أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


"الخلوي" يشتت السائق ويسبب 70 % من الحوادث

27-08-2016 03:10 AM
كل الاردن -
بات من الشائع اليوم رؤية العديد من سائقي السيارات على اختلاف أعمارهم يقودون سياراتهم وبيدهم الهاتف النقال، فهنالك من يتابع فيسبوك اثناء توقفه على إشارات المرور، ومنهم من يستمتع بالتقاط صور فيديو لنفسه ليتشارك مع أصدقائه على تطبيق السناب تشات، فيما آخرون لا ينفكون عن ارسال الرسائل إلى الاصدقاء أثناء القيادة عبر الواتساب.
فالمشهد العام يوحي بأن غالبية الناس تقود عالمها الواقعي بيد بينما اليد الأخرى منشغلة بالعالم الافتراضي وهذا ما أدى إلى ازدياد نسبة الحوادث الطفيفة إلى 70 % بحسب إحصاءات دائرة السير.
ويقول مدير إدارة السير المركزية الرائد ياسر الحراحشة “ إن ما يقارب 70 % من حوادث السيارات الطفيفة ناجمة عن استخدام السائقين لهواتفهم النقالة أثناء القيادة”. ويقصد بالحوادث الطفيفة، ككسر مرآة السيارة أو غماز السيارة أو حادث بسيط في جسم السيارات.
معتز عبد الله أحد الذين يستخدمون التطبيقات الحديثة للتواصل الاجتماعي أثناء القيادة ويقول “هذه التطبيقات تضيف التسلية الى الحياة” وهو لا يعتقد أنه يستغني عنها مهما كان الحدث أمامه فهو عادة يكون منفصلا عن عالمه الحقيقي بهذه التطبيقات.
ويقول “كنت يوما أقود سيارتي وسط البلد واصور ما يدور من حديث بيني وبين صديقي على السناب شات، وتمت مخالفتي لكني لم اتوقف عن التصوير وصورت مخالفة السير وشاركت الأمر مع الاصدقاء وهو ما جعل من الأمور مسلية وبعيدة عن شد الأعصاب وخصوصا بعد سماع التعليقات المضحكة”.
ويقول الحراحشة لـ”الغد” أن شرطة السير تصدر الآلاف من المخالفات كل يوم لسائقي السيارات الذين يستخدمون الهواتف المحمولة أثناء القيادة، مضيفا أن عقوبة استخدام الهاتف أثناء القيادة هي (15 دينارا) ويعتبرها قليلة لا جدوى فيها.
ويلفت إلى أن قانون السير تم تعديله وينتظر موافقة مجلس النواب القادم لمصادقته، وستكون مخالفة استخدام الهواتف النقالة 30 دينارا على أن يتم تفعيل نظام النقاط ليحتسب لكل من يستخدم الهاتف أثناء القيادة نقطتان.
ويوضح أنه عند تكرار هذه المخالفة وغيرها من المخالفات على نظام النقاط، سيتلقى المخالف مخالفة أكبر تصل إلى حد سحب الرخص، وهو أمر يعتبره الحراحشة مفيدا في فرض الرقابة التي من شأنها ضبط وتقليل نسب حوادث السير.
ولا تنكر علياء الخطيب هوسها في السناب شات، إذ ان كاميرا هذا التطبيق ترافقها في تفاصيل حياتها، حتى عندما تعرضت لكسر قدمها في الشهر الماضي كانت بسبب هذا التطبيق. وتبين أنها وقعت عن رصيف عال لم تنتبه له وهي تصور وتتحدث مع متابعيها، وهذا لم يجعلها تقلل من استخدامه بل أن جلوسها في المنزل جعلها تستخدمه بشكل أكبر.
يبين اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة بأن عالم الراحة الذي يعيشه الفرد في المجتمع الحديث جعل وقت الفراغ كبيرا، ومع انتشار وسائل التكنولوجيا المتنوعة وبرامج التطبيقات المسلية أصبح هنالك هوس في استخدامها لسد الفراغ الكبير الذي يعيشه الناس.
ويؤكد بأن الكثير من الأفراد لجأوا إلى العالم الافتراضي بجميع تطبيقاته لأنهم وجدوا أنفسهم بطريقة افضل وعبروا عن ذاتهم بشكل أكبر عن ما هم عليه في العالم الحقيقي، وهذا ما جعلهم ينسون أي مخاطر من استخدام الهاتف في جميع تفاصيل حياتهم، وهم يقودون سياراتهم أو يقطعون الشارع لكن هوسهم أكبر من التفكير بالخطورة الموجودة في العالم الحقيقي لأنه يعيش بعالمه الخاص الافتراضي.
وينبه مطارنة من خطورة الهوس التنكولوجي المنتشر خصوصا لدى صغار السن والمراهقين ، ويقول “هذا الهوس يؤدي إلى أفكار انفصامية وذلك من خلال الابتعاد عن الواقع والتحاور مع شخص حقيقي أمامه واللجوء إلى الحياة الرقمية الوهمية.”
وينصح من يريد الابتعاد عن هذا الإدمان اللجوء إلى العلاج السلوكي والسيطرة على الأفكار لأنها نتاج للبيئة المحيطة اجتماعيا وتربويا.
في حين لا ينكر اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع بأن غالبية الناس من كبير وصغير وعلى اختلاف اهتمامتهم أصيبوا بنوع من الهوس بتطبيقات التواصل الاجتماعي المتنوعة، إذ قلل فرص المقابلة الوجهائية بين الناس، فالناس حتى وان اجتمعوا نراهم يمسكون هواتفهم ولا يتحاورون وجها لوجه وهم يستخدمون هذه التطبيقات اينما كانوا وحتى عند قيادة السيارة.
ويرى جريبيع أن سبب هوس الناس بهذا العالم “الافتراضي” هو شعور المستخدم بالحرية التامة بعيدا عن العادات الاجتماعية وأي مثبط اجتماعي أو قيد. وهذا الأمر يجعل الشخص برأي جريبيع عديم مسؤولية بكل ما يخص حياته وإن كانت سلامته وسلامة غيره على المحك.
أما خبير مواقع التواصل الاجتماعي خالد الأحمد يبين أن تنبيه التطبيقات أي النغمات التي تنبه المستخدم عن وصول أي تحديث على تطبيقات الانترنت والتواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي لتشتت الذهن في جميع مجالات الحياة. وينصح الأحمد بالوصول لفكرة حذف هذه التنبيهات والرجوع للتطبيقات عندما يسمح للشخص بذلك.
ويقول “يجب ان يتعلم المرء من الأخطاء ويسحب نفسه من هذا الهوس، وأن يتعلم أخلاقيات العمل على هذه التطبيقات وأن يكون مراقبا على ذاته، فيغلق هذه التنبيهات ويحول هاتفه من الحالة العامة إلى الصامتة في العمل أو الاجتماعات أو أثناء قيادة السيارات.”
ويشير إلى أن هناك احصائية جديدة تقول “عين المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي عندما تتشت من أمام الشخص إلى الهاتف لمدة خمس ثواني يعني أنه سار مسافة طول ملعب أولومبي في السيارة وهذه كارثة حقيقية”.
ويؤكد أن وقت الانتباه البشري العام 2000 كان 12 ثانية، وفي عام 2013 باتت 8 ثوان، وهذا بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية ويقول “كل ذلك يؤثر على قيادة السيارات ويزيد من حوادث السيارة.”
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012