أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


لماذا عزفوا عن «الاسلام السياسي »..؟!

بقلم : حسين الرواشدة
27-05-2016 12:31 AM
لدي أثلاثة اسباب اعتقد انها تدفع الجمهور المتدين، على اختلاف فئاته العمرية والتعليمية والمهنية..الخ الى حصر وظيفة العبادة التي يمارسونها في العلاقة بينهم وبين الله تعالى في المجال الخاص فقط وعدم الاقتراب من “الشأن” العام والسياسي، بل اعتباره “مضراً” بالعبادة واحياناً رجساً من عمل “الشيطان”.
السبب الأول يرتبط بمفهوم “التدين” الذي استقر لدى اغلبية المسلمين نتيجة تجربة تاريخية وتراث تراكم على مدى قرون، حيث يعتقد كثير من “المتدينين” ان وظيفة الدين هي تحقيق الخلاص الفردي، وان اولوياته تقتصر على اداء العبادات المفروضة والالتزام بالاخلاقيات المطلوبة، ووفق ذلك يتحول “التدين” الى حالة فردية مكانها المسجد فقط، ومداها لا يتجاوز “دائرة” صغيرة من الاهتمامات والمسؤوليات الاجتماعية فيما تبدو “السياسة” والعمل بها خارج هذه الدائرة تماماً، كما يبدو المنشغلون بها مجرد “اشخاص” مختلف عليهم لكنهم – في كل حال – لا يمثلون “الاسلام” وان كانوا يجتهدون داخله، فهم “رجال سياسة” وليسوا “رجال دين”.
السبب الثاني يعود الى “فشل” الحركات الاسلامية العاملة في المجال السياسي باقناع هذا الجمهور، المتدين بأن السياسة جزء من الدين، وبأن مقاصد الاسلام تتجاوز الشأن الخاص الى المجال العام، وبأن اولويات الحرية والعدالة والكرامة تتقدم على عناوين “خلاص الفرد” ورفاهيته واستقراره، والفشل هذا يتعلق بمسألتين: احداهما على صعيد الخطاب، حيث ما زالت “فكرة” السياسة وكذلك الدولة والحكم “ضامرة” تماماً في فكرنا الاسلامي، وهي موجودة في الادبيات الاسلامية لا في كتب الفقه ولا في الدعوة، صحيح اننا بدأنا نسمع عن خطاب جديد تحت لافتة “السياسة الشرعية” لكن ما زالت كثير من الاسئلة حول “السياسة” في الاسلام معلقة ولم تحسم الاجابات عنها. أما المسألة الاخرى فتتعلق بفشل بعض التجارب الاسلامية في الحكم، مما اعطى انطباعاً لدى الجمهور المتدين بأن هؤلاء مثل غيرهم، وبأنهم لم يفهموا الدين لكي يمارسوه على أرض الواقع، فيما رأى آخرون ان الافضل للدين ان يبتعد عن السياسة.
أما السبب الثالث فيتعلق “بالبيئة” المحيطة، سواء أكانت على السلطة أو خصوم المشروع الاسلامي أو “ارساليات” الاجنبي أو العوامل السياسية والاقتصادية التي عملت – جميعها – على تخويف “المجتمع” من الاسلام السياسي، وعلى استخدامه “كمسطرة” للحكم على قبول الولاءات أو رفضها، وتوزيع المكتسبات أو منعها، ولهذا ابتعد بعض جمهور “المتدينين” عن هذه “الساحة” المفخخة، وآثروا ان “يعبدوا” الله ويتقربوا اليه في مجالات أخرى، فيما اقتنع غيرهم من “المتدينين” بخطاب “البيئة” التي تعمل في هذا الاتجاه فانحازوا ضد “الاسلام السياسي” واعتبروه محرماً وغير جائز أحياناً، أو انه ليس جزءاً من الاسلام على أقل تقدير.
هذه الاسباب والعوامل وغيرها اجتمعت وشكلت حالة “انقسام” وسط جمهور “المتدينين” وبالتالي اصبحنا امام نمطين من أنماط التدين يصعب فك الاشتباك بينهما، كما يصعب الجزم بصحة أحدهما وخطأ الآخر.
اذا سألتني لماذا لم ينجح “الاسلام السياسي” في تجربة الحكم فأجيب على الفور بأن السبب الأبرز والأهم هو عدم قدرة من يحملون مشروعه على الوصول للمجتمع بفهم حقيقي “للتدين” ومقاصد الدين، وبناء المجتمع والانسان على هذا الفهم، فقد وصلوا للحكم قبل أن يصلوا للمجتمع، وحملوا السياسة باسم الدين قبل ان يتحققوا من أن جمهورهم “المتدين” قد أدرك مقاصد السياسة في الدين، وبهذا خسروا نصف “جمهورهم” من المتدينين، فيما أصبح النصف الآخر عبئاً عليهم لأنه لم يستطع ان يتجاوز مصلحة التنظيم لمصلحة المجتمع الذي ضل طريقه اليه.

(الدستور )

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012