أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الله أكبر

بقلم : ماهر ابو طير
01-05-2016 12:29 AM
تنهمر الفيديوهات اثر مذبحة حلب الاخيرة، فتسمع الناس يكبرون، فرادى وجماعات، قائلين الله اكبر، وهو ذات التعبير الذي سمعناه في فلسطين على مدى اكثر من ستين عاما، وسمعناه في العراق ولبنان، وغزة حصرا، اذ عند كل مأساة تتردد ذات الجملة.
واليأس حل في صدور كثيرين، فتقرأ كلاما يقترب الى الخروج من الملة من بعض المعلقين الذين يقولون لماذا لا يتدخل الله ويمنع هذه المذابح، وآخرون يقولون ما ذنب الاطفال والصغار، فتتداخل التكبيرات بالشكوك، وتتجلى الفتن في اسوأ صورها؟!.
علينا ان نعرف اولا، ان الله عز وجل بعظمته لم يمنع «قابيل» من قتل «هابيل»، والارض كانت في بدايتها، وافتراض التدخل الالهي، على صحته، وانتقامه للمظلوم، تدخل يجري وفقا لما يريده الله، وليس وفقا لما نريده نحن من حيث الشكل او التوقيت، فنحن العبيد لله، لا يحق لنا هنا اساسا افتراض شكل التدخل وتوقيته وأسسه وسرعته ايضا.
لم يسمع العرب والمسلمون كل صيحات الفلسطينيين، طوال اكثر من ستة عقود، وشهدنا وسمعنا مئات الالاف يدعون لله عز وجل، والبعض يكبر، والبعض الاخر يشكو ويبكي، والامر ذاته شهدناه في العراق، التي دكت مساجدها وبيوتها، وقتل فيها الاطفال والابرياء، وامتد ذات الامر الى كل مكان آخر.
كل هذه الدعوات والابتهالات، لا تضيع عند لله عز وجل، لكنها لا تلغي العامل البشري، في ادامة هذه الازمات، او حتى وقفها، فالازمات بحاجة لعمل بشري، وليس لدموع وانكسار.
هناك جانب يتوقف على البشر، فالقتل قرار انساني، واستمراره ايضا، قرار بشري، فلماذا ننسب هذه القبائح لله عز وجل، باعتبارها من فعله وأمره ، وبالتالي عليه ان يوقفها، باعتبارها فاضت عن الاحتمال، والقدرة على التعامل معها؟!.
لا احد ينكر قدرة الله، ولا تدخله، لكن علينا ان لا نغيب العامل البشري وقراراتنا واختياراتنا في كل مانراه، فالقبائح البشرية، صنع بشري محض، والخير من الله فقط.
عند كل مصيبة دموية يهرع الناس الى التكبير، قائلين الله اكبر، وعند كل تفجير او قتل يرتكبه احدهم يقال الله اكبر، والواضح ان التعبير بات يتم ربطه بالدم، برغم ان معناه الشرعي واللغوي مختلف تماما، لكنها تعبيرات الحاجة
الله اكبر، طاهرة عظيمة، بكل ما تعنيه الكلمة، لكن لا يكفي ان نتذكرها فقط في ساعات المحن، وننساها بقية العام، ونفترض فوق ذلك ان تهتز السماء والارض تجاوبا معنا، حين نقولها.


(الدستور )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-05-2016 01:23 PM

يقال بان سبحانه وتعالى قد ميز الانسان عن بقية خلقه و منحه العقل ليميز به الغث من السمين، و الصالح من الطالح ، و ليدله الى طريق الخير و يبعده عن طريق الشر و هكذا من الأمور الحياتية ، و نقول الله اكبر اعجابا، و نقول الله اكبر تعجبا، ونقول الله اكبر لدى أفراحنا، و نقول الله اكبر لدى اتراحنا وهكذا، الا ان الله عز وجل لم يقل اقتل أخاك من اجل حفنة من المال، او لعصبية قبلية،او لاعمال جاهلية، فالانانية هي الساءدة منذ وجد الانسان على الارض، و غباءه و جهله من أسباب تعاسته و ليست بسبب السماء.

2) تعليق بواسطة :
01-05-2016 03:49 PM

المجد والسلام لسوريا ،دمشق وحلب وحماة وحمص ودرعا واللاذقية وطرطوس والقامشلي والرقة والحسكة والسويداء وجميع مدن وقرى سوريا الحبيبة
ما تعانيه سوريا حاليا ،هو نفس ماعانته عمّان واربد وجرش والزقاء قبل اكثر من اربعين ،عندما اتى اليها شذاذ الآفاق من اكثر من عشرين درلة ،من كوبا وحتى قبرص ،جاءوا اليها ليحرروها ،لأن طريق تحرير القدس تمر عبر عمان!!!!!
وها هو المشهد يتكرر بسوريا ،وإن كان بصيغة أخرى ،فتدفق السلاح والمقاتلين برائحة النفط من عربان ذا الزمان الاسد كفرا ونفاقا ، خدمة لابناء العمومة بني صهيون -

3) تعليق بواسطة :
01-05-2016 05:04 PM

تحية لسوريا ولجيشها الشجاع والخزي والعار على خائني اوطانهم وعروبتهم.
عاشت الذاكرة الاردنية .
لولا صناديد الاردن ورجالها لاستنسرت علينا بغاث الطير.
تحية للدكتور العتوم .

4) تعليق بواسطة :
01-05-2016 09:31 PM

العبث في دم الجغرافيا السورية وديكتاتوريتها وعقابيله
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
http://watanipress.com/archives/34332

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012