أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


نفط الأردن .. ثروته البشرية

بقلم : عصام قضماني
28-07-2016 12:50 AM
نفط الأردن هو ثروته البشرية , ومولد هذه الثروة هو التعليم وميدانها هو قطاع الخدمات , وهي من أهم الصادرات , فلا ضير إن كان هناك ربع مليون طبيب ومثلهم من المهندسين مدنيين وصناعيين وإتصالات والمحامين والمصرفيين والعاملين في التأمين والوساطة المالية والمبرمجين وخبراء الإتصالات وفي السياحة وغيرها .

للتركيز على تشوهات التعليم يذهب كثير من المؤولين الى تفضيل الطلبة للدراسة في التخصصات المشار اليها والإستنكاف عن مهن أخرى يحتاجها السوق , وهو خلل في جانب منه صحيحا لكنه ليس كذلك في صورته الكلية التي تتناغم تماما مع طبيعة الإقتصاد الأردني وهو إقتصاد خدمات بنسبة 100% حتى أن الصناعات القائمة على هامشه هي صناعات توظف لخدمة قطاع الخدمات أو يجب أن تكون .

لتبرير مخرجات إمتحان الثانوية العامة وتسويق أسس القبول البالية في الجامعات الرسمية يقدم المسؤولون إحصائيات تظهر الكثرة في أعداد الأطباء والمهندسين ممن هم على مقاعد الدراسة بإعتبارها مثلبة بينما هي ميزة تمتع الأردن بتنافسية عالية يتفوق فيها على بلدان كثيرة في المنطقة تحتاج الى مثل هذه الثروة البشرية المؤهلة والكفؤة وتطلبها وتبحث عنها لتطوير خدماتها بدليل أن دبي مثلا باتت مقصدا لكثير من المهنيين الأردنيين والعقول المبدعة وهي ترحب بهم وتطلب المزيد وهو ما ينسحب على دول الخليج وقريبا في دول مجاورة لن تبقى أوضاعها على ما هي عليه في المستقبل .

في إتفاق التصحيح الثاني مع صندوق النقد تم التوافق على تقديرات بأن يصل الناتج المحلي الى 28 مليار دينار في العام الحالي يرتفع الى 29 مليارا في العام 2017 و30 مليارا في العام الذي يليه . لكن ما يلفت الإنتباه هو أن من سيقود سلسلة الإرتفاعات المشار اليها هو قطاع الخدمات وليس غيره.

تكيف السياسات الحكومية يجب أن يكون لخدمة هذا الإتجاه , وبدلا من التذمر من وجود هذه الأعداد من المهنيين , يجدر إعادة النظر في الخطط والبرامج والمشاريع وتوجيهها لخدمة هدف تحويل الأردن الى مركز للخدمات في التعليم والصحة والهندسة والسياحة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات , وكل مدينة في المملكة تتمتع بميزات تؤهلها لأن تتخصص في قطاع محدد , فمثلا لماذا لا يكون في العقبة مراكز لخدمات التعليم الطبي والعلاجي ومعاهد للتدريب السياحي واربد منطقة لصناعات النسيج, ومعان مركز للتخزين ويقام فيها مستودعات كفؤة لتجهيز الصادرات تعبئة وتغليفا وتبريدا وشحنا ومنطقة لصناعة السيارات وهكذا .

قطاع الخدمات يوازي ثلثي توليد الدخل في الأردن، وهو المشغل الرئيس في الاقتصاد الوطني بنسبة تصل الى ثلاثة أرباع الوظائف التي يولدها الاقتصاد لا يُعيب اقتصادنا أن يكون قطاع الخدمات في الطليعة ، بل هو ميزة نسبية تنافسية عالية للاقتصاد تقوم عليه قوى بشرية ، والمعادلة الصحيحة هي أن يكون الأردن مصدرا لقوى بشرية متعلمة ومدربة من أطباء ومهندسين وخبراء إتصالات وتكنولوجيا معلومات ومستوردا لعمالة مهنية في قطاعات الإنشاءات وغيرها وليس العكس .

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-07-2016 11:09 AM

البطاله متحققه ونحن امام خيارين باطل متعلم او باطل جاهل وقطعا الباطل المتعلم افضل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
قطعا ﻻ يستوون. الخلل ليس في توفر اﻻيدي العاملة المتعلمه الخلل في قدراتنا على توظيفها لخدمة البلد وعندما بعنا مواردنا وشركاتنا التي اطلقنا يد الفساد فيها ﻻفشالها وتبرير بيعها بابخس اﻻثمان نكون قد حرمنا ابناءنا من فرص اﻻستثمار والعمل لصالح اﻻجانب وعندما ﻻ نوظف السياسة لخدمة اﻻقتصاد نتسبب في ضياع اﻻف فرص العمل على ابناءنا وعندم ﻻ نشجع المشاريع الصغيره ونوفر التمويل الميسر لها.

2) تعليق بواسطة :
28-07-2016 12:30 PM

تصحيح ./وردت كلمة باطل بالخطأ والصحيح عاطل. طبعا عن العمل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012