أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


داعش تشعل فتيل « الحرب» الدينية..!

بقلم : حسين الرواشدة
28-07-2016 12:47 AM
هذه هي المرة الاولى التي يستهدف فيها تنظيم داعش الارهابي “ كنيسة “ في اوروبا , كما انها المرة الاولى التي يستخدم فيها “ الذبح “ بالسكين ضد ضحايا ابرياء خارج اطار عالمنا العربي , ( استخدمها في سوريا والعراق وليبيا) , وللمرة الاولى ايضا يستعجل في تبني العملية واعلان مسؤوليته عنها , هذا يعني اننا امام تحولات جديدة في سياقين : احدهما يتعلق بهذا التنظيم الارهابي الذي اضاف الى شعاره المعروف “ باقية وتتمدد “ كلمة جديدة وهي “ تتجدد “ من حيث الاهداف والادوات والرسائل , والسياق لثاني يتعلق بالدول المستهدفة “ خاصة اوروبا “ التي ثبت انها فشلت امنيا في مواجهة هذه العمليات , حيث شهدت كل من فرنسا والمانيا اربع عمليات في اسبوعين , وفشلت ايضا في وضع مقاربات سياسية وفكرية واجتماعية لتطويق هذه الظاهرة ومواجهتها .
حين ندقق في هذه المعطيات نجد ان داعش تصرفت عن “تعمد” وتخطيط حين اختارت الكنيسة كهدف , وحين اختطفت من بداخلها كرهائن , وذبحت بالسكين احد الرهبان , كما تعمدت استخدام احد المراقبين امنيا لتنفيذ العملية مع شخص اخر , متحدية بذلك الاجراءات الامنية التي يفترض ان تكون حازمة ضد شخص يخضع لمراقبة دائمة , اما لماذا فعلت ذلك , فاعتقد انها ارادت ان تبعث بثلاثة رسائل , الاولى هي ان الصراع بينها ( وبالتالي المسلمين الذين تزعم انها تمثلهم) , وبين اوروبا والغرب ليس صراعا سياسيا فقط , وانما هو صراع ديني في الاساس , واستهداف الكنيسة ليس رسالة الى فرنسا فقط انما الى “الكاثوليك” والمسيحيين في الغرب ،وهي تحاول بذلك استدعاء “ التاريخ “ المزدحم بمثل هذه الصراعات الدينية لتحقيق هدفين : احدهما استقطاب المتطرفين , والمتحمسين لمثل هذه المفاصلة , التاريخية لتجنيدهم لصفوفها واقناعهم بفكرتها , والثاني منح اليمين المتطرف في اوروبا فرصة للوصول الى السلطة بما يصب في مصلحة داعش اخيرا , اذ ان وصول هذا اليمين سيدعم الفكرة التي تروج لها داعش وهي العداء التاريخي بين الاسلام والمسيحية او المسلمين والغرب , وبذلك يكون التطرف في خدمة التطرف , وتتحول المواجهة الى صراع مكشوف , يكسب فيه الارهاب مشروعيته او ينتزعها بالامر الواقع .
اما الرسالة الثالثة فهي رسالة ( القوة والتحدي) ومن خلالها تريد داعش ان تؤكد لاوروبا ( خاصة للدول المشاركة في التحالف ضدها ) انها على الرغم من الحرب التي يعلنها العالم ضدها باقية وتتمدد , ليس من خلال جذب جنود جدد , وانما ايضا من خلال اختيار هؤلاء “ الجنود “ من حيث مقدرتهم على اختراق منظومة الامن واستخدامهم لوسائل غير متوقعة واختيارهم لاماكن متنوعة , وربما تعكس عملية نيس والكنيسة في فرنسا “ نوعية “ هذه المواصفات للاشخاص والادوات معا , وفي رسالة ( التحدي ) هذه تهديد مباشر لاوروبا الحائرة بين ثنائيات : الامن والحرية , واليسار الديموقراطي واليمين المتطرف , والحائرة ايضا في التعاطي مع ملفات الحرب والصراع في منطقتنا , على الصعيد السياسي والعسكري على حد سواء .
تبقى الرسالة الثالثة وهي ان داعش لم تعد تعتمد على الاعضاء الذين تستقطبهم للتنظيم وانما اصبحت ( ملهمة ) لاجيال من الشباب , وسواء اكانوا مسلمين او اتباع لديانات اخرى ، مقيمين هنا في المنطقة او خارجها , فانهم يمثلونها ويقتلون باسمها , وحتى لو لم تتبنى العمليات التي يقومون بها فانها تباركها باعتباره “ استجابة “ لنموذجها وباعتبارهم شركاء لها في مهمتها الارهابية , وهذا الالهام الداعشي يشكل تهديدا خطيرا للسلم العالمي , وللاوروبيين تحديدا , لانه لا يمكن لاي جهاز امني ان يصمم دليلا يتضمن مواصفات الارهابي او ان يتوقع المكان الذي يستهدفه والادوات التي يستخدمها .
الان امامنا سؤالان : الاول هل وصلت رسائل داعش لاوربا ومعها العالم والينا نحن..؟ والثالني هل نتوقع استقبال رسائل جديدة في المستقبل تفاجئنا وتصدمنا ايضا , اترك الاجابة على السؤال الاول لمن يهمهم الامر , اما الاجابة على السؤال الثاني فهي : نعم ، سنكون على موعد مع عمليات نوعية بعد ان نجحت داعش في عولمة الارهاب , وسنكتشف ان هذا الوحش الذي ساهمنا في صناعته ( اقصد العالم كله ونحن في العالم العربي جزء منه ) خرج عن السيطرة وتمرد على صنّاعه ومروجيه , واذا كانت هناك ارهاصات لحرب عالمية ثالثة فان داعش هو المرشح الاول لاشعال فتيلها في هذا العالم.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012