسطة :
21-05-2011 08:40 PM

باختصار شديد ان الحكومات هي التي تضع نفسها في الازمات وهي لللاسف نفسها حكومه ازمات وكل الحكومات المتعاقبه وستبقى كذاللك -- الحل دوله مؤسسات بمعنى الكلمه ---

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012