أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


بدون سيناء لا دولة فلسطينيّة؟

بقلم : د.عادل محمد عايش الاسطل
24-05-2016 08:12 AM

شكلت قضيّة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948، والتي تأسست على أيدي الصهيونية العالمية، المشكلة الأصعب على النطاق الدولي، باعتبارها قضية غير تقليدية، وخاصة بعدما رفضت إسرائيل قرار الأمم المتحدة 194، والقاضي بحق اللّاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم، حيث تواترت الاقتراحات، وتبعاً للظروف السياسية والميدانيّة، بأن يتم توطينهم بصورةٍ نهائية في مكان يتم الاتفاق عليه بين الدول المنخرطة في الصراع العربي- الإسرائيلي.

الدول العربيّة، والتي تم ترشيحها لاستقبال أولئك اللّاجئين، وخاصّة مصر، الأردن، لبنان، العراق، السودان، وغيرها، لم تتأخر عن موافقتها في احتوائهم، وكانت الدوافع إلى تلك الموافقة، هي العوائد الماديّة، والحصائد الاقتصاديّة، التي ستعود على الدولة المستقبلة، وسواء من حيث دفع الأموال إلى خزائنها، أو تلك التي ستستمر باتجاه تحسين ظروفها الاقتصادية والسياسية، والتي ستقوم الدول الكبرى والمُنظمة لعملية التوطين بالوفاء بها، وسواء من خلال إنشاء مشروعات (قوميّة) عملاقة، أو بمنحها امتيازات سياسية ودبلوماسية أخرى.

اعتاد الفلسطينيون على رفض أيّ أفكار أو مخططات توطينيّة متى تم الحديث بشأنها، لكن ذلك الرفض لم يكن عائقاً أمام تطوير أفكار ومخططات، والتي تتصل بحلّ القضيّة الفلسطينيّة برمّتها، والتي كان من أهمها، هو إنشاء دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء، وهناك من ذهب إلى أن المخططات والخرائط اللازمة لهذا الغرض، قد تم إعدادها منذ أزمانٍ سابقة، باعتبار منطقة سيناء، هي المرشحة الأفضل لاحتواء تلك الدولة.

واستناداً إلى الأوضاع السياسيّة والأمنيّة الراهنة، فإنه يمكن القول، بأن هذا الوقت، هو الأنسب لتحقيق تلك المخططات، كي تكون حقيقة واقعة، وذلك بناءً على انقطاع الأمل في تحقيق حلّ الدولتين، واليأس الكبير من الحصول على حق العودة أو أي أجزاءٍ منه، وفي ضوء حاجة المصريين الماسة لمثل ذلك الحلّ، وسواء من حيث الاحتياجات الاقتصادية، أو الدواعي الأمنيّة أيضاً وعلى نحوٍ هام.

فالاقتصاد المصري يحتاج إلى نقلة خياليّة، كي يقوم على ساقيه، سيما وأن البلاد تعاني أزمات لا حصر لها، ولا أمل في وقفها مستقبلاً، كما أن الأمن المصري لا يزال يرزح تحت حرب استنزافية، أصبحت مثاراً للقلق، إضافة إلى أن أي تحديث فلسطيني منفرد ضد إسرائيل، كالتوجه إلى مجلس الأمن بشأن تحديد موعد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة، أو مُقاضاة إسرائيل بشأن اقترافها جرائم حرب، يمكنه أن يؤدي إلى إشاعة العنف داخل الأراضي الفلسطينية، ليتدحرج نهاية الأمر إلى سيناء المكتظّة بالمواجهات اليوميّة الّدّامية.

إضافةً إلى ما سبق، فإن هناك مصادر إسرائيلية، تقول: بأن الرئيس المصري 'عبد الفتاح السيسي'، هو بنفسه الذي اقترح استضافة الدولة الفلسطينية، وذلك خلال لقائه السابق، مع الرئيس الفلسطيني 'أبومازن' والذي بحسبه، وجود إمكانيّة التخلّي عن مساحة تقارب 1600 كلم2 لصالح الدولة، وطلب منه دراسة الخطّة بجدّية، وعلى عاتق (بدون سيناء، لا دولة فلسطينية). وبالمناسبة، فإن المساحة المعروضة والمحاذية لحدود قطاع غزّة، هي ذاتها التي تشهد أعلى نسبة انعدام أمن، وهي النسبة التي تُشجّع باتجاه التخلي عنها.

هذا المقترح، يُعتبر الأعلى قبولاً لدى جميع الأطراف المعنيّة، وذلك استناداً إلى ما لديها من أمالٍ حيويّة، تتفوّق بأضعافٍ مًتجددة على أي أزمات أو متاعب تابعة، وسواء بالنسبة لمصر أو واشنطن أو اللجنة الرباعية أو الجامعة العربية، أو الاتحاد الأوروبي، أو الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم، خاصةً وأنه سيتمخّض عن دولة مُعترف بها، وستجمع اللاجئين الفلسطينيين الراغبين في اللجوء إليها.

توجد أخطار في حال تم تطوير العمل بهذا الاتجاه، لكن الأطراف الرّاغبة في تنفيذه، لن تكون مستعدّة بالسماح لأي جهة وسواء كانت في الشرق أو الغرب، بأن تقوم بالإعلان عن تلك الأخطار أو عمّا يتصل بها، بسبب أن تلك الجهة، لن تكون مسموعة بأي حال.

خانيونس/فلسطين


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-05-2016 09:23 AM

حالياً لا توجد لدى معظم اللاجئين الفلسطينيين في الشتات اية رغبة حقيقية وعملية بالعودة لفلسطين ،سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة ،وحتى لو تحررت فلسطين من النهر الى البحر ،اي ان اسرائيل وتجاهلها لحق العودة ليس العقبة الوحيدة امام تطبيقه ،بل الفلسطينيون انفسهم ،كثير منهم قد رتبوا حياتهم خارج فلسطين ،ولذا تجدهم في الاردن مثلا ،منهمكون بالبحث عن المزيد من الحقوق السياسية ،حتى لو اضطروا للاستعانة بالسفارات الغربية المعادية لهم ،واعتقد ان هذه مشكلة كبرى تواجه اية جهود وطنية لتفعيل حق العودة

2) تعليق بواسطة :
24-05-2016 09:54 AM

هذا الخبر
إن كان له مصداقيةٍ وإن كانت محدودة
وهو كما توقعنا في تعليقاتنا ستكون غزة حكم ذاتي موسع مرتبطه مع مصر بفدرالية شكليه مما سيعطيهم أجزاء من سيناء لتتسع الراغبين من الإنظمام لها على قاعدة الريحه ولا العدم
اما بخصوص اللاجئين في الاردن
سيتم دمجهم وإعطاءهم شيء معنوي وهو الفدرله على مبدأ
أنظروا بات لكم دوله مرتبطه بالاردن إذهبوا لزيارتها متى شئتم ناموا كلوا صلوا وإلى تل أبيب إسبحوا
لكن الارض والأمن والسلام لإسرائيل وأقيموا تجاراتكم واسرائيل باتت عربيه واليهودي صار سني
ويونس كافر مرتد رجعي

3) تعليق بواسطة :
24-05-2016 11:06 AM

السيد العتوم
دوما أطلع على تعليقاتكم المميزه
لكن هنا دعني أختلف معك بجزئيه هامه
[عن المنهمكين عن المزيد عن الحقوق السياسيه]
هؤلاء يا سيدي حفنة من حمولة باص 10 ركاب , لا يمثلون شعب فلسطين
ثم لا يجوز إسقط الجزء على الكل ونحكم
لا الشعب كل الشعب الفلسطيني يسعى أن يعود إلى فلسطين حبوا وزحفا
لكن الله غالب كما قال الليبيين
أنظر كل دول العالم وشعوبها وعنزاتها وجلباتها ورعيانها وثعالبها وذئابها وكلابها وأفاعيها
ووو الكل يخدم إسرائيل ويحميها
فكيف سيعود اللاجئين
لهذا لهم طلب تحت عرش الرحمن طلبا للعوده

4) تعليق بواسطة :
24-05-2016 12:12 PM

اخي يونس
رغم ان مجلس النواب اصبح عاجزا ومتخلفا عن انجاز اي شيء ،ومعظم اعضائه وصلوا إما بالمال السياسي او التزوير ،إلا انه للاسف الشديد وكما قالت النائب رولى الحروب ،فإن اغلبية المؤيدين للتطبيع واقامة العلاقة مع اسرائيل هم من النواب الفلسطينيين ،كالعطي والحجوج والدوايمة وغيرهم ،وهؤلاء لو ترشحوا مرة اخرى لفازوا بثق ابناء القضبة في المخيمات ،اي انه وبكل صراحة اصبح الجميع من النواب والنخب في خدمة المشروع الصهيوني
وقبل اسبوع اعلن عن دراسة تؤكد ان ستة ملايين لاجيء لا يرغبون بالعودة فليسوا حمولة باص

5) تعليق بواسطة :
24-05-2016 12:15 PM

طيب وين صواريخ هيفا وما بعد هيفا

6) تعليق بواسطة :
24-05-2016 12:47 PM

مراقب صووايخ هيفا مشغولة بقتل اطفال سوريا القدس تمر من الزبداني كما قال نتنهم الاصغر دجال الضاحية

7) تعليق بواسطة :
24-05-2016 01:38 PM

السيدالدكتور محمد الله مصلي وسلم على سيدنا محمد المحترم العتوم
أنا لا يعنين لو ذهب 300 مليون عربي ولمعوا أحذية إسرائيل مقابل الرضا
أن يبقى إنسان واحد فلسطين + عربي + مسلم يقفون بوجه إسرائيل
هنا سيستنبت من نسلهم الله أمة عربيه مسلمه حديثه تحقق أمنيتك وأمنيتي
أما حملة الباص فهؤلاء أدوات دول مستعربه تستميت لفتح علاقاتها مع إسرائيل وهؤلاء الأدوات أغطيتهم ليتسترون بهم
وال 6 ملايين أنت تعرف وأنا أعرف فهولاء خراف تسير خلف باقة برسيم
هم ليس همهم هؤلاء
همهم أنت وأنا ومن هم من شرفاء العرب
الرافضون للخنوع

8) تعليق بواسطة :
24-05-2016 10:23 PM

ولا استقلال لاي دوله عربيه على رأس الدول العربيه مصر هههههههه العروبه الكبرى .

9) تعليق بواسطة :
26-05-2016 09:55 AM

يعلم البعض كيف يتم تعيين النواب وتحديدا من ذوي الاصول الفلسطينية في مجلس النواب !! ولماذا يتم تعيينهم و اعتقد مسبقا وسلفا أنهم سيعودون الى المجلس القادم لكي يكملوا المهمة - بالرغم أنهم لايمثلون سوى عائلاتهم -.المراقب لعلاقة اسرائيل بالانظمة العربيةالحالية يجد بأن دور اسرائيل يتعزز وموضوع عودة الحقوق العربية بات غير ضروري المهم لايحصل معهم كما حصل للعراق وسوريا .اذن الشعوب هنا لاعلاقة لها فيما يجري لامن قريب ولا من بعيد." وعاشت الديمقراطية العربية "

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012