بقلم : آية احمد العبادي
27-05-2016 11:08 PM
1= في مدينة لندن
في شوارع مدينة الضباب (لندن) شاهدت مظاهر الحياة البسيطة التي قوامها التناغم الهضيم الذي يحوي كل الاعراق والجنسيات والاديان بكل وئام وانسجام يحكمهم القانون والعرف العام ....
حيث لا فرق بينهم من حيث العرق والدين والجنس واللون والملبس والثقافة. لان المهم هو العمل والالتزام بالقانون العام وعدم التجاوز على الاخرين .
وكأي فتاه عربيه شرقيه لا تخلو من الفضول للتعرف على نمط حياة الاناث هناك، دخلت في مجتمع النساء. فوجدت كم يحظين باحترام تلك المجتمعات، رغم صعوبات الحياة، وكيف يمارسن حياتهن بكل مثابرة واجتهاد دونما شعور بعقدة التهميش والنقص والتبعية والاقصاء الذي تتعرض له المرأة العربية المسلمة في الشرق.
2= التعامل مع النسيج المتنوع في لندن
دخلت ذلك العالم وكلي فضول لأنني انوي مع سبق الاصرار الكتابة عنه ذات يوم، فوجدت سلوكا حضاريا في ان المرأة في المجتمع الغربي، وبغض النظر عن دينها وثقافتها وذوقها في اللباس تستطيع تحقيق طموحاتها باجتهادها وجدها وتعب يديها، وان تجني ثمار نجاحها.
دون ان تجد التنكيد والعراقيل التي نلقاها نحن في مجتمعنا الذي يفترض ان يكون عربيا مسلما محتشما حقا لقد شعرت بالألم، لما تعانيه المرأة المحتشمة المحترمة في مجتمعنا العربي الإسلامي، بينما لا تجد هذه العقد في الغرب، ولا نجد ما تعانيه المرأة في الشرق من التحرش والتهميش والظلم.
وازداد حزني وانا اعرف حالات كثيرة في بلدي من المعاناة والابتزاز من اجل لقمة العيش، وما تعانيه الفتاة الشرقية من الملاحقة والظلم وويلات مجتمعنا الذي أوقع ظلما كثيرا على المبدعات المستورات من النساء المحترمات، ولكنه بالمقابل أغدق بسخاء وبدون وجه حق على كثير ممن تجردن من الحياء والاخلاق والقيم والعفة والتعفف، فأخذن حقوق غيرهن دونما وجه حق سوى حق التنانير القصيرة واللباس الضيق غير المحترم .
3= في الغرب تطغى الكفاءة على ما سواها
وجدت في العالم الغربي الانفتاح والحرية والثقافة والجدية وتكافؤ الفرص، وتبادل الثقافات بكل احترام متبادل وتواضع، مجتمع يقوم على سعة الصدر وتقبل الاخر بعيدا عن العنصرية، كل منهم يغرف حدوده وحقوقه، فتكون قيمة الانسان لفكرة وثقافته وانجازه وليس للتنانير القصيرة والملابس الضيقة.
ومن خلال متابعتي رأيت النساء الجادات المثابرات يصلن في الغرب الى اعلى المراتب سواء في العمل او الدراسة، وفي مجالات الحياة المختلفة، يصلن بتعبهن ومثابراتهن وكفاءتهن، فلا دلع ولا تصنع ولا لباس ضيق ولا ابتذال ولا تنانير قصيرة تلعب براس مسؤولها ليعطيها حق الاخرين.
4= لا توجد فرصة للمرأة العربية رغم مؤهلاتها المحترمة
ومن خلال ما رايته من انجاز المرأة الغربية بسبب عدم وضع العراقيل امامها، تحسرت على واقع المرأة العربية، وبخاصة تلك اللواتي يملكن المهارات ومستويات التعليم والخبرات والاختصاصات في كافة الجوانب الحياتية والعلمية، لكنهن لا يجدن التقدير ولا تحصل أي منهن على حقها إذا كانت محترمة محتشمة جادة ثقيلة.
في مجتمعنا تلعب التنانير القصيرة دورها في القرار وتقرير مصير الأشخاص والفتيات المحترمات على حساب المؤهلات والأخلاق والكفاءة والالتزام.