أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
سيناريو مسجد بابري.. فايننشال تايمز : حملة لبناء معابد محل مساجد في الهند بوريل : قطاع غزة كان أكبر سجن مفتوح قبل الحرب، تحول اليوم إلى أكبر مقبرة مفتوحة إصابة الأسير مروان البرغوثي جراء اعتداء السجانين عليه مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان قائد 4 مدمرات امريكية ل"بي بي سي": اليمنيون شكلوا التحدي الأكبر لبحريتنا في التاريخ الحديث تساوي الليل والنهار.. النصف الشمالي للأرض يشهد بداية الربيع رسميا "لو كنت رئيسا لما حصل هجوم 7 أكتوبر!" الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى (بث مباشر) الأردن في المرتبة 31 عالميًا و5 عربيًا بين الأكثر بؤسا بالعالم ولي العهد يؤدي مناسك العمرة - صور محافظة إربد تعتزم تكثيف حملات مكافحة التسول "البوتاس العربية" تستعرض إنجازاتها وخططها المستقبلية في لقاء مع مجلس إدارة شركة الاستثمارات الحكومية إغلاق ملحمتين في عمّان منذ بداية رمضان الزراعة: كميات اللحوم المحلية والمُستوردة بالأسواق كافية الأرصاد: أمطار غزيرة على أجزاء من مأدبا والكرك ومعان
بحث
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024


لماذا فوّتم الفرصة؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
29-08-2016 12:20 AM
يشارك حزب الوسط الإسلامي في الانتخابات النيابية الوشيكة عبر 14 قائمة، موزعة على 8 محافظات؛ وبمشاركة 23 مرشّحاً من الحزب، من إجمالي 84 مرشحاً ومرشحة من الحزب وحلفائه، كما أوضح في مؤتمر صحفي، أول من أمس، الأمين العام للحزب، النائب السابق، مدّ الله الطراونة.
ومرّة أخرى يعلن أمين عام الحزب أنّ الحزب قرّر خوض الانتخابات من دون اعتماد اسم الحزب، بل وتم الإفصاح فقط عن أسماء 16 من مرشّحي الحزب، فيما اعتبر السبعة الآخرون سرّيين (من الـ23 مرشحاً). كما أنّنا لا نعلم عن باقي المرشحين المتحالفين مع الحزب من الـ84 مرشحاً!
الطريف في الأمر أنّ قادة الحزب أعلنوا برنامجهم الانتخابي، من دون أن نعرف من سيتبناه في الحملات الانتخابية، إذا كانت القوائم سرّية. فالبرنامج الحزبي هو الذي تخاض على أساسه الانتخابات ويستقطب الناخبين، وهو مدار المعركة الانتخابية، وإذا كانت القوائم سرّية فمن سيعلن البرنامج، ومن سيتبنّاه؟!
بالطبع، يمكن أن نضيف إلى ذلك أن الأسماء المعلنة، وليس السريّة، أغلبها لا يوجد رابط بينها وبين الأفكار السياسية التي ينادي بها الحزب، وأقرب إلى 'التركيب الاصطناعي' المكشوف، وبعضها مجرد وجوده مع القائمة يسيء للحزب، كما كانت الحال في البرلمان الماضي عندما تمّ تركيب كتلة نيابية غير متسقة، وفيها نواب شكّلوا عبئاً كبيراً على سمعة الحزب ومصداقيته.
بالطبع، الهدف من تجميع هذه القوائم وجمع أكبر عدد من المرشحين، وحتى النواب بعد تشكيل الكتلة في المجلس، هو تقوية وجود الحزب وحضوره. لكن العدد وحده لا يكفي. وإذا كنّا نريد أن نقارن هذه القوائم مع قوائم حزب جبهة العمل الإسلامي، فإنّ 'الإخوان' ضموا في قوائمهم أعداداً كبيرة متنوعة من المرشحين، وبينهم 'ما صنع الحداد' من التناقضات، حتى في داخل مرشحي الجبهة أنفسهم، لكن الحزب فرض لونه على الجميع، وشكّل هو المظلة، فظهر قوياً صلباً في الحملة الانتخابية!
أرجو أن يعذرني الأصدقاء الذين أعتز بهم من قادة حزب الوسط الإسلامي، وهم شباب متميزون، على درجة من الوعي الوطني، مثل مدّ الله الطراونة، ود.محمد الخطيب، ود.هايل داوود، ومعهم مجموعة خيّرة. لكنّني أظن أنّ عليهم مراجعة المشروع برمّته، وإعادة النظر في موضوع الحزب ومساره. فالوصول إلى قبة البرلمان من الضروري أن يتم عبر عمل شعبي حقيقي وجسور، والتفكير المعمق بالخطاب والحملة الإعلامية، وإنتاج هوية مستقلة للحزب وصورة إصلاحية ثابتة.
أغلب قادة الحزب من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين سابقاً، ويعرفون تماماً تقاليد العمل الشعبي والجماهيري. وكذلك الحال في حزب المؤتمر الوطني (زمزم)، وجمعية الإخوان المسلمين الجديدة، ولا أظن أنّه يوجد داعٍ حقيقي كيلا يجتمعوا ويخططوا معاً، ويرسموا طريقاً مغايرة للمسارات الراهنة غير المنتجة، التي تجعلهم عالةً على الدولة، ما يفقدهم استقلاليتهم ويضعف صورتهم وقدرتهم على الاشتباك مع الشارع، ويجعل من القصة مرتبطة بتبادل أدوار بين القيادات والمؤسسات التي تتحول إلى هياكل غير فاعلة وليست منتجة!
أصارحهم بهذه القناعة، لأنّها هي التي تحكم نظرة المسؤولين ودوائر القرار تجاههم. بينما لو أرادوا اجتراح مسارٍ آخر، فإن ثمّة اليوم قضايا عديدة يمكن أن تكون بوابة واسعة لإقناع الشارع، بشرط الاستقلالية والمصداقية، مثل محاربة الفساد، والتعليم، وحماية الطبقة الوسطى، ورؤيتهم للإصلاح الاقتصادي وقضايا السلم الأهلي وغيرها من قضايا.
برغم أنّ حزب جبهة العمل الإسلامي ما يزال الأقوى شعبياً، إلاّ أنّه لم يتجاوز الشعاراتية، فيما كان بإمكان 'الوسط' والإسلاميين الجدد تقديم خطاب برامجي واقعي، وتأويل وسطي معتدل للإسلام، لكنّهم فوّتوا هذه الفرص الثمينة!

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012