أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


تفاهم سوري تركي: حلب لدمشق ومشروع الكيان الكردي لانقرة

30-08-2016 01:01 AM
كل الاردن -
تؤكد تداعيات المشهد السوري منذ اواسط تموز(يوليو) الماضي، أن سورية وتركيا تقفان على تخوم تفاهم أمني يفضي إلى تفاهم سياسي، حسب محللين يرون أن 'التفاهم غير المسبوق، لم تتضح معالمه الكبرى بعد. لكن عنوانه الأول، إجراء مقايضة بين تراجع الأتراك عن حلب وإغلاق معابر الشمال أمام بعض المجموعات المسلحة، أو أكثرها أهمية، مقابل إطلاق حرية القوات التركية في ضرب المشروع الكردي في الشمال'.
ويختصر المحللون مضامين المشروع بـ'حلب لسورية، وجثة المشروع الكردي في سورية... للأتراك'.
أما المعالم الاساسية للمقايضة، فيقول المحللون، انها وضعت على طاولة اللقاءات بين المسؤولين الأمنيين. الاتراك كانوا قد قاموا، بما عَدُّوه مبادرة أولية، من جهتهم وبنصيحة روسية ـ إيرانية، بإعلام دمشق بعملية جرابلس في السادس عشر من آب(اغسطس)، أي قبل أسبوع من انطلاق الدبابات التركية في قرقميش نحو جرابلس'. واضافوا انه 'لكي يتبلور الاتفاق ـ الصفقة، ما تزال كثير من التفاصيل بحاجة للقاءات اضافية وضعت لها روزنامة كاملة. فبعد بغداد، هناك اجتماع في دمشق، وآخر في موسكو، وربما اسطنبول. وبحسب معلومات عربية موثوقة، استقبلت العاصمة العراقية، يوم الخميس الماضي، اجتماعا امنيا ثلاثيا، ضم ممثلين عن وزارة الدفاع، والاستخبارات العسكرية العراقية، وثلاثة من كبار الضباط السوريين، ينتمون إلى شعبة الأمن العسكري والاستخبارات العامة، ووفدا أمنيا تركيا تقدمه حقان فيدان رئيس الاستخبارات التركية 'ميت'.
وتقول المعلومات ان الضباط السوريين وصلوا العاصمة العراقية في عداد وفد ديبلوماسي سوري، قاده وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي لم يشارك في تلك المفاوضات، لتقتصر على الأمنيين وحدهم. وتؤكد مصادر مطلعة على الملف السوري، ان المجتمعين ابدوا ايجابية كبيرة لفتح صفحة من التعاون المشترك، واختبار استعادة التنسيق الأمني خصوصاً في ما يتصل بـ 'حزب العمال الكردستاني' ونشاطه في سورية.
وأكدت المصادر المطلعة أن الوفد التركي طلب في فاتحة الاجتماع الحصول على معلومات عن سبعة من الضباط الاتراك الذين كانوا يشاركون في المعارك الى جانب المعارضة السورية المسلحة، وفقدت الاستخبارات التركية الاتصال بهم في شباط (فبراير) العام الماضي. ومن المعروف ان قوات تركية خاصة شاركت بشكل مباشر في قتال الجيش السوري، في اللاذقية، وفي ادلب، وفي مدينة حلب نفسها، خصوصا في الجزء الشرقي من المدينة، وأن عددا منهم قتل خلال تلك العمليات، من دون أن تعلن هيئة الأركان التركية رسمياً عن مقتلهم. وكانت مجموعة من الضباط الاتراك تشارك بفعالية في معارك مدينة حلب، خلال ما سمي 'ملحمة حلب الكبرى' وحوصرت في المدينة إلى أن تمكنت موجات الانتحاريين من 'الحزب الإسلامي التركستاني'، التي تقودها الاستخبارات التركية، من فتح ثغرة في الراموسة جنوب المدينة لإجلائهم.
وتقول المعلومات إن الجانب السوري قدّم للاتراك وثائق عن اربعة من الضباط الاتراك اسروا في معارك حلب، وما يزالون على قيد الحياة لدى الجيش السوري والاستخبارات السورية، فيما نفى الجانب السوري حيازته أي معلومات بشأن الضباط الثلاثة الاتراك الآخرين، الذين فقد الاتصال بهم، ولكن الجانب السوري تعهد بالعمل على الحصول على المزيد من المعلومات بشأنهم.
وتقول المعلومات إن الوفد الأمني السوري تلقى توجيهات من أعلى المراجع الأمنية في سورية، كالوفد التركي، بإبداء اقصى درجات التعاون، وطرح جميع الملفات على طاولة البحث، وقد ابلغ الوفد قيادته في دمشق بانطباع عميق ان الاتراك مستعدون لتطوير التعاون والتوصل إلى صفقة مع سورية، في اقرب وقت ممكن. ومن المقرر أن تستقبل دمشق الأحد المقبل، اجتماعا رباعيا، بعد الاجتماع الثلاثي الأمني في بغداد. ويستهدف توسيع الاجتماع منح الإيرانيين دورا في المفاوضات التي ستضم اليهم، وفودا عراقية وسورية وتركية.
وتقول معلومات في هذا الاطار إن مستوى المفاوضات سيرتفع في الأيام المقبلة بعدما تم التفاهم على مبادئه العامة، وان موسكو ستستقبل اللواء علي مملوك رئيس مجلس الأمن الوطني، يوم الثلاثاء المقبل، للتشاور مع الجانب الروسي في نتائج الاجتماعات التي تتواصل، بين الاتراك والسوريين والإيرانيين والعراقيين، وعقد لقاء يضم إلى الروس الوفد الأمني التركي نفسه.
وبحسب مصادر عربية مطلعة، فقد توصل السوريون والاتراك إلى صفقة أولية بينهما، تعهدت بموجبها دمشق التي أعلنت 'حزب العمال الكردستاني' حزباً إرهابياً خلال صدامات الجيش السوري في مدينة الحسكة الاسبوع الماضي، مع 'وحدات حماية الشعب الكردية'، ان تواصل اعتبار الفصائل الكردية المسلحة العاملة في الشمال السوري على اختلاف اتجاهاتها السياسية، مجموعات إرهابية. كما تعهدت دمشق، بوقف تسليح ودعم فصيلين كرديين في منطقة عفرين، أو الفصائل التي تتعاون مع 'الكردستاني'.
وفي المقابل، تعهد الاتراك ان يبدأوا بوقف تسليح ودعم المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري في حلب، والتفاهم على لائحة الفصائل التي سيتم تصنيفها إرهابية، بحسب لوائح روسية.
وتستجيب انقرة بذلك لثلاثة قرارات دولية تحثها اولا على إقفال المعابر مع سورية أمام الإرهابيين، كما تستجيب لمطلب روسي عملت تركيا في الماضي مع الولايات المتحدة على عرقلته منذ مؤتمر فيينا في 14 تشرين الماضي(نوفمبر).
وتتضمن الصفقة ايضا دراسة آليات لمراقبة المعابر الحدودية تقبل فيها تركيا باشراك ضباط روس، ووحدات روسية للاشراف على تلك المعابر.
ويقول المحللون انه من الواضح ان الاتفاق يختصر ما كان ممكناً تبادله بين جميع الاطراف، وما كان مطلوبا منذ بداية الأزمة: أي عودة دمشق إلى روحية اتفاق اضنة سياسياً وعسكرياً، ومنع 'الكردستاني' من اتخاذ الشمال السوري قاعدة خلفية له لمهاجمة الاراضي التركية، مقابل تخلي تركيا الصريح عن طموحاتها في حلب، ووقف دعم المجموعات المسلحة التي تشكل رأس الحربة في قتال الجيش السوري، لا سيما في الشمال السوري.
واعتب المحللون ان الاتراك خطوا خطوة اولى لفصل المعارضة المعتدلة، عن المجموعات المتطرفة. اذ شكل استدعاء الاتراك لآلاف المقاتلين من جبهات حلب بشكل خاص وادلب، مبادرة لفصل المجموعات التي تعمل معهم مباشرة، عن المجموعات الاخرى المتطرفة التي يقومون بتنسيق عملياتها. اذ استدعى الاتراك الى جرابلس، المئات من بقايا 'جبهة ثوار سورية' التي كان يقودها رجلهم في ادلب، جمال معروف، الذي ما يزال يحتفظ، بمجموعات تضم أربعة آلاف مقاتل. كما تم استدعاء اجنحة كبيرة من 'الجبهة الشامية'، بعدما نشبت خلافات كبيرة بينها وبين 'جيش الفتح' حول عمليات حلب. وسحبت الاستخبارات التركية، 'الفرقة 13'، والألوية التركمانية التي تعمل اصلا في منطقة الحدود السورية التركية، لا سيما في الريف اللاذقاني الشمالي، وجرابلس واريافها، وتضم هذه الالوية، مجموعات 'اللواء مراد الرابع'،
و'السلطان سليم'، و 'استقم كما امرت'، وبعض المجموعات القريبة من الاستخبارات التركية في 'احرار الشام'، و 'فيلق الشام'. لكن قوات كبيرة واساسية ما تزال ترابط في الكليات العسكرية في حلب، ومعبر الراموسة، كـ 'جيش الفتح'، و 'جيش المجاهدين'، و 'الحزب الاسلامي التركستاني'.
ويرجح المحللون ان تواجه الصفقة تساؤلات عن الدور الأميركي، وامكانية ان يذهب الاتراك بعيدا في التفاهم والتنسيق مع الروس والإيرانيين والسوريين، من دون موافقة أميركية، مستبعدين طبعاً، أو من دون إحداث نقلة في موقع تركيا التاريخي تقليديا في مواجهة محور المقاومة، وقدرة الرئيس التركي على اتخاذ قرار من هذا النوع والتمرد على واشنطن، وهي قدرة يمكن الشك فيها.
ويشكك المحللون بمدى التزام الاتراك بتنفيذ هذه التعهدات، التي اخذوها على انفسهم، في لحظة شعور بخيانة الحليف الأميركي لهم، وصعود هواجسهم الكردية.
وقالوا ان مؤشرات حقيقية حتى الآن عن تغير الموقف التركي ميدانياً، ما تزال تحتاج الى المزيد من الوقت، خصوصاً في حلب؛ الا ان الاميركيين، في مؤشر أول، بدأوا يُبدون ضيقاً بالتقارب التركي - الإيراني - الروسي، واوعزوا إلى اجهزتهم بالتوقف عن تزويد الاتراك بالمعلومات العسكرية والأمنية في سورية، كما ان طائراتهم لن تشارك في أي عملية جوية تستهدف الاكراد أو حلفاءهم غرب الفرات، في منبج وارياف جرابلس، على العكس من التعهدات الأميركية الأولى، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى انقرة، والتي كانت نبرة التهديد فيها للكرد عالية جدا، بدأت تتبدد مع المناوشات الكردية التركية الأولى، قرب قرية العمارنة، وتدمير الكرد لدبابتين تركيتين.. لكن الحرب التركية - الكردية الحقيقية لم تبدأ بعد.
وامس، أكدت الحكومة التركية أنها أبلغت الجانب السوري ببدء عملية 'درع الفرات' بشمال سورية وذلك عن طريق روسيا.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي بأنقرة 'كافة الجهات المعنية كانت على علم ببدء عملية 'درع الفرات'، بما فيها دمشق، التي أبلغتها روسيا، ونحن على قناعة بذلك. نحن لا ننوي أن نتحول إلى قوة دائمة في سورية، تركيا ليست محتلة، ولن نتورط في الحرب، ولن نكون طرفا في النزاع العسكري'، محذرا في الوقت نفسه بأن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال وجود خطر على أمنها في المنطقة.
وأكد المسؤول التركي أن العملية المذكورة تهدف إلى تطهير المنطقة من تنظيم 'داعش' الإرهابي ومنع قوات أكراد سورية إقامة ممر (بين المناطق الخاضعة لسيطرتهم)، مشيرا إلى أن نجاح الأكراد في ذلك سيعني تقسيم سورية.
وكان وزير الدفاع التركي فكري إيشيق قد أعلن الخميس الماضي، أن أنقرة أبلغت موسكو وواشنطن بخطة العملية التي يجريها 'الجيش السوري الحر' بدعم من الجيش التركي، ثم أبلغت كذلك إيران، دون إجراء اتصالات مباشرة مع دمشق بهذا الخصوص.

(وكالات)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-08-2016 10:32 AM

هههههههههههههههه
اضحكتني كلمة التنسيق مع الجانب السوري
الكل يعرف أن النظام الاسدي الجبان لا يمون على شئ
وليس له كلمة
والكلمة الوحيدة التي تناسبه هي كلمة طرطور
والله رئيس أصغر بلدية روسية له كلمة مسموعة أكثر من بشار
الأتراك نسقوا مع الروس واتفقوا على كل شيء
أما النظام الاسدي فمكانه في الجيبة الروسية الصغيرة

2) تعليق بواسطة :
30-08-2016 11:20 AM

يبدو ان الصحفي دخل إجتماع ضباط الإستخبارات التركية والعراقية والسورية بينما كان ينتظر وليد المعلم في الصالة بالدور الاسفل ويشرب إستكان شاي عراقي ..

3) تعليق بواسطة :
30-08-2016 11:38 AM

هناك بعض المعلقين يكتبون القهقة رغم انهم يتعصّرون قهرا
في الواقع.
لو التقيت شخصيا بمثل هؤلاء لظللت اقول:أسد,بشار,حافظ
وأراهم كيف يهتزّون بهستيريا تجعلنا نتسلّى ونضحك عليهم.
وعندما نريد تهدئتهم أقول:الحرب على ايران اولى من الحرب
على اسرائيل.

4) تعليق بواسطة :
30-08-2016 01:34 PM

كاشف الطابق يا ابو الزيداني
طبعا الله حكيم وله من خلقه شؤون وغاية
الكمال لله وحده ووجود مثل هولاء الناس هي بحد ذاتها متعه والا الحياه أصبحت ممله لو كان تفكير الناس واحد وأصبحت الحياة لا تطاق من وحدة الفكر
حتى الموت هو من يعطي للحياة طعمها لأن الإنسان يشعر بقيمة جمال الحياة وتجعل الإنسان دائما طموح ويحب العيش

5) تعليق بواسطة :
30-08-2016 06:15 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
30-08-2016 07:31 PM

بلا شك ان الاكراد لهم رغبة بالانفصال وهذه الرغبة تتعارض مع مصلحة كل من تركيا وسوريا والعراق وايران لأنها تشجع الاكراد في بقية الدول على الانفصال خصوصا في تركيا حيث العدد الأكبر من الاكراد يعيشون هتاك. كما ان الاكراد كانوا ولا يزالوا يستخدموا من قبل تلك الدول كورقة ضغط لغايات انية. فالبتالي لا يستبعد ولا يجب ان نستغرب اتفاقا بين تلك الدول بهذا الخصوص. وفيما بعد تعقد مؤتمرات بين كافة الفصائل السورية مع النظام لوضع الية للاتفاق واجراء انتخابات وما شابة ذلك بعد ان يكون قد تم القضاء على داعش واخواته

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012