سيكون للتسوية التي عقدها البنك العربي مع مدعين ضده في الولايات المتحدة الاميركية نتائج ايجابية على البنك والقطاع المصرفي والاقتصاد الوطني.. ولكن !.

بانتظار مزيد من الإفصاح يصدر عن البنك العربي لتوضيح الصورة بشكل أكثر تفصيلي يعلن عن المبالغ المالية التي ستترتب على البنك ويمنح المساهمين والرأي العام تفاصيل اضافية حول سير هذه القضايا وما اذا كان الباب سيغلق بعدها في وجه أية قضايا مماثلة ، يمكن القول إن الإتفاق الذي توصل اليه البنك لعقد تسوية دعوى في الولايات المتحدة اتهم فيها بتمويل الإرهاب خطوة إيجابية ستعفيه من مضاعفات خطيرة تلحق به وتؤثر على الإقتصاد الوطني في حال صدرت أحكام الإدانة.اختصر البنك هذه المسافات الشائكة التي قضّت مضجعه ومعه الاقتصاد والرأي العام الأردني والعربي على مدى السنوات الماضية، واستجاب لطلب امريكي بحل القضية قبل بدء المحاكمة لكن الأهم في خيار التسويات هو وقف مخاطر غير معروفة قد تتبع صدور الأحكام مهما كانت أحجامها وأضرارها، تتعلق بسمعة البنك وممارسته لأعماله فالبنك ليس مصرفا محليا ولا هو بنك إقليمي، وعالميته جعلته محط أنظار كثير من المؤسسات الدولية ومركز اهتمام كثير من الإقتصاديات العالمية، وقاعدة مساهميه تجاوزت محيطه في اتساع شاسع.

لم يحمل الافصاح المقتضب أية إيضاحات عن حجم التسويات، لكنه بحسب معلومات غير رسمية لن تصل الى حجم المبالغ التي يجري تداولها في إطار الأحكام المتوقعة في حال التعويض وهي كبيرة لكن بصرف النظر عن القيمة المالية لمثل هذه القضية، فإن ما كان سيتبع صدور الأحكام فيها بالإدانة أشد ضررا على البنك وعلى الإقتصاد الوطني بشكل عام.عقد التسويات ليس اعترافا بالجرم، فالإتهامات لم تكن تستند الى قضية جوهرية، فالبنك قدم خدمات مصرفية روتينية وفقا لأحكام القوانين والتشريعات المعمول بها فى كافة المناطق التى يعمل بها. لكن اتجاهات إدانة البنك لها اسباب سياسية رأى المدعون فيها نافذة لابتزاز البنك القوي.

البنك العربي يملك احتياطات كبيرة، ووضعه المالي قوي جدا ويستطيع ان يتحمل اي هزّات وهو ليس ملكا لشخص أو لعائلة، وهويته الأردنية والعربية الوطنية حازت ثقة المودعين والمساهمين والمؤسسات المالية والحكومات على حد سواء، فهو اليوم يمتلك شبكة مصرفية عربية دولية بأصول تتجاوز 50 مليار دولار، وأكثر من 600 فرع في 30 بلدا عبر القارات الخمس، وحضور في الأسواق والمراكز المالية الرئيسية في العالم.

بانتظار ايضاحات شافية وهو ما لن يتأخر البنك كعادته في اطلاع الجمهور عليها.. نأمل ان يكون المصرف العربي قد تخلص من هذا الصداع.
.qadmaniisam@yahoo.com