أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


إنقلاب غير دموي وغير أبيض

بقلم : حمادة فراعنة
24-07-2016 03:12 PM
السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق ، هل الانقلاب العسكري الذي حصل في تركيا يوم 15 تموز 2016 ، له علاقة بالاتفاق التركي الإسرائيلي ؟؟ هل هو أحد دوافع الانقلاب ؟؟ أم أن الانقلابيين الذين خططوا وبرمجوا منذ وقت وظفوا الاتفاق ليكون ذريعة لهم وحجة للقيام بإنقلابهم ؟؟ الشيء المؤكد أن لا أحد يستطيع تقديم الاجابة الدقيقة والحقيقية على هذا السؤال غير الانقلابيين أنفسهم ، وهم في وضع الان لا يملكون فيه فرص البوح سوى للمحقيقين الذين لن ينقلوا عن الانقلابيين سوى ما يرغب نظام أردوغان تسويقه وشيطنة هؤلاء المغامرين ، ولذلك لن يملك الانقلابيون فرص وأدوات التعبير عن دوافعهم ومواقفهم ، أسوة بكافة المهزومين على وجه الارض ، وسيبقى الصوت المسموع السائد في هذه الحالات هو فقط صوت الذين نجحوا في إخراس خصومهم الذين تم هزيمتهم ، ومنعهم من الكلام ! .
السؤال يطرح نفسه بقوة على أثر الشكر الجزيل الذي قدمه مستشار الرئيس التركي أيلنور تشباك شفيق يوم الاربعاء 21 تموز عبر التلفزيون الإسرائيلي بقوله “ نشعر أن إسرائيل ساعدتنا دائماً في جمع المعلومات الاستخبارية ونحن بحاجة إلى هذا “ ، وقد جاء تقديم الشكر التركي على شاشة التلفزيون بعد أن قدم أيضاً مسؤول تركي لمدير عام خارجية المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ليعكس تطور العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بعد التوصل للأتفاق التركي الإسرائيلي ، وعودة العلاقات التاريخية والتعاون الامني والعسكري بين البلدين التي توثقت خلال عشرات السنين المنصرفة .
إنقلاب المهزومين فشل ، وأحد أبرز أسباب فشله أن الشعب التركي بمكوناته وقومياته وأحزابه وشخصياته رفض الانقلاب بما فيهم وفي طليعتهم رموز المعارضة وخصوم أردوغان ، الذين وازنوا بين مساويء الرئيس ومساويء نتائج الانقلاب وسيطرة العسكر مرة أخرى على مقدرات تركيا بعد نجاح أربع إنقلابات سابقة ، فآثروا التمسك بشرعية الرئيس وحكومته وقبول إدراته على مضض ورفضوا الانقلاب مبدئياً ، ولكن أردوغان لم يتردد في الانقضاض على مقومات التعددية ، ووظف الانقلاب العسكري كي يعمل إنقلاباً غير دموي ، ولكنه تصفيات جدية غير بريئة وإن كانت بدون دم ، وإلغاء كل مظاهر التعددية ، مثله في ذلك مثل نجاح الرئيس محمد مرسي الاخواني الذي سعى عبر تعليمات المرشد للعمل على “ أخونة “ مؤسسات الدولة المصرية فإصطدم بالجيش وبالقضاء وبالإعلام وبالناس فإنتفضوا على النظام الاخواني كما سبق وفعلوا مع الرئيس حسني مبارك ، وفي الحالتين ، إنتفاضة يناير وإنتفاضة يونيو الجماهيرتين ، قام الجيش بدوره ، الاولى ضد مبارك على يد محمد حسين الطنطاوي والثانية ضد محمد مرسي على يد عبد الفتاح السيسي .
المضمون واحد والهدف هو الاستيلاء على السلطة ، ولكن أردوغان في بلده إعتمد على المؤسسة الامنية بدلاً من المؤسسة العسكرية المجمدة والمهزومة والتي وقعت بالخذلان بسبب الانقلاب أولاً وبسبب تصفيات أردوغان لكبار ضباطها ثانياً ، فغدت بلا وظيفة وبلا دور ، سوى الانكفاء والانصياع للتعليمات ، والرضوخ للشارع الذي إستطاع أردوغان تضليله ، والاستفادة منه ، وتوظيفه لصالحه ، لصالح إنقلابه .
أردوغان بات الحاكم بأمره وعاد إلى شرقيته وأثبت للأوروبيين صحة رفضهم المسبق لقبول تركيا في عضوية الاتحاد الاوروبي ، ويبدو أن شروطهم القاسية كانت محقة حينما وصفوا إجراءات تركيا للتكيف مع القيم الاوروبية غير كافية ، وها هي الاحداث سواء من محاولة إنقلاب الجيش على الشرعية ، أو إنقلاب أردوغان على كل قيم الديمقراطية والتعددية تُثبت أن تركيا حقاً غير مؤهلة كي تنضم لأوروبا وأنها غير مؤهلة بعد كي تلتزم بقيم الديمقراطية ، فالديمقراطية لدى أهل الشرق وتنظيماتها الاسلامية هي لمرة واحدة بهدف الوصول إلى السلطة ومن ثم الانقضاض عليها وإلغاء كل الفرص أمام المعارضة ، وإلغاء الاخر ، وتصفيته ، وإلغاء وجوده والبطش به ، وهذا ما يفعله أردوغان الان بحق خصومه وإنهاء وجودهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والعودة إلى الخلف ، وإلى الخلف البعيد والعميق ، كما فعل أجداده سلاطين العثمانيين ، وكما فعل من قبلهم ولاة الامويين والعباسيين ببعضهم البعض .
الإسرائيليون لا مصلحة لهم بمساعدة تركيا للوصول إلى عضوية الاتحاد الاوروبي ، ولذلك ساعدوا أردوغان على كشف الانقلاب ومساعدته على إحباط خصومه ، وسيستفيدون منه نحو تعزيز مشاركتهم في برنامج الناتو العسكرية والامنية بإعتباره أحد أعضاء الناتو ، وأحد الذين وضعوا فيتو على مشاركات إسرائيلية في برنامج حلف الاطلسي على أثر الاعتداء على سفينة مرمرة ، وها هو الاتفاق التركي الإسرائيلي يفتح لهم بوابة واسعة تُؤهلهم لدخول حلف الناتو بقوة ، ولذلك لم يكن صدفة وصف الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني في يديعوت أحرنوت يوم 30/6/2016 للإتفاق التركي الإسرائيلي على أنه “ أحد أهم الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل في السنوات الاخيرة “ .
h.faraneh@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012