أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


عن التمييز ضد الإناث في الميراث وفي العطاء

بقلم : ياسر الزعاترة
02-07-2016 01:59 AM
بعيدا عن السياسة؛ هناك مرض يشيع في مجتمعاتنا العربية، وقد يشمل بعض الإسلامية أيضا، يتمثل في حرمان الإناث من الميراث الذي شرعه لهن رب العالمين، وأسوأ أنواعه هو الحرمان الذي يأتي بتواطؤ الأب والأم عبر توزيع الإرث في حياتهما على الذكور، من دون أن يقلل ذلك من خطيئة الورثة الذكور بحرمان أخواتهم بهذه الطريقة أو تلك.
من المؤكد أن حجم الصحوة الدينية التي شهدها مجتمعنا خلال العقود الأخيرة قد ساهمت بقدر كبير في الحد من هذه الظاهرة، وصرنا نسمع عن قسمة عادلة تتم بشكل مباشر أو في المحاكم الشرعية تأخذ الإناث من خلالها حقوقهن كاملة غير منقوصة، لكن ذلك لم يغير في حقيقة أن هناك الكثير من الظلم لا زال يقع على نسبة من الإناث في مسألة الميراث، فضلا عن جانب آخر يتعلق بالعطاء أثناء الحياة.
ولما كانت المحاكم الشرعية تتشدد في تحصيل حق الإناث (وتشكر على ذلك)، فإن السائد في مجتمعنا يتمثل في سياسة “التخجيل” أو سرقة الحقوق بسيف الحياء، حيث تُدفع الإناث من خلال ذلك إلى التنازل عن حقوقهن كاملة أو جزء منها لإخوتهن، فضلا عن كثير من الطرق التي يعرفها الجميع وعنوانها التلاعب بالحقائق (مسار العدل معروف على أية حال لمن عقد النية).
لا ينفي ذلك بالطبع وجود حالات تتفهم فيها الأخوات أو بعضهن وضع إخوتهن وطبيعة الميراث وطرق تحصيله (أعني تحصيله من قبل الإخوة)، ويتنازلن تبعا لذلك أو بسبب وضعهن الميسور عن جزء من حقهن الظاهر من تلقاء أنفسهن وبروح طيبة، الأمر الذي يستحق الثناء ولا ينبغي لأحد أن يعترض عليه، تماما كما يفعل إخوة يعطون أخواتهم أكثر من حقهن الشرعي حبا وكرما وصلة رحم.
لعل أسوأ ما في الظاهرة التي نتحدث عنها يتمثل في مشاركة الإناث في إيقاع الظلم على بعضهن البعض، حيث تساهم الأمهات مع الأسف الشديد في سياسة تخجيل بناتهن حتى يتنازلن عن حقوقهن لإخوتهن، مع أن بعضهن ربما مررن بنفس التجربة قبل حين من الدهر.
من الصعب حل هذه المعضلة من خلال القوانين، حتى لو كان بوسعها المساهمة في الحل بشكل أو بآخر، وهي كذلك من دون شك، فالإناث غالبا ما يتنازلن خشية المغامرة بخسارة إخوتهن، لاسيما حين يكون الميراث محدودا، مع أن إحداهن قد تكون في حاجة للدينار الواحد، والخلاصة أن الظاهرة موجودة في سائر الطبقات مع الأسف.
هناك ظاهرة أخرى ذات صلة بالأولى، ولعلها جزء منها، أعني حرمان الإناث المتزوجات من عطاء الآباء خلال حياتهم، حيث استقر في وعي أكثر الناس أن العطاء أثناء الحياة لا يكون إلا للأبناء الذكور، بينما تُحرم منه الإناث، وقلما تجد أبا غنيا يفكر في شراء شقة أو سيارة لابنته المتزوجة ذات الوضع الاقتصادي المحدود أو المتوسط، أو مساعدتها في أقل تقدير، وكان وما يزال عرفا أن بيت العائلة (مهما كان حجمه) يكون للأبناء المتزوجين فقط بصرف النظر عن وضع البنات من الناحية الاقتصادية.
يحز في النفس أن تسمع أحدهم يقول إنه يرفض أن تذهب أمواله للغرباء، يعني زوج ابنته وأولادها، بينما يعلم تمام العلم أن هذا المنطق يعني أن “الغريبات”، (زوجات أبنائه) هن من يستمتعن بأمواله، فضلا عما ينطوي عليه كلامه من اعتراض على قسمة رب العالمين العادل الحكيم (يصدر هذا الكلام عن الإخوة بعد وفاة الأب أيضا).
هي قضية بالغة الأهمية نعلم أن بعض أهل العلم يتحدثون عنها بين حين وآخر، لكن التطرق إليها بين حين وآخر في خطب الجمعة والمواعظ والمجالس العامة ينبغي أن يتواصل، مع التركيز على سد ثغراتها في القوانين والممارسة القضائية حتى تنتهي إلى غير رجعة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-07-2016 02:34 AM

حدث هذا،عزيزي الواعظ، عندما تفرغ تجار المنابر للإتجار السياسي ،بدلا من ترسيخ القيم الإسلامية السلوكية النبيلة، فبدؤا بالدعوة والترويج للحركات الاصولية"الربانية" التي لاينطق أمراؤها عن الهوى ، وأنهم ينطقون بغسم السموات العلى0تعالى الله عما يزعمون)

2) تعليق بواسطة :
02-07-2016 02:51 AM

النساء في المجتمع مظلومات ويساعد في ظلمهن القوانين والاساس ان تكون هذه القوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية السمحة التي اعطت للمرأة حقها المشكلة ليست في الميراث فقط لو استعرضت قضايا الطلاق لرأيت العجب العجاب المشكلة ان الجهات التي تتبى قضايا المرأة تديرها جهات خارجية وشخوصها غير ثقات المفروض ان ينبري قضاة متميزون ممن بعيشون هذه المأسي اليومية ويقوموا بتعديل القوانين ومثال ذلك امرأة تزوجت برجل عاجز جنسيا فلا تستطيع ان تبوح بذلك لان عليها ان تمكنه من نفسها لمدة عام كامل هذا بوجود الفياجرا التي تمن

3) تعليق بواسطة :
02-07-2016 04:34 PM

اﻻمثله المحزنه كثيره ولﻻسف يرتكبها كثير من رواد المساجد لدينا او من يطلق عليهم لقب شيخ لمجرد انه لبس دشداشه وارخى لحيته وعلمه في الدين مثل علمي في الفلك .لﻻسف نعبد الله لكن نعبد القرش اكثر اصبحنا عبيدا للفلوس فكم منا رصيده بالمﻻيين واخواته جائعات امثله صادمه اصبحنا عبيدا للمال وساءت بنا الحال .

4) تعليق بواسطة :
03-07-2016 01:06 AM

لا أحد أعدل من الله وشرعه .. البشر لا يعدلون .. أعرف قصصا وقصصا عن حرمان الاناث من الارث وبحياة الوالدين وبمباركة الام العجوز التي عمرها 84 سنه والوالد اللذي عمره 94 سنه .. يا ويلهم من الله .. ظلمه ويتحدثون عن مساعدة الفقراء .. كذابين ومنافقين ..

5) تعليق بواسطة :
03-07-2016 01:19 AM

الغريب ان من يطالب بمساواة المرأة بالرجل في الميراث وغيره ﻻ يعطي المرأة حتى حقها في الشرع نصف ما للرجل .اعرف بعض امثله لهؤلاء الدعاة الكذابون لحقوق المرأة بحرمها من كل شيء بالميراث ويطالب اعﻻميا بمساواتها بالرجل بالميراث ..عش رجبا ترى عجبا وعش رمضان ترى ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012