أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الذَبيح الذي يرقص على جرحه

13-06-2011 07:07 AM
كل الاردن -



 منصور المجالي
" برزت له مسنونة تتلهب                 أمضى من القدر المتاح وأغلب

  حزَت فلا حدَ الحديد مخضبٌ           بدمِ ولا نحر الذبيح مخضَبٌ "

 

إن الذبح لا يكون بالآلة الحادة فقط ولكن أساليبه كثيرة. فالحالة التي مررنا بها في السنوات الماضية كان فيها الكثير من الذبح وأساليبه، حالة فوضى غير مسؤولة وما تخللها من عدم صدق ومصداقية وفساد وإفساد، حالة عدم المبالاة وعدم الاتزان وفقدان البوصلة إلا بوصلة من صنع هذه المرحلة وتسيَدها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إله من أوضاع احتاجت إلى ضرورة المعالجة وضرورة الصحيان لإصلاح الأمور إما إجباراً أو طوعاً قبل فوات الأوان.

 

ولكن ما إن بدأت هذه المرحلة الضرورية  والتي كان يجب أن تكون حقيقية ولا رجعة عنها حتى دخلنا في مرحلة فوضى جديدة ومن نوعٍ آخر، مرحلة الهروب من مواجهة الحقائق ومرحلة التسويف وحرب الوجود لمن كن متسيَد سابقاً مع لاحقه الذي من المفروض أن يصلح الأمور. ومن البوادر التي أخذت تتضح أن مرحلة الإصلاح حوصرت حتى أصبحت في وضع "مكانك قف"، وأصبحت تتعثر من مشكلة إلى أخرى وتتخبط في الأخطاء وتتعثر في المعالجات وأصبح الآخرون يجيرون ذلك لصالحهم حتى يكون الحل والمطلب بعودتهم من جديد. حيث تم وضع الناس في هوامش وأوهام لا وجود لها مثل الوحدة الوطنية والولاءات لإبعادهم عن التفكير الحقيق بمشاكلهم ومطالبهم وجروحهم اليومية، وأصبح لناس يساقون إلى الخيم والدواوير للهتاف والغناء والتغني وكأن عدواً خفياً هناك يعمل على غير ذلك. وأصبح هناك تلاعباً بمشاعر الناس وولائهم للقيادة وبأبشع صورة، وهذا أسلوب من أساليب الذبح حتى أصبح الناس وبالتوجيه وبلا نظر لكراماتهم وإراداتهم الحقيقية يغنون ويرقصون لكن مع جروحهم العميقة التي يعانون منها. ويكفي انه على المواطن أن لا يتحدث عن المرحلة السابقة وأخطائها وفسادها وعليه أن يصمت أو يقدم الدليل وإلا سيلاحق من القضاء.

 

وهنا أحذر وبكامل الصراحة إن هذا الأسلوب لن ينطلي طويلاً وان حالة الحقيقة والصحيان حتماً قادمة، وعندها لن يكون للندم مكاناً لأن الفرص جاءت وجاءت لكننا لم نستغلها كما يجب أن تُستغل.

 

اللهم فاشهد واجعلنا من الصادقين.

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-06-2011 09:14 AM

اشكر عطوفة الباشا منصور المجالي على المقالة الرائعة

2) تعليق بواسطة :
13-06-2011 02:19 PM

هذا ما انتظرت ان اقراه فلم يغمض لي جفن وانا انتظر هذا الكلام ...
بارك الله فيك يا باشا وسلام حار للباشا سلمان المعايطه
ارجو النشر يا كل الاردن

3) تعليق بواسطة :
13-06-2011 05:18 PM

كل يوم تذبح مئات القرابين من قبل اقلام استلت بعدوانية وسادية من اجل تقصير الطابور لأيصال فطيم لمنصب مهم.

الذبح عندنا فن لة اصول , لا دماء تسيل , ولا انات الم, فقط بعبارة.....حسب الانظمة والتعليمات!!!!!!!!

الذبح سلاح فساد مباح لشعب حر اريد لة ان يكون مستباح بدون ارادة فقط اصمت وألا!!!!

طلب الحق تسول ووقاحة/ رفع كابوس الظلم الجاثم على الصدور جرأة زايدة/الشكوى مسموحة فقط عبر الاميل ,

نطالب ان يكون ذبحنا بسكين حاد وحقيقي وليس بقلم فاسد متعفن.....فالموت واللة افضل من هذة الحياة التي بتنا بها كالانثى المزواج









و صامت

4) تعليق بواسطة :
13-06-2011 06:01 PM

كلام في الصميم من رجل غاية في الاهمية والنزاهة

5) تعليق بواسطة :
14-06-2011 01:13 PM

يسلم قلمك ويسلم ثمك ليتنا متنا قبل هذا الزمن زمن الخصخصه والعهر السياسي

6) تعليق بواسطة :
15-06-2011 05:36 AM

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012