أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


أهلا بكم على الرصيف

بقلم : ماهر ابو طير
25-07-2016 12:16 AM
يحكي لي اصدقاء مصريون عن ظاهرة موجودة في مصر، وهي ظاهرة الاطباء العاطلين عن العمل، اي الطلبة الذين يدرسون الطب، ويتخرجون، ويبقون بلا عمل، فلا وظائف، ولا امكانات لديهم لفتح عيادات خاصة، وهي ظاهرة معروفة، في كل مكان، وباتت طبيعية في مصر المحروسة.
في الاردن نحن على اعتاب هذه الظاهرة، فعشرات الاف الطلبة يتخرجون من تخصص الطب من الجامعات الاردنية وجامعات العالم، وعقدة الطب تستحكم بأغلبنا، لاعتبارات اجتماعية مختلفة، وهناك مؤشرات على وجود البطالة بين خريجي الطب، خصوصا، في ظل الاعداد الكبيرة من الخريجين، وبرغم ذلك ينهمر الطلبة على التخصص، فالمهم حرف «الدال» قبيل الاسم، والرداء الابيض، والتباهي اجتماعيا.
نتائج الثانوية العامة تم اعلانها البارحة، وهناك اعتراضات على انخفاض نسبة النجاح، على الرغم من ان انخفاض النسبة امر صحي جدا، وفي تونس قبل سنوات طويلة، تم فتح تحقيق حول سبب تجاوز الناجحين نسبة العشرين بالمئة، في الثانوية العامة، لان ارتفاع النسبة ليس دليل عافية دوما، فكل هذه الاعداد سوف تندفع باتجاه التعليم الجامعي، وتخرج للسوق من تخصصات مختلفة، ولا تجد عملا، فيما الاب الذي ينفق من عشرة الاف الى عشرين الف دينار وفقا للتخصص، يفاجأ لاحقا، ان ابنه او ابنته اذا وجدا وظيفة، فتكون بمئتي دينار فقط، لكنها العقدة الاجتماعية تجاه التعليم الجامعي، وضرورة ان يحمل المرء شهادة جامعية، هذا فوق ان اسواق الاغتراب تفيض بعرب واجانب وبرواتب اقل مما يقبلها الاردنيون.
في اوروبا بات عدد كبير من الطلبة يتجه الى الدبلوم القصير المكثف، لشهور، ومن ثم ينطلق للحياة العملية، بل ان الشركات باتت تفضل هؤلاء، لاعتبارات كثيرة، وفي الولايات المتحدة يغرق الطلبة بعشرات الاف الدولارات كديون لكل طالب، قيمة رسومه التي يستدينها، ويبدأ منذ يومه الاول بسداد الديون، اذا وجد فرصة عمل مناسبة.
معنى الكلام ان الدولة والمجتمع عليهما واجب مهم، يتعلق بتغيير اسس التعليم المدرسي والجامعي، فلا يعقل ان يبقى الناس بالاتجاه ذاته، والدنيا تغيرت، بل ان النظام الجامعي العقيم في الاردن، يفتح عشرات التخصصات، التي بلا عمل لاحقا، لا في الاردن ولا خارجه، او يديم تخصصات تعاني اصلا من البطالة، فهل يعقل هذا، واين هو التخطيط لحياة الناس ومستقبل البلد؟!
كثرة من الخبراء تؤيد خفض نسب النجاح في الثانوية العامة، دون تسلط على الطلبة، فليس المطلوب اسقاطهم بشكل متعمد، بل تغيير بنية التعليم، وطريقة الامتحان، وفتح بدائل محترمة ومعقولة لمن لا ينجحون، بحيث لا يصل للجامعات الا الطلبة الذين يستحقون، من اجل تخفيف الحمل على الجامعات، وتجويد التعليم ومستواه، والتخفيف من ضغط كتلة العاطلين عن العمل.
غير ذلك، سنجد انفسنا ننسخ تجربة الاشقاء المصريين، فنجد كل عام الاف الاطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين والممرضين يجلسون بلا عمل، «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى»!.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2016 09:18 AM

ما عو سبب كثرة الطلبه الراسبين ,, اين الخلل

2) تعليق بواسطة :
25-07-2016 03:04 PM

ان الذي يراجع المستشفيات الخاصه والعامه في اﻻردن يرى بعينه اﻻزدحام الشديد امام العيادات ومعاناة المراجعين المرضى .يعلم انه يجب ان ﻻ يكون لدينا بطاله في الطب وان النقص في المستشفيات شديد .لكن ﻻ يوجد ميزانيه لدى وزارة الصحة لتعيين العدد الكافي من اﻻطباء.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012