|
|
|
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شعب خجول جداًَ..
بقلم : احمد حسن الزعبي 30-08-2016 12:54 AM قال لي أحد الأصدقاء وقد بلغ من العمر عتيّاً، أنه أثناء النظرة الأولى للفتاة التي قدم لخطبتها (أصبحت زوجته لاحقا) والحديث الطفيف المتبادل بينهما لم يجد عنصر كيمياء واحد بين دماغه ودماغها فقرر الخروج من المأزق في أقل الخسائر ، وأثناء انتظار السيدة الوالدة رد ابنها الفوري حول رأيه بالعروس ، تردد ،تلعثم ،لم يستطع ان يشبك حرفين معاً..فاعتبروا أن السكوت علامة الرضا وأن الخجل وحده منعه من التعبير عن إعجابه لا أكثر ،فقرأ الحضور الفاتحة وقرروا إحضار جاهة موسعة بعد يومين.. يقول الصديق الكهل ، أنه قد أخبر أمه في نفس المساء بعدم الموافقة، وأبدى رغبته وهو في كامل قواه العقلية التراجع عن خطبة الفتاة ،لأنه لم يعط رأياً بالموافقة أصلاً.. فقرعته الحجّة بعبارة–أعتقد نصف الشعب يدفع ثمنها الآن بمواقف مختلفة–«مش عيب عليك... انت زلمة ؟؟ عيب الزلمة يرجع بحكيه»..المحصّلة بعد عشرين سنة من الزواج؛ أربعة أولاد وثلاث بنات وضرة وطليقة ، فقد قرر بعد عشرين سنة أن يتزوج الثانية لأن الأولى زوجة المجتمع–وقد تركها لهم–أما الثانية فهي زوجته التي هي من اختياره الواعي دون مؤثرات.. بطبعنا نحن شعب خجول جداً، نفرّ من المواجهة قدر الإمكان، نفضّل أن نُظلم على أن نطالب بحقّنا... يعدّ الخباز الأرغفة ويناولنا فنخجل أن نقول له أن البيع بالوزن لا بالأرغفة كي لا نتّهم بالبخل، لا ندقق فاتورة المطعم وندفع المبلغ المؤلف من خيال المحاسب كي لا نتّهم بــ» القطمطة»، نخجل أن نقول لمن أسهب في مديح المسؤول أنك منافق كي لا نتهم بالفجاجة ، ونخجل ان نقول للمسؤول الذي مص دم البلد وأورث أبنائه «الشلمونة» أنك فاسد ولا تنجب الا فاسداًَ كي لا نتهم بالتجنّي ، ونخجل أن نقول للحكومات أن المواطن بالنسبة لكم مجرّد «جاعد» «بالبرد بتلبسوه وبالحمّ بتشحلوه» ، عند النائبات تريدون تكاتفنا ووقفتنا مع الوطن وعند الرخاء تركلونا بأرجلكم بأقصى ما أوتيتم من عزم مثل «قطط اللحّامين»..ونخجل أن نقول لأبن العشيرة المترشح بالإكراه باسم العشيرة «ضب خطّك» والزم بيتك فأنت لا تصلح ، لا تقرأ ولا تكتب ولا تشرّع ولا تراقب فنسكت حفاظاً على وحدة العشيرة ونساهم بالخطيئة ،نخجل أن نقول للمرشح الفاسد الذي يشتري شعبيته بأمواله أن مكانك «باحة السجن» لا قبة البرلمان ،ونخجل أن نقول لمن يبيع ضميره وفرح في «القروش» على وجه العيد والمدارس، ستدفع ثمن ما قبضت أضعافا عندما يصل من اشتراك إلى البرلمان، نخجل أن نقول، أن كل ما يجري من حولنا مجرّد «...» مكتوبة ومؤدّاة كل يعرف دوره ويعرف متى يدخل ومتى يخرج ومتى يصرخ ومتى يسكت ومتى يبدّل ملابسه ومتى يمسح مكياجه ، والجمهور هو الوحيد الذي يدفع تذاكر مشاهدته مضاعفة من روزنامة العمر.. (الراي)
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
30-08-2016 10:23 AM
 ومن خجلنا الكريه أن نخجل ونسكت عندما يقوم مجلس الوزراء أمس بتعيين مهندس زراعي من كادر الأمانة كل سيرته الذاتية تتمثل في إدارة مكافحة القوارض والصحة العامة والبيئة والتعامل مع الثلوج والمنخفضات الجوية اعلاميا في منصب أمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية المعنية بشؤون الأحزاب السياسية والعمل السياسي وتشكيل حلقة وصل بين الحكومة والبرلمان القادم.. لو حدث هذا في بلد ديموقرطي حقيقي لقامت الدنيا ولم تقعد حتى يتم إقالة الحكومة التي اقترفت هذه الجريمة.. بس "الخجل" ذابحنا ومراعاة "الخواطر" قاتلنا..
2) تعليق بواسطة :
30-08-2016 10:47 AM
شعب يخجل من الاحتجاج والصراخ عندما يقوم مسؤولوه بتعيين أولادهم "النظوات" في مواقع متقدمة بينما أبناء الشعب الخجلان يتضورون جوعا وبطالة.. إبن سلامة حماد وزير الداخلية مستشار اقتصادي في واشنطن، ابن عيد الدحيات يعين أمس امينا عاما لوزارة المياه والري، مهندس زراعي من امانة عمان يعين امس امينا عاما لوزارة الشؤون السياسية، ابن فلان وابن علان.. واحنا خلينا خجلانين ومؤدبين وحلوين..
3) تعليق بواسطة :
30-08-2016 11:13 AM
الديوان الملكي مليء بأبناء وبنات المسئولين السابقين على الدرجة العليا منذ أول يوم لتخرجه من الجامعة(طبعا الجامعة
4) تعليق بواسطة :
30-08-2016 11:22 AM
كﻻ يا سيدي نحن شعب ﻻ يستحي ننتخب الفاسد ونطالبه بمحاربة الفساد . ننتخب المقاولين السياسين ونطالبهم بالدفاع عن الشعب في وجه الفاسدين . ننتخب على كل اﻻسس العشيرة او المال او المنفعه او العرق .وﻻ ننتخب على اسس اﻻمانة والكفاءة والجرأة والثبات على الحق. ونرجوا من البرلمان الذي بنيناه على الفساد ان يقاوم الفاسدين
5) تعليق بواسطة :
30-08-2016 05:06 PM
ولذلك قيل بان تاريخنا كتب بالعكس ونظرة بسيطة لواقعنا الحالي توءكد ذلك، للأسف، عرفنا هذا بعد فوات الاوان.
6) تعليق بواسطة :
31-08-2016 03:16 PM
To Allah Al-Musta3an, your comment is right on the mark. Also, Ahmad's point is valid, we are culturally prone to do what we are told to do. We were raised to obey and not question old traditions and that applies across the board including how we are raised at home to how we are taught in school to how we get married, and to every stage of our lives. We lack relying on reason and objectivity but rather rely on history, tradition, and religion
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق