أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


لماذا الملقي؟

بقلم : د.محمد ابو رمان
30-05-2016 01:37 AM
المهمة السياسية لم تعدّ -عملياً- من اختصاص الحكومات؛ فقانون الانتخاب موجود، ونظام توزيع الدوائر أُقرّ، وهناك هيئة مستقلة تدير الانتخابات، وحسابات لم تعد معنية بها الحكومات. وثمة إعادة توزيع وهيكلة للأدوار داخل 'السيستم'، بخاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، جعلت من مهمة رؤساء الوزراء أقرب إلى إدارة الحياة الاقتصادية اليومية، وحكوماتهم ذات طابع تكنوقراطي. ومن المستبعد أن يثور رئيس الوزراء الجديد د.هاني الملقي، ضد هذه الصيغة!
لذلك؛ فإنّ المهمة الرئيسة لحكومة د.الملقي، هي في الحقيقة اقتصادية، في ظل شعور بالقلق الشديد في الأوساط الرسمية والاقتصادية من الأوضاع الراهنة، وارتفاع سقف التوقعات فيما يخصّ المجلس الاستثماري الذي أُسس ليتخصص بالاستثمارات السعودية المرتقبة، وفي الوقت نفسه مراجعة ما تمّ إنجازه وتحقيقه فيما يخصّ مخرجات مؤتمر لندن لدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين.
إذن، جاء د.الملقي على خلفية المهمة الاقتصادية، بعد أن كانت هناك أسماء متداولة في التكهّنات والتحليلات السياسية، في مقدمّتها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، على الخلفية نفسها. لكنّ يبدو أنّ الخيار استقرّ على د.الملقي لأسباب متعددة، في مقدّمتها إعطاء الفرصة الكاملة لانتظار الاستثمارات السعودية الموعودة، التي من الممكن أن تحرّك عجلة الاقتصاد!
د.الملقي عمل في الحقل الدبلوماسي على مستويات عدة، بين سفير ووزير للخارجية، كما حمل حقائب اقتصادية في حكومات سابقة (وزيراً للمياه، للطاقة، للتموين والصناعة والتجارة). لكن يقال إنّ تجربته في العقبة الاقتصادية هي التي حملته إلى سلّة الرهانات والخيارات المتاحة والمطروحة.
الفترة الأولى من حكومة الملقي ستكون بلا ضغوط نيابية أو سياسية كبيرة. وستعمل الحكومة بأريحية أكثر لتنفيذ أجندة اقتصادية، وسيطلب منه التفرغ لهذا الجانب. وهذه الفترة نفسها ستكون 'اختباراً' للرجل، ومدى قدرته وكفاءته على الاستمرار، كما حصل مع حكومة د.عبدالله النسور، بعد الانتخابات النيابية المقبلة. فمصير الحكومة مرتبط بأمرين؛ الأول الاستثمارات السعودية والخليجية. والثاني، أداؤها وقدرتها على معالجة القضايا اليومية والإدارية اليومية، والتعاون مع السلطات الأخرى في الدولة.
ماذا سيفعل الملقي لإعادة تأهيل مخرجات مؤتمر لندن، التي حملت سقف توقعات مرتفعاً في البدايات، ثم بدأ بالتبدد والتلاشي مع مرور الوقت؟ وماذا يمكن أن يفعل لتوفير البيئة المناسبة المطلوبة للاستثمارات السعودية، ولإنجاح عمل المجلس المشترك الأردني-السعودي، في ظل سقوف مرتفعة أيضاً من التوقعات؟
من المفترض أن يبقي د.الملقي على عدد من الوزراء 'التكنوقراط' من حكومة د.النسور، ممن أثبتوا وجودهم، وأمسكوا بملفات حيوية ومهمة، وفي مقدمتهم وزير المياه ووزير الطاقة ووزير الزراعة ووزير البلديات ووزيرة الاتصالات ووزير الصحّة. وعلى الأغلب، سيبقى وزيرا الخارجية والمالية. لكن من المتوقع أن يتغيّر وزراء الثقافة والعمل والصناعة والتجارة.
من المتوقّع أن يتم دمج حقيبة الثقافة بالشباب، بعد أن نما إدراك في أوساط مراكز القرار العليا بأنّ هناك ضعفاً في الاتصال بين الدولة وجيل الشباب الذي يواجه أخطار التطرف والمخدرات وضعف الهوية الوطنية الجامعة، ما يعطي أيضاً أهمية لحقيبة وزارة الأوقاف ودورها المطلوب في المرحلة المقبلة.
يبقى أنّه بالرغم من 'تحجيم' دور الحكومات واقعياً، ومن وجود شخصية لها وزنها في رئاسة الهيئة المستقلة للانتخاب، د.خالد كلالدة، فإنّها -أي الحكومة- دستورياً وأدبياً، هي المسؤولة عن نجاح الانتخابات ونزاهتها أو العكس. وهو ما على الرئيس الجديد وحكومته أن يدركاه جيداً، بخاصة أنّ والد د.هاني الملقي كان أول رئيس وزراء في عهد الملك الحسين رحمه الله، واعتبرت حكومة والده إحدى أكثر الحكومات الليبرالية في تاريخ المملكة، كما يصفها السياسي العريق إبراهيم عزالدين.

(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-05-2016 01:52 AM

.
-- في بداية عهد الحسين كانت الظروف مختلفه وهنالك من لم يعجبه أن يتولى الحسين سدة العرش

-- وكان لجلالة الملكة "زين الشرف"الرزينة الرصينة ثاقبة البصيرة والمتنزهة عن متاع الدنيا دور في توفير المظلة للملك في تلك الفترة الحرجة ومنها إختيار فوزي الملقي

-- ارجوا قراءة ما بين اسطر الفقرة السابقة

.

2) تعليق بواسطة :
30-05-2016 06:54 AM

هذا شامي شاطر ويعرف كيف يرضي الجميع

3) تعليق بواسطة :
30-05-2016 08:42 AM

لماذا الملقي ؟ سؤال وجيه ،، والاجابه بسيطة رحم الله والده رئيس وزراء الاردن الاسبق ،، اشقائنا الشوام لهم عندنا كوته محترمة ،، لغته الانجليزية فيها لكنة اميركية ،،

4) تعليق بواسطة :
30-05-2016 09:29 AM

رغم انه من الصعب ايجاد سمات كبيرة للاختلاف بين رؤساء الحكومات الاردنيّة – إلا – ان المتتبع لسيرة الدكتور الملقي يكتشف سمة واحدة قد تكون هي (مفتاح) السر لسبب اختياره هذه المرة وفي هذا الوقت ووسط هذه الاجواء للقيام بهذا الدور ...؟؟؟
منذ مجزرة السفراء في عهد حكومة السيد فيصل الفايز وانتهاءا بالعقبة الاقتصاديّة الخاصة تظهر للجميع صفة واحدة وجليّة للرئيس الجديد وهي (الحزم) ، نعم ، هذه الصفة هي التى تلازم الدكتور الملقي ...

5) تعليق بواسطة :
30-05-2016 09:29 AM

نعم ، (الحزم) وسيادة (دولة المؤسسات والقانون) هي سمات ومتطلبات المرحلة القادمة ، و(العدالة) والعمل الجاد وعدم البحث عن الشعبيات الانيّة والمحاباة والمجاملات على حساب الصالح العام والوطن ، والمتتبع لخطاب التكليف السامي لهذه الحكومة يلاحظ ذلك من بين ثنايا الخطاب ...
اذا هي حكومة يجب ان تكون (نزيهة) لتقوم باجراء الانتخابات ، (حازمة) لتقوم بتطبيق القانون وضبط الداخل اولا ثم الحدود ثانيا ، تمشي بخطى ثابتة نحو (دولة المؤسسات والقانون) ...

6) تعليق بواسطة :
30-05-2016 09:46 AM

الرفيق المغترب أصبت كبد كيمياء أطراف تلك الفترة وظروفها ومعطياتها في العائلة المالكة الكريمة - قطعا أنا مواليد 1973م -- ولكني قارىء جيد كما ازعم - قرأت بعمق وكثيرا وتكرارا تاريخ هذا القطر الأردني ضمن سورية الطبيعية وكيف تجسّدت ثورة تم التآمر عليها من الأنجليز أنفسهم - تجسّدت على شكل دولة.

7) تعليق بواسطة :
30-05-2016 10:19 AM

ان صح حدسي لما بين سطور المغترب فعلى الاردن السلام وشتان ما بين الامس واليوم

8) تعليق بواسطة :
30-05-2016 11:13 AM

اتوقع لو تم تكليف مطلق مواطن لتشكيل الحكومة لجاء من يدبج مقالا مثل هذا المقال للاشادة بمناقبيته وانه رجل المرحلة ووو الخ !!!!
في جوارنا كتب احد رجال الدين المعروفين هناك مقالين الاول سماه الخيار الاحمد بتعيين وزير الامن احمد وبعد اشهر اقيل الوزير فطرز مقالا بخليفته سماه الامر الامر الرائف باختيار بن نائف

9) تعليق بواسطة :
30-05-2016 01:04 PM

( قالت يا ايها المﻷ انه القي الي كتاب كريم انه من سليمان)

10) تعليق بواسطة :
30-05-2016 02:16 PM

رحم الله اسامة بن يوسف وناصر النشاشيبي في كتاباتهم عن حكومات ابي الهدى والملقي

11) تعليق بواسطة :
30-05-2016 03:55 PM

بدايه رفع اسعار جديده وضرائب والله ولي التوفيق

12) تعليق بواسطة :
30-05-2016 04:08 PM

لأنه إن خاض الانتخابات لن يحصل على أكثر من خمسين صوتا!

13) تعليق بواسطة :
30-05-2016 10:17 PM

.
-- سيدي، عرب تايمز مع الاسف جهه مفتريه بذيئه التعابير وما ذكره اسامه والنشاشيبي معيب وليس عندهما أدنى دليل وهي مذمه من ناقص

-- انتبه يا اخي لان اسامه فوزي ينفذ أجنده فهو يمتدح دوما السيد حسن تصر الله من مقره في قلب امريكا ، فكيف يجسر على ذلك ولو كان جسورا كيف تتركه السلطات الأمريكيه يفعل ذلك لسنوات ولا احد يسأله ..!!

وللاستاذ العابر الاحترام والتقدير

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012