أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


البطاينه يكتب...على جرس الإنذار رقصنا

بقلم : فؤاد البطاينه
17-07-2016 03:35 PM
استغلت الأنظمة العربية الفلسطينيين وقضيتهم سياسيا وماليا ولم تنصرهم . والشعوب العربية لم تنصرهم . ثم تقطرنت الدول العربية وتعاطفت شعوبها مع القطرنه وبقي الشعب الفلسطيني وحده قوميا كونه لم يعش تجربة سايكس بيكو في دوله خاصة به ولم يدجن ، فغاب شعور القطرنة عنه . وتطور السلوك العربي الانهزامي ، فعزلت اسرائيل الدول العربية عن الفلسطينيين وقضيتهم رسميا بالمعاهدات ، وتكرست القطرنه غير الراشده في شعار 'البلد اولا ' فلا الأول أولا ، ولا فلسطين عادت مرقمه ولا حاضرة في أي ترتيب . فترجمت ننتائج القطرنة ضعفا وتفككا وهزائما ، فقرا وفسادا وتخلفا وتشريدا . وتراجع ترتيب البلد عمليا الى الآخر والآخره
من يبيع أخيه سيسهل شراؤه وبيعه ، سبعون عاما ونحن نتكلم عن دير ياسين وأخواتها من صبرا الى شاتيلا وغزه . لتصبح كل واحدة منها مجرد مزحة أمام المذابح االجماعية التي تتعرض لها الشعوب العربية اليوم دون توقف ولا نصير . سبعون عاما ونحن نتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين بازدراء اجتماعي وهم يهيمون على وجوههم في الشتات ولم ننظر لهم يوما كلاجئي شرف وسياسه ، ولا أصحاب حقوق . ليصبح اليوم اللجوء الفلسطيني ومعاناة الفلسطينيين مزحة أمام اللجوء والتشرد العربي الذي لا يبقي ولا يذر ولا يتوقف . وبتنا نتكلم عن لجوء مدن ودول ، وبات اللجوء مطلبا وأمنية لشعوب عربية بعد ما كانوا يدينون الهجرة الفلسطينية وينظرون . حاربنا هويتهم وعاقبنا من يدعي بها ، لتسحق هويتنا.
لا ننتظر اليوم كلاما من الفلسطينيين ، فلغة الكلام تعطلت لديهم . جرس إنذار حزين كانوا ، فرقصنا عليه ، فماذا نقول لهم اليوم نحن الشعب العربي ؟ فقد كنا نتفرج عليهم وأصبحنا اليوم فرجة للعالم ، وكانوا يتمكنون من دفن موتاهم بجلال ويبكونهم ، واليوم سعيد الحظ من العرب في بعض الدول العربية من يلقى بحفرة جماعية ولا بكاء على مجهول الهوية ، والدور جار . نقول للفلسطينيين كنتم مخلصين وناصحين للعرب عندما طرحتم قضيتكم كقضية عربية ،وحين قلتم بأن استهداف عرب فلسطين وفلسطين هو استهداف لكل العرب وارضهم ، نقول لهم لو نصرناكم لكنا قد نصرنا أنفسنا ومستقبلنا . ثم نقول لهم كنتم مصيبين عندما عدتم واعتمدتم على أنفسكم ونفضتم أيديكم منا .

لقد قطعت لعبة الإرهاب مرحلة بات معها محرما على الإرهابيين أفرادا ومنظمات أن يذكروا كلمة “ فلسطين ' أو يعزوا إرهابهم لإرهاب الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين . ومحرما عليهم أن يستهدفوا إسرائيل او امتداداتها ، بعد أن كان ذلك يحدث لغايات ابتزاز امريكا . فأسياد الارهابيين يدركون أن مجرد المزايدة بذكر كلمة الاحتلال او اسرائيل مع اي عمل إرهابي لهم قد يقحم هذا الكيان في معادلة اسباب الإرهاب العالمي ويسلط الضوء على الاحتلال الاسرائيلي ، وعلى موقف امريكا والغرب منه . محرم عليهم استهداف الاستكبار الايراني وأذرعه الهادفة للتطهير الطائفي وتدمير واخضاع الدول العربية ، بل يقوم الارهابيون بالمساعدة فيما يستهدفون . مكشوف هذا ومكشوف استهدافهم للدول المتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني . انها حرب توجهها اسرائيل والصهيونيه لتكون 'جولة الضربة القاضيه '.

الشعب الفلسطيني ، يدرك اليوم خلط الاوراق في المنطقه ، وبأنه وحده من يواجه جذر الارهاب المدعوم علنا والمسكوت عنه ، ويرفض أن تكون قضيته الهدف الرئيس للإرهاب الدائرفي المنطقه والعالم . فهو لذلك ماض في مواجه الاحتلال ، ليثبت لاسرائيل والعالم بأنه شعب لا يستسلم للعبة ومخططيها ،

على دولنا وشعوبنا أن تعيد النظر بوحدة المصير ، وعلى أنظمتنا أن تعيد النظر في سياساتها وتحالفاتها في ضوء تحالفات تناقضها وتناقضنا الأساسي اسرائيل والصهيونيه . الصهيونية اليوم تخوض حربا عالمية بالوكالة ضد العرب دولا وأنظمة وشعوبا ومعتقدا وثقافة بهدف اخضاعها وهي مدمرة مفككة . وأمريكا لن تكون حليفا استراتيجيا لعدويين ولن تتخلى عن دعم مطامع اسرائيل ورغباتها ،وتحالفنا معها هو من جانب واحد ويوشك على إنهائنا .

تركيا دولة أطلسية ولم يشفع لها هذا مجرد عتب أو تخوف اسرائيل على خلفية تعاطف كلامي مع الفلسطينيين ، فلاحقتها امريكا بمصالحها العليا ، وصمدت تركيا ، فلاحقت أردوغان لدفع الفاتورة شخصيا ، فافتداه الشعب التركي في الميدان وخذل اسرائيل وامريكا في استهدافهم التجربة الديمقراطية التركيه . ستنجو أي دولة ديمقراطية بشعبها المتحد مع قيادته ..فالشعب إن حضر في أي ساحة سيكون سيد الموقف عليها .أنظمتنا العربية ما زالت بنهجها السياسي معزولة عن شعوبها , وما زالت لذلك دولنا هشة تنتظر دورها ، أو تنتظر خضة لتركع ، إن الكل مطالب بتغيير النهج .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012