أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


القديش

28-05-2011 05:00 AM
كل الاردن -


 
د نضال  شاكر  العزب
 
لابد   من   أن  نزف   البشرى   الساره   للشعب   فلقد  انهينا   مرحله   الاقتصاد   الزراعي   والصناعي   والخدماتي بفشل
  ...ولم   يبق  لنا   سوى    -   شراء   -  دكتوراه   مجلدة   جاهزه  ...وانتظار   هاتف   يبشرنا   بالمقعد   الضخم   المريح....
*****
 
 
أقول  وأنا   اتأمل   الحصاد  في  قاع  الوادي ....من  حي   كله   اسمنت  _ اصم أبكم  _  لا  نمط معماري له ولا حياه  ولا  هويه!!!! ...يخنق  الجار   جاره  ويسور عليه  ...ولم   تعد   نسمه   حره   ترتعش   وتوقظ وتعلن  الصباح  تجدد  الذكرى بالأمل ،  لم   يعد   اولادنا   يعرفون   الصاع  ، ولا  يخيطون   شوال    ...ولا   يفعلون   اي   شي   منتج   ....
******
 
لكن  حصادا    واحدا وحيدا  شريفا ....  يعمل   في   الوادي القريب -   اشعل  الذكرى _    والباقي كلهم كلهم  ...  نيام   يتشاكون الازمات    ...!!!  " وحيد ”  يعانق   السنابل ويشم   طيب  الارض- عطرها _ ،  الارض   اشتقت   اليها   ولطبق  القش   ...ولابريق   شاي  عالحطب .......إنه   الحصاد   المبشر   واليد العليا    والرزق  الحلال الطيب الذي   لا  يختلط   بظلم   واعتداء   وتهريب  اموال   وتحرش   بسكرتيره ....
*****
 
أيكون   موسم   الحصاد   يمر  علينا   ولا  يحيينا ...الحصاد أغنيه   وبشاره  ....والغمار  لحن    ولم  السنابل  ذهب   الارض ...ورائحه   التراب -  التي     اشتاقت   واشتقنا   اليها  ...والعونه    الشباب  والشيوخ   والنساء   ....ولمه   الاهل  والعيون  السود ...غادرتنا   وغادرنا   المشهد    ولكن  دون    مشهد   أخر   لمصنع   مثلا  ....فلا  نحن   مع   الجلد  ولا  مع  اللحم  ....
 
الى  غير   رجعه   غادرنا   الحصاد   فمن   يعرف    -  الحصيده  -؟؟؟   اتعرفها  الصبيه   أم   الشاب   الذي   يتحسس من  الغبار ...بشعره  القنفذي...؟؟؟؟
ايها   الساده؟؟ ...إنه   الحصاد   ...  هي  نهايه   الموسم   وتسديد   الديون    وشراء   مدرقه   وثوب   جديدين   ....فرح   و زفاف  ولقاء   الاحبه....  ورغيف   خبز   لم   يعبر   طحينه   البحار ولا  نعرف   كم   فأر  عاش  وعاث   فيه .... رغيف   من  كرامه  ...وزند   اسمر   لوحته  الشمس   لا  يتمايل   _  كالخنثى _
ولكن    وقبل   الحصاد    لا    بد   من   ذكر    ذاك    الحصان الاشقر   المدلل   الذي   وبفعل    الازمه   الاقتصاديه    لم   يعد   هنالك   من   يسوسه   ويعتني  به -  اقصد   خياله  وفارسه  فأهمله   محولا   اياه   لرتبه   القديش   ومهددا   اياه   بالقتل   ان   فتح   فمه   محتجا  ،فصمت   الحصاد   واعتقد   الناس   انه   اصيب  بالخرس ...لكنه   مهان   في   زمن   لا  يعرف   الخيل   واخلاق   الفرسان   ووقفات   العز   ................
   فتحول   الفارس الى   عاطل   عن  العمل ...يتحركش   بما   لايعنيه    من  شطف  ومسح   وتكنيس   ونسي   مفردات  المروءه   والايثار   والوفاء   وطلقته   زوجه   دون   إعلان    فانزوى   يبعث   في   الفضاء  شر   سيجارته   هو   يعاتب   القديش  الحصان   سابقا   وهو   يعاتبه   ،  طلق   أخلاق   الفرسان  وتحول   الحصان   الى   اعمال  مهينه  ...واصطلى   جلده   بعصاه   لوز   - مر  -  قاسيه   ومع  الاهانه   وساعات   الحراث  المضنيه _  فقد   اسمه  _   وجرب  جلده  واستكثروا   عليه   مربطه   ولجامه  ؟؟؟  فاعتلاه   الصغار   ...وشاب –شيبه  مهينه -  اصبح  مطيعا   لا  يحمحم   يمشي   لا  يدري  الى   اين   ؟؟؟   لأنه   صار   اكثر   طاعه   ....منكسا   رأسه!
لا  تحزن   ايها   الفارس  ....لا   أخلاق    الفرسان   تنفع   ولا   شجاعه   الشجعان   ولا   إغاثه   الملهوف .....
*********
عذرا   ايها   الساده   _ أمه  تأكل   مما   لا   تزرع   وتلبس   مما   لا  تصنه   لا  تستحق   البقاء  ...وهي  زبد   راب  _بين  الأمم _   لا   يمكث   _فقاعات   _  لا  تنفع   الناس  وظواهر   صوتيه   تطلب  الاحسان  وتستجدى   وتفرك   يديها   تلك   الامه   التي   لا  تزرع   -داليه   ولا   تينه !!!!   لا   حصاد   لها   ولا  نسيج   و...لبن   في   ثدي   بقرتها....
 
Nedalazab.blogspot.com
 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-05-2011 06:09 AM

تلك الامه التي لا تزرع -داليه ولا تينه !!!! لا حصاد لها ولا نسيج و...لبن في ثدي بقرتها....

2) تعليق بواسطة :
28-05-2011 06:23 AM

شكرا للكاتب المبدع دوما فلقد اعادنا بذكريات الماضي ولرائحة الارض الطيبة .. رائحتها عند الحراثة ورائحتها عند سقوط حبات المطر عليها وارئحتها عند ظهور سيقان القمح والشعير والعدس منها وانطلاقها الى الاعلى نحوالسماء لتشرب النور .. نور الشمس وتخلطه مع الهواء وتمتص الماء من الارض لتزهر وتعطي حبات الحياة والكرم والعزة .
قرأت بالامس قولا لشيخ الثوار عمر المختار " نحن لا نستسلم .. نحن نموت او ننتصر " .
هذه الارض شاهدة علينا ولنا ..واطلب قراءة الفاتحة على روح غابات الاردن وبالاخص على غابات برقش الموجودة حاليا في غرفة الانعاش بانتظار قرار اصحاب القرار للرفع التدريجي لاجهزة التنفس والغذاء

3) تعليق بواسطة :
28-05-2011 07:01 AM

ذكرتني بتلك الايام الخوالي , ايام الدراس والمذراة, ايام الاغاني والهجيني . وكما قال وديع الصافي : ايم كان الغمر خلف الغمر.
ولكن الا ترى ان سياسات الحكومات المتعاقبة في ابدال الزراعة بغابات الاسمنت . والبنء العشوائي الذي لم يترك قطعة ارض الا وبنوا فيها؟
ان التخطيط الشيئ هو الذ اوصلنا الى ما نحن فيه والذي سيؤدي حتما الى الفناء.
فالامة التي تاكل مما لاتزرع وتلبس مما لا تنسج وتحارب بسلاح غيرها هي امة ميته.

4) تعليق بواسطة :
28-05-2011 08:18 AM

دكتور نضال ما اجمل كلماتك واسلوبك الذي حرك بنا اشجان الماضي والذكريات الجميله لقد عدت بنا لايام خوالي لا اعرف كيف اصفها كانت بسيطه وهادئه وجميله وقاسيه واقتبس قولك بان الموسم يعني سداد الديون وشراء مدرقه وثوب جديد ورغيف خبز من طحين لم يعبر البحار رغيف من كرامه من زند اسمر لوحته الشمس

5) تعليق بواسطة :
28-05-2011 10:06 AM

يا اخي انت بتكتب كتيير وبكل المواقع ؟؟؟ نفسي افهم متى بتفضى ؟؟
المفروض انك طبيب وتطور نفسك علميا وطبيا واترك السياسة والاقتصاد لاهلها
وارجو ان تتقبل النقد كونك طرحت نفسك ككاتب ويقرا كتابتك الناس؟؟
وشكرا

6) تعليق بواسطة :
28-05-2011 11:30 AM

باتوفيق د.نضال فقد كتبت فأبدعت كما عالجت فتميزت,واني واثقه بأن الامل يتجدد كما الشمس تشرق كل يوم من جديد كل صباح .

7) تعليق بواسطة :
28-05-2011 03:06 PM

اشكر الاخوه على كل حرف

اما ان اجد الوقت فكل الوقت للمعاناه وللاخ الامجد تأكد ان سجلي الوظيفي _ لا تشوبه شلئبه تقصير او اهمال كطبيب وهذا بفضل الله

8) تعليق بواسطة :
28-05-2011 05:06 PM

تلك امه في طريقهاللانقراض ان لم تصحو

9) تعليق بواسطة :
28-05-2011 07:31 PM

جميل ما كتبت ومؤلم كثيرا وجميل ما علق به المجالي وعيسى ،ولو أنه يترجم الى لغات خلق آخر لترجمته الى لغة الطيور والعصافير التي كانت تتشارك الموسم مع الزند الأسمر فتبني أعشاشها وتغني أغانيها وسط حقول القمح الذهبي المتموج ضمن منظومة الخالق الطبيعية الجميلة وكم يكون الأطفال سعداء وقت الحصيدة عندما يكتشفون عشا جميلا مهجورا جميل الحبكة والبناء ويتصلون بالطبيعة وها نحن وبكل فخر وتصميم نتجه بعد أن دمرنا الحقول الممتدة وعجنا رغيفنا البلدي الطيب بالاسمنت والرمل الأبيض نتجه لنقطع أشجار وطننا وندمر برقش ونهمل وصايا الحسين رحمه الله بالآردن الأخضر لنجلس على أرض جرداء نستمتع كما يفعل أهل الخليج بالبر ولكن دون نفط ودون خبز بلدي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012