أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


هرمت بنا الذكريات

25-05-2011 08:36 AM
كل الاردن -

عبد الهادي راجي المجالي
قبل سنوات ... كنت كلما صعدت سيارتي متجهاً إلى العمل، تداهمني (شعرة واحدة) بيضاء التصقت بطرف (الجاكيت) أو على أكمام القميص أو تعلقت في الخدّ.... وحين ازيلها، اعرف انها من امي فهي احيانا تغفو على (الكنباية) واحيانا تختار كرسي (البلكونة).... وفي بعض المرات تجلس في المطبخ وحتى ان ركبت معي السيارة تترك من شعرها على الكرسي.

في أوائل نيسان.. صرت كلما غادرت منزلي، اقلّب (جاكيتي) واعثر على اكثر من شعرة وابتسم صرت اترك شعرها عالقا في كل ملابسي... واظن في لحظة تأمل انه (نيشان) للحب والحياة والوطن.

كانت (امي) قد وصلت إلى الجرعة (36) من الكيماوي... والشعر العالق في ملابسي هرب إليّ بفعل هذا وربما بفعل الحب والامومة.

أحياناً وحين أكون جالساً على مكتبي تتدلى شعرة من الكتف فألتقطها وألفها على ابهامي ولأنها ناعمة وركيكة امضي وقتا في محاولة ربطها بالاصبع واضحك وابكي.. ويتعلل قلبي بالامل... وامضي في عملي واحيانا وبعد عبور اليوم ومضي الساعات اكتشف ان شعرها ظل على ابهامي ولم يغادر.

لم يعد جسد امي يحتمل الكيماوي والعمرُ ضاق بها... وقررت الرحيل وبعد موتها.. داهمني التعب والبكاء وكنت كلما تجاوزت حزني وجلست على (كرسي) في المنزل ألمح شعرة بيضاء عالقة على اطراف... الحب والرحيل... فأحملها واقلبها .. واصحو على حقيقة مؤلمة وهي ان امي رحلت وتركت لي شيبا تناثر على حواف الاثاث.

اتذكر اني لملمت كثيرا من شيبها وحفظته في ورقة خبأتها... بجانب القلب وكلما اجتاحتني الذكريات اخرجت الورقة.. وشعرت بالحنين قليلاً وبالشوق اكثر.. وتذكرت ان العمر سراب.

هل هذا جنون ام عشق لا ادري ولكني امضيت اشهرا وانا ألملم بقايا الشيب المتعب والمثقل بالكيماوي والعلاجات..

يقول ذاك التونسي: (لقد هرمنا في انتظار تلك اللحظة) وكلما سمعت الجملة.. تذكرت ان اللحظات لم تجعلني اشعر بالهرم ولكن الذي اصيب بالهرم في قلبي هي الذكريات..

hadimajali@hotmail.com

الرأي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2011 10:10 AM

واعتقد اننا سنهرم كي نرى قلمك وقد تخلص من النفاق ومسح الجوخ حتى وصل بك الامر ان تدافع عن النظام الفاشي العلوي في سورية
عبد الهادي قف لقد كشف الله عنك الغطاء

2) تعليق بواسطة :
25-05-2011 11:15 AM

عندما تتحدث عن الذكريات وتلك الشجيرات وتلك الجاره ام عبدالله استذكر طفولة طاهره ونفسا يخرج صفاء من بين ثنايا الام الطهور .رحم الله الوالده التى انجبت فكرا يحمل الهم ويطوف به بين ثنايا السطور هما يعيشه الوطن وفكرا يرتسم واقعا ان المواطن تؤثر فيه الذكريات .كنا ابناء حارة واحده وكانت عندما تجلس الوالدة مع الوالده ام عبدالله تجد ان الوفاق والصفاء والحالة الوجدانيه فى قمة العنفوان .اخى عبدالهادى شيب الوطن اصبح على كل راس واصبح الهم مشترك ولكن يبقى للزكريات كل امل ان تعود تلك الايام يكون الصفاء والحلم والمحبة هى العنوان.

3) تعليق بواسطة :
25-05-2011 12:27 PM

على العكس يا رقم 1 ابن الجنوب الاخ عبد راجي المجالي كاتب محترف وحساس جدا ويدرك ما يقوله للبعض احيانا .هذا لا يعني انه بعيدا عن الانتقاد احيانا ايضا الا نه يصيب الهدف ! وأكثر الاهداف التي تخرج رائحتها ورائحة اصحابها المكشوفين عراه امام الجميع .هذا ولا يعني كما ذكرت اعلاه ان عبد راجي ملاكا .وبالامس القريب انتقدته انتقادا بناءا بعيدا عن الشخصنه ومن اجله عندما وقع كما اعتقدت بخطئ من خلال مقال عن ابن سمير الرفاعي المصاب شافاه الله .والذي تبين فيما بعد انه لم يقصد ( ومن الممكن اننا قرأنا (المقاله بالمشقلب ..مع ان السر الحقيقي في قلب الشاعر .

4) تعليق بواسطة :
25-05-2011 01:18 PM

اعتقد انك اخطأت العنوان

5) تعليق بواسطة :
25-05-2011 02:06 PM

لا يا اخوان لم اخطىء العنوان كما ان الاحتراف قد يكون احيانا مصيبة ووبالا فاحتراف النفاق للانظمة القمعية ومن خلال ما انعم الله عليك من قيادة جيدة للحروف والكلمات تحتاج منا ان تكون النصيحة قاسية وعلى الملاء فدماء المسلمين في الشام التي نحن جزاء منها لم تجف بعد ومن يمجد القاتل لا بد وان يحاسب في الدنيا قبل الآخرة

6) تعليق بواسطة :
25-05-2011 07:18 PM

اخي الاستاذ عبد الهادي المحترم ....لقد احزنتني كثيرا ....رحم الله والدتك واسكنها فسيح جنانه .....اخي اصارحك القول ...انك تعجبني كثيرا عندما تكتب بعاطفتك الجياشة عن والديك رحمهما الله ....وعن العسكر نصرهم الله .... وهذ يدل على طيبة قلبك وحسن معدنك ....ولكنني اخذ عليك حينما تنجر وراء العواطف في ارائك في بعض المواقف ...فقد لايفهم البعض حماسك واندفاعك .... عليك بالتعقل احيانا ....وفقك الله

7) تعليق بواسطة :
25-05-2011 07:20 PM

كيف يتحمل القلب كل هذا الحزن
رحم الله الوالده اظنها تبتسم كلما نشر لك مقال

8) تعليق بواسطة :
25-05-2011 07:27 PM

يا ابن الجنوب الزلمه بده يعيش عشان تعيش لازم تنافق وتمسح جوخ

9) تعليق بواسطة :
25-05-2011 11:36 PM

نفاق و تزلف ....كتبت لعوضالله و وصفته بانه كركي اكثر منك و عدت و اعتذرت بعد ان ذهب مزراب المال ...و عدت و شمت بابن الرفاعي و من ثم اعتذرت ...و من ثم كتبت قبل ايام عن بطولات و شموخ شاهين و وصفته بالاردني الشجاع ....يا اخي ان نهاية النفاق وخيمة وخيمة ....انت احرقت جميع مراكبك و لم يعد لك الا قو قعتك ....اصبحت معروفا بالقلاب و من هذا الاسم تصل لشبيهك

10) تعليق بواسطة :
26-05-2011 04:47 AM

اخي ابن القرية عبدالهادي ابن العادات والتقاليد البدويه النقية التي لم يشوبها شائب ولم تغيرها انماط الحياة الزائفة... دائما تعيدنا بافكارنا سنينا طويلة الى الماضي عندما نقرا كتاباتك...لك تحيات مني من صفاء القرية وهدوئها ونقاء هوائها في هذه الساعات الهادئه ساعات الفجر حيث لا اسمع الا صوت الدياكة ونباح ...ادامك الله يا اخي ولا جف قلمك و رحم الله والدتك ام الرجال ورحم امهات المؤمنين كافة

11) تعليق بواسطة :
26-05-2011 06:46 AM

عبدالهادي يتهم من البعض بانه يدعم النظام السوري؟ المضحك في الامر هو رداءةالمفردات وضيق في الافق والسبب ان الجميع تاخذه عاطفه هوجاء دون تغليب مصلحة الوطن واعطائها الاولويه مانقرأه عن هذا الكاتب بانهنبض الشعب وخبزه ومائه ومصيره لذا لديه من سعة الافق مايجعله عراب العشق السرمدي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012