أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


العدوان يكتب...ماذا ينتظر سيادة الرئيس ؟

بقلم : موسى العدوان
17-08-2016 03:18 PM

*وهذا الوضع المؤلم يدفعنا لطرح مزيد من الأسئلة من بينها مثلا: هل يحق لرئيس الدولة أن يتصرف بالشعب الذي يحكمه، كما يتصرف الجزار بقطيع الغنم الذي يملكه ذبحا وسلخا كما يشاء؟ هل من المعقول أن يستخدم الرئيس كل وسائل القتل والدمار المحلية والأجنبية، بما في ذلك الحصار والغازات السامة، بينما العالم يراقب ما يجري دون تدخل جاد، لوقف عمليات الإبادة والتدمير في هذا البلد، الذي أعيد إلى العصور الوسطى؟ ما هو دور الجامعة العربية في وقف هذا النزيف المتواصل ؟ أين من يسمون بالزعماء العرب القابعون في قصورهم يستمتعون بمشاهدة هذا الفلم الملون بالدماء؟ أين من يدّعون بحقوق الإنسان أو حتى بحقوق الحيوان، عن بلد تحول إلى حقل تجارب لكل أسلحة الدمار الحديثة بما فيها الغازات السامة؟ 

مضى على الحرب الأهلية في سوريا ما يزيد على خمس سنوات، وما زالت ماكينتها تطحن الآلاف من أبناء الشعب السوري، وتدمر المدن وكل وسائل الحياة. وتسببت هذه الحرب بهجرة أكثر من أحد عشر مليون سوري إلى مختلف دول العالم. فمنهم من غرقوا في البحار وصاروا طعاما للسمك، ومنهم من تقطعت بهم السبل وعلقوا على حدود الدول الأوروبية، ومنهم من حُشروا في مخيمات اللاجئين البائسة منتظرين ساعة الفرج.


أنجز سيادة الرئيس بشار الأسد خلال هذه السنوات العجاف المهام التالية:

- استدرج المنظمات الإرهابية إلى سوريا من مختلف بقاع الأرض، لعدم قدرته على حسم الموقف منذ البدايه. استعان بمقاتلي إيران وحزب الله لتنفيذ عمليات قتالية في سوريا.

- استخدم الدبابات والطائرات والبراميل المتفجرة والصواريخ إضافة لطائرات التحالف الدولي، لقتل المواطنين وتدمير مساكنهم ومدنهم. استدعى الطيران الروسي وفتح له قاعدة حميميم الجوية، لتنطلق منها الطائرات الروسية المقاتلة والقاذفة، وتكرر غاراتها يوميا لتدمير الشعب والمدن السورية.

- والأسوأ من ذلك أن سيادته أقدم على استخدام الغازات السامة في الغوطة الشرقية وحماة وإدلب ضد السكان المدنيين. وضرب طوقا من الحصار الخانق على مدينة مضايا عقابا لسكانها المطالبين بالحرية، ومنَعَ وصول المواد الغذائية والطبية المقدمة إليها من الهيئات الدولية، مما تسبب في تفشي الأمراض والوفيات بين الأطفال.

-وأخيرا كرر حصاره لمدينة حلب وحوّلها إلى مدينة للأشباح.

 لم يكتفِ سيادته بذلك بل قام بالتنسيق مع حليفيه الروسي والإيراني لاستخدام قاعدة همدان الإيرانية كي تنطلق منها طائرات توبوليف وسوخوي الروسية العملاقة، مدعمة بقصف الصواريخ العابرة للقارات من السفن الحربية الروسية المتمركزة في بحر قزوين، ومن الغواصات الموجودة في البحر الأبيض المتوسط لتدمر حلب وبقية المدن السورية. وتعاونا مع سيادته في إنجاز مهمته ( النبيلة ) سمحت إيران والعراق للطائرات والصواريخ الروسية، بعبور أجوائهما لمهاجمة أهدافها في سوريا.

وكل هذا يجري بذريعة المؤامرة الدولية ومحاربة الإرهاب، التي يكررها سيادته في أحاديثه ومقابلاته. صحيح أن هناك مؤامرة دولية ولكن لماذا يسمح لها بالتمدد ؟ ونحن ضد المؤامرة ونؤيد محاربة الإرهاب بصورة جادة، إذا خلصت النوايا العربية والدولية.

لا أعرف ما هي مشاعر سيادة الرئيس، وهو يشاهد على شاشات الفضائيات المحلية والعالمية، الطائرات والصواريخ الروسية تعاونها طائراته ودباباته، تدمّر المنازل فوق رؤوس ساكنيها في بلد يفترض أنه بلده ؟ ما هي مشاعر سيادته وهو يشاهد الأطفال والشيوخ والنساء يدفنون تحت الأنقاض، أو يخرج البعض من تحتها مشوهين أو شبه أموات ؟ ما هي مشاعر سيادته وهو يرى السوريين يغرقون في البحار ومشردين في دول العالم ؟

لا أعرف أيضا ما هو إحساس سيادته وهو يرى صور الطفل السوري حمزة الخطيب، الذي تلقى عقابا قاسيا في درعا عند بداية الثورة عام 2011 ؟ والطفل السوري (إيلان) الذي لفظه البحر ميتا على الشواطئ اليونانية في العام الماضي ؟ وكذلك الطفل السوري (عمران) الذي أخرج قبل أيام من تحت الأنقاض، مذهولا ومعفّرا بالدم والتراب؟ ثم ألا يحاسبه ضميره على ما يجري لأطفال مضايا المحاصرين منذ أكثر من عام، وقد أصابهم الهزال ولا يجدون العلاج لأمراضهم ؟ ألا تثير هذه الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة مشاعر الأسى والحزن في وجدان سيادته ؟ أم أنه يتمتع بمشاعر فولاذية لا تتأثر بهذه المناظر الإنسانية، بل تجعله يتفاخر أمام العالم بما يجري في سوريا العروبة؟

وهذا الوضع المؤلم يدفعنا لطرح مزيد من الأسئلة من بينها مثلا: هل يحق لرئيس الدولة أن يتصرف بالشعب الذي يحكمه، كما يتصرف الجزار بقطيع الغنم الذي يملكه ذبحا وسلخا كما يشاء؟ هل من المعقول أن يستخدم الرئيس كل وسائل القتل والدمار المحلية والأجنبية، بما في ذلك الحصار والغازات السامة، بينما العالم يراقب ما يجري دون تدخل جاد، لوقف عمليات الإبادة والتدمير في هذا البلد، الذي أعيد إلى العصور الوسطى؟ ما هو دور الجامعة العربية في وقف هذا النزيف المتواصل ؟ أين من يسمون بالزعماء العرب القابعون في قصورهم يستمتعون بمشاهدة هذا الفلم الملون بالدماء؟ أين من يدّعون بحقوق الإنسان أو حتى بحقوق الحيوان، عن بلد تحول إلى حقل تجارب لكل أسلحة الدمار الحديثة بما فيها الغازات السامة؟

وطالما أن أسد سوريا يقلد نيرون الروماني، واستخدم جميع الأسلحة المتطورة ولم يحقق هدفه في تفريغ سوريا من شعبها، فأذكره بأن هناك سلاحا وحيدا لم يجربه حتى الآن، ألا وهو القنابل النووية التكتيكية، وهي متوفرة لدي صديقه بوتين بكميات كبيرة. وإذا ما قرر سيادته الحصول عليها واستخدامها - لا سمح الله - فإنه سيحقق رغبته في القضاء على من سماهم الإرهابيين والمعارضين ومن حولهم. وهكذا يخلّد الأسد نفسه زعيما فوق جماجم السوريين مدى الحياة.

أما إذا صحا ضمير سيادته ودخلت إلى قلبه الشفقة والرحمة على الشعب السوري - ولا أقول شعبه - فعليه أن يغادر موقعه، بعد أن يسلّم مقاليد الحكم في سوريا المنكوبة إلى مجلس الشعب، ليقرّر مستقبله ويختار رئيسا جديدا يضمد الجراح، ويبني سوريا الحديثة، التي ستحتاج إلى عقود طويلة لإعادة الإعمار والإصلاح.

أعرف أن هذا الكلام لن يعجب عشاق الأسد المؤيدين له بجرائمه من الأردنيين وهم أحرار بآرائهم. ولكنني أتحدث هنا عن حقائق مريرة نعيشها بقلوبنا ومشاعرنا كل يوم، ولا ينكرها إلا من هو أعمى البصر والبصيرة. ولهذا أتمنى على سيادته أن يرحل بأقرب وقت ممكن بعد أن تسبب بكل هذه المصائب للشعب السوري في عهده ( الميمون ). فالموقف حرج ولا يحتمل مزيدا من الانتظار . . !
التاريخ : 23 / 8 / 2016


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012