في ذكرى رحيل اغلى النساء

الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024

في ذكرى رحيل اغلى النساء

03-05-2016 08:00 AM
كل الاردن -
في ذكرى رحيل اغلى النساء
عشر سنوات على رحيلك يا امي كانها اليوم فالحزن في اشده و الم الفراق لا زال بقسوته لم يكن رحيلك هينا و سهلا بل انه انتزاع للروح من الجسد و جرح غائر لم يلتئم ، عشر سنين لم اذق فيها و لو للحظة من السعادة او الهناء عشر سنين مليئة بالبؤس و الشقاء عشر سنين دروبها من الاشواك و تقلبات الزمان عشر سنين عجاف امواجها متلاطمة لم تجلب لي اي بصيص امل من سنين سمان عشر سنين من اليتم الحقيقي لفقدان المظلة التي كانت تقيني من عثرات السنين و تغولها و في ليال تشرين الباردة و حرارة اب اللاهبة افتقدتك يا صاحبة الحضن الدافئ و القلب الحنون ، منذ عشر سنين و الحزن و الشقاء نديمي ليل نهار .
رحلت يا اغلى النساء و لا راد لموعده و تركتيني في عالم مظلم مرعب ليته كان الاذن بالرحيل برفقتك فالبقاء من دونك لا معنى له ففي كل يوم ابكي الفراق فما من يواسيني و يسمع اهات قلبي او يجفف دمعي كل يوم اصرخ علك تسمعيني فلا مجيب لصراخي فيا لذاكرتي ما زالت في قديمها لا مجيب سواك.
.
في كل يوم ابحث عن بصيص امل من ذكرياتك بصيص امل من نور قلبك و دفئ حنانك علني اعيش و لو للحظة من سعادة او فرح هروبا من حياة البؤس و الشقاء و ظلمها و شياطين الظلم فيها ، اه و اه لم اكن اعرف ان الحياة بدونك عذاب و قهر و اه لصوتك العذب الشجي الحنون الدافئ كان يملئ حياتي املا و يبعث في رجلا لا تلين له قناة واه لرايك السديد و حكمتك الرشيدة في مصافي الرجال النبلاء جعلتني .
عشت اياما برعايتك و تحت ظل جناحك ايام فيها السعادة و الفرح و الحزن و الالم ضحكنا معا و بكينا معا و كم ارتميت في احظانك لتمسح يديك الكريمتين على راسي بلساما شاف لكل اوجاعي و اهاتي ،و اه عليها من لحظات حتى الحزن فيها كان رحيما رقيقا سرعان ما يزول بابتسامة منك او قبلة تترسم على خدي تجعلني احلق في عالم من السرور والفرح
اقسم لروحك الطاهرة ان في القلب احساسا اعجز عن وصفه و تعجز الكلمات و اللغات عن ترجمته و اعرف انه مهما كتبت و قلت و ذرفت دموعا لن اوفيك قدرك فقد حملتيني تسعا و احتظنتيني طفلا و شابا يافعا و كنت سراجا منيرا في حياتي لك الفظل من بعد الله في حسن الاخلاق و العلم و النشئة فعلى حب الله و طاعته انشئتني و كنت ارى الامل في عينيك و انت تزهين برؤويتنا يوما بعد يوم و سنة بعد سنة فثمرة تعبك نضجت و لكنها يد المنون امتدت بموعدها الرباني و لا راد لموعده و نحن على ما اردت نوكل امرنا الى الله وحده داعين لك بالرحمة في رحاب واسع الرحمة و في رياض الجنة ان تسرح روحك الطاهرة.
اقسم لروحك الطاهرة ان لم ننساك في قيامنا و قعودنا و نومنا و من خالص الدعاء ، فلغد غاب من الوجود جسدك و لكن طيفك ما زال يحلق امامي و لا زالت كلماتك ترن في اذني و ابتسامتك و رائحتك تلف في ارجاء البيت تتفقد اصحابه و لكن اركان البيت و شجره و حجره و ترابه تفتقد لمسات يديك لتتزين و تزهر مخضرة كما كانت منذ عشر سنين .

الرحمة و المغفرة لك يا اغلى النساء فلم اكن اعلم انك سر الهدوء الذي كنت انعم به .
ايمن احمد الشوابكه

التعليقات

لا يوجد تعليقات

تنويه

تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

الاسم :
البريد الالكتروني :
	اظهار البريد الالكتروني
التعليق :	بقي لك 300 حرف