أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


بريطانيا أكثر انقساما من أي وقت

26-06-2016 01:31 AM
كل الاردن -
بين الفرح والغضب عاشت بريطانيا أمس انقساما اكثر من اي وقت مضى بعد صدمة الخروج من الاتحاد الاوروبي وتجد نفسها امام شركاء اوروبيين يريدون خروجها بأسرع وقت. بعد اربع وعشرين ساعة على صدور نتيجة الاستفتاء، يحاول البريطانيون والاوروبيون استيعاب القرار التاريخي الذي ادى الى تراجع كل البورصات العالمية وكشف عن انقسامات عميقة. في اسكتلندا، حيث صوت السكان باكثر من 60% لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي بينما بلغت نسبة التأييد العامة للخروج بحسب النتائج النهائية، ازداد الشعور بالغضب. واستدعي البرلمان المحلي لعقد اجتماع طارئ للتباحث في عواقب التصويت الذي يمكن ان يؤدي الى استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا.

في لندن حيث تعرض رئيس البلدية السابق بوريس جونسون زعيم حملة الخروج لهتافات معادية عند خروجه من منزله، طالب بعض الاشخاص بغضب ودون قناعة فعلية باستقلال العاصمة التي ايدت بغالبيتها البقاء في الكتلة الأوروبية.
ووقع اكثر من 1,5 مليون بريطاني عريضة موجهة الى البرلمان تدعو الى تنظيم استفتاء جديد حول العضوية في الاتحاد الاوروبي بعد الصدمة التي احدثتها نتيجة استفتاء الخميس. وتعطل الموقع الالكتروني للعريضة البرلمانية لفترة وجيزة بسبب تزايد عدد الاشخاص الذين يضيفون اسماءهم للدعوة الى استفتاء جديد. وتقول العريضة «نحن الموقعين ادناه ندعو الحكومة الى تطبيق قاعدة تقول انه اذا جاءت نتيجة التصويت لصالح البقاء او الخروج اقل من 60% استنادا الى نسبة مشاركة تقل عن 75%، فيجب تنظيم استفتاء جديد».
على شبكات التواصل الاجتماعي، عبر الشبان الذين صوتوا بشكل مكثف من اجل البقاء عن غضبهم ضد الناخبين الاكبر سنا الذين يتهمونهم بتعريض مستقبلهم للخطر. وتساءل البعض «ماذا فعلنا؟».
في المقابل، يواصل معسكر الخروج الاحتفالات التي استمرت طوال الليل بـ»يوم الاستقلال». وعرض زعيم حزب يوكيب المناهض لاوروبا الاحتفال بـ 23 حزيران كعيد وطني، بينما اشادت الصحف المشككة بأوروبا الصادرة السبت وفي مقدمتها «ذي صن» و»ديلي ميل» بـ»شجاعة» الشعب البريطاني.
وزاد اعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاستقالة من الغموض العام. ويبدو جونسون خيارا منطقيا. لكنه وبعد ان كان يحظى بشعبية كبيرة عندما كان رئيسا لبلدية لندن، بات جونسون محط غضب قسم من سكان بريطانيا.
في أوروبا أيضا، ازدادت حدة اللهجة بينما يعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي اجتماعا في برلين لتحليل تبعات الخيار غير المسبوق لبريطانيا.
وشدد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لن يكون «طلاقا وديا»، وطالب لندن بأن تقدم «على الفور» طلبها للخروج.
وسيترتب على لندن التفاوض بشأن «اتفاق انسحاب» يقره مجلس الاتحاد الاوروبي (يضم الدول الاعضاء الـ28) بغالبية مؤهلة بعد موافقة البرلمان الاوروبي.
ولا تعود المعاهدات الاوروبية تطبق على بريطانيا اعتبارا من تاريخ دخول «اتفاق الانسحاب» حيز التنفيذ، او بعد سنتين من الابلاغ بالانسحاب في حال لم يتم التوصل الى اي اتفاق في هذه الاثناء. غير ان بوسع الاتحاد الاوروبي ولندن ان يقررا تمديد هذه المهلة بالتوافق بينهما.
وحمل رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز بشدة على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، واصفا بـ»المخزي» قرار استقالته في تشرين الاول وليس غداة الاستفتاء.
وقال شولتز لشبكة التلفزيون الالمانية العمومية «آ ار دي» انه عندما اعلن كاميرون في 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي او خروجها منه «رهن قارة بأكملها من اجل مفاوضاته التكتيكية».
وعكست عناوين الصحف البريطانية الاختلافات بين اراء الناخبين. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» الشعبية المشككة باوروبا «انه اليوم الذي نهض فيه شعب بريطانيا الهادئ امام الطبقة السياسية المتغطرسة والبعيدة عن الواقع وامام النخبة المتعالية في بروكسل». اما في معسكر مؤيدي البقاء فتساءلت صحيفة «ديلي ميرور» «ما الذي سيحصل الان؟» وأعلن المفوض الاوروبي للخدمات المالية البريطاني جوناثان هيل استقالته من هذا المنصب، معبرا عن «خيبة امله الكبيرة» من قرار مواطنيه مغادرة الاتحاد. وقال هيل في بيان بعد يومين على الاستفتاء الذي قررت فيه غالبية البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي «بما اننا ننتقل الى مرحلة جديدة، اعتقد انه ليس من الجيد ان اواصل العمل بصفتي مفوضا بريطانيا كما لو ان شيئا لم يحدث».
من جهته، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يطرح «تساؤلات في كل العالم»، داعيا الى انجاز هذه الخطوة «بشكل منظم».
ويرى خبراء ان الخيار التاريخي للبريطانيين بالخروج من الاتحاد الاوروبي يعكس «تمردا للشعوب» على نخبهم يهز دول الاتحاد الاوروبي وذهب ابعد منها مثل نجاح دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وقال دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «انه التفسير الرئيس لما حدث: البريطانيو قالوا «لا» لنخبهم. انه تمرد الصغار على السلطة».
ويتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الى ضغوطات متزايدة من أجل تسريع اجراءات خروج بلاده من الاتحاد الاوروبي بعدما قرر الناخبون البريطانيون الخروج من الاتحاد، وذلك في ظل تحذير المسؤولين الأوروبيين في بروكسل من أن أي مماطلة قد تطيل اجراءات ذلك.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي)، فإن جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وصف الوضع الحالي بأنه «طلاق غير ودي»، مضيفا «لم تكن علاقة الحب ناجحة بكل الأحوال». وشدد يونكر على أن الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27 سيستمر بدون بريطانيا. ونقلت الاذاعة عن كاميرون الذي أعلن استقالته من منصبه، قوله انه سيتعين على رئيس الوزراء الجديد أن يتجه بحكومته الجديدة نحو تطبيق المادة 50 من معاهدة لشبونة المتعلقة باجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ووفق الاذاعة، فان كاميرون لن يُدعى إلى اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل، فيما بوريس جونسون، وان عمدة لندن السابق وأحد الداعمين لحملة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، أقوى المرشحين لخلافة كاميرون الذي سيترك منصبه في تشرين الأول المقبل.

«وكالات».

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-06-2016 09:18 AM

اللهم إجعل بأسهم فيما بينهم

2) تعليق بواسطة :
26-06-2016 10:50 AM

الى تعليق1 الله آميين

3) تعليق بواسطة :
26-06-2016 10:52 AM

هدول بسرعه بتفقوا وبحلوا مشاكلهم ياي ياي ياي

4) تعليق بواسطة :
26-06-2016 06:19 PM

الله يفتت شملهم ويدب الخلاف بيتهم ويقسمهم 50 قسم كما قسموا البلاد العربيه.بريطانيا اساس جميع مشكلات العالم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012