أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


رسائل «ذيبان» ودروسها..!

بقلم : حسين الرواشدة
27-06-2016 01:28 AM
انتهت ازمة ذيبان على خير ، لكن اصبح من واجبنا ان ندقق في دورسها, ليس فقط لانها كشفت اسوأ ما يمكن ان نفرزه من الناس حين ندفعهم الى الغضب , ولا لانها يمكن ان تتكرر في مناطق اخرى يشكوا فيها الشباب من البطالة والاحباط , وانما لان ما حدث كان بمثابة “بروفة “ عكست اداء المسؤولين اولا , وحاجتنا الى الوسائط الاجتماعية الموثوق فيها ثانيا , وصدمتنا مما يمكن ان تفاجئنا به “ الوقائع “ اذا ما تعرض مجتعمنا – لا سمح الله – الى اي محنة او كارثة .
ما فعله شباب ذيبان المتعطلين عن العمل , مثل الالاف من شباب بلدنا , كان مفهوما في سياقين على الاقل , الاول الازمة المعيشية التي عصفت بمجتمعنا وارهقت كاهل معظم الاسر التي وجدت نفسها امام مداخيل تآكلت ، وفرص عمل انسدت ابوابها ، وضرائب تتصاعد وتكاليف والتزامات لا حيلة لهم في سدادها او الالتزام بها , اما السياق الثاني فهو الفشل الذي انتهت اليه الخطط التنموية على مدى السنوات الماضية , والوعود التي اطلقتها الحكومات لتحسين الاوضاع الاقتصادية ولم يتحقق منها شيء , وبالتالي فقد الناس ثقتهم بمؤسساتهم وحكوماتهم , وزاد من اتساع هوة الثقة احساس عام بغياب العدالة ( نتذكر قائمة التعيينات في مجلس النواب والاستثناءات التي منحتها الحكومة السابقة للتوظيف في بعض الوزارات والمؤسسات ؟) , ثم احساس اخر بانغلاق ابواب الامل وشيوع اليأس والاحباط , خاصة لدى قطاعات الشباب , وربما تكون صرخات الانتحار التي سمعناها ابرز المؤشرات على ذلك .
حين نصب شباب ذيبان خيمتهم للاحتجاج على عدم وجود فرص عمل لهم , كان يمكن ان نتعامل مع مطالبهم بمنطق الحوار والتفاهم وان نستثمر هذه الخيمة لادراة نقاش وطني عام حول مشكلة الشباب ومشكلة البطالة ومشكلة التعليم , وربما ايضا مشكلة العزوف عن المشاركة في العمل العام ، لاسيما واننا نستعد لموسم الانتخابات البرلمانية .
كان يمكن ان تتحرك الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والاثرياء في بلدنا للتوافق على حلول يشارك فيها الجميع , وتلتزم بها الحكومة والقطاع الخاص , لحماية البلد من تحديات الفقر والبطالة التي تعصف بنا جميعا خاصة في مثل هذه الظروف التي نتعرض فيها لاخطار التطرف والارهاب , ناهيك عن اخطار “ العبث “ التي تسجل دائما في ذمة اشباح مجهولة .
لقد اخطأ الجميع في ادارة الازمة , صحيح ان هذه الحقيقة اصبحت من الماضي بعد ان تجاوزنا هذه الازمة , لكن لكي لا يتكرر ما حدث يجب ان نصارح انفسنا ان هدم “ الخيمة “ كان خطأ , وان هتافات بعض الشباب الذين دخلوا على الخط كانت خطيئة كبيرة , وان غياب العقلاء او تغييبهم بعث برسالة خاطئة وغير مفهومة , كما ان استخدام القوة كبديل للحوار لم يكن في مصلحة احد , خاصة وان ضحايا الدرك من ابنائنا دفعوا ثمنا ما كان يجب ان يدفعوه , هذا بالطبع لو تحركت عجلة السياسة وجنبنا مؤسساستنا الامنية مسؤولية تكلفة حل الازمة او احتوائها .
سنخطئ ايضا لو تصورنا ان ازمة “ البطالة “ تتعلق بشباب ذيبان فقط , وان حلها بالطريقة التي تمت سيعفينا من الذهاب الى جذور المشكله ,ومن التدقيق في خرائط البطالة والفقر والتهميش وغياب مشروعات التنمية وفشل مشاريع التشغيل وصناديقها , هذه الخرائط التي تتوزع على معظم مناطق المملكة .
اهم درسين يمكن ان نستفيد منهما , الاول هو كيف يمكن ان نفرز من شبابنا افضل ما فيهم ,وان نستثمر طاقاتهم بدل ان نهدم طموحاتهم واحلامهم , وكيف نعلمهم ان يبنوا خيمة تحمي البلد لا خيمة تنقض ثوابت الوطن , الم تكن خيم العزاء التي لمت شمل الاردنيين حول الشهداء من ابنائنا افضل شاهد ودليل على ان لدينا شباب نعتز بهم , وهم على استعداد ان يضحوا بارواحهم كرمى لعيون الوطن , ثم الا يمكن ان يكون كل شبابنا من هذا الصنف النبيل , والدرس الثاني ان الرسائل التي وصلتنا من خيمة ذيبان تؤكد (كما اكدت رسائل سابقة عديدة) ان وراء كل ازمة يواجهها مجتمعنا “ انسداد “ سياسي , ذلك ان تعطل عجلات الارادة السياسية سيدفع بالضرورة قطار الغضب والاحتجاج , ويربك المشهد , ويفقدنا السيطرة والتفاهم ثم التوافق على حلول مقنعة .
باختصار , نريد ان نخرج من ازمة ذيبان افضل مما كنا قبلها , فنحن في مرحلة عصيبة لا تحتمل مثل هذه الاستعراضات , وامن بلدنا وعافية مجتمعنا , وكرامة الاردني يجب ان تكون خطوط حمراء لا يسمح لاحد ان يقترب منه ، مهما كان موقعه.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012