أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


و"صمت" منجنيق داعش!

بقلم : د.محمد ابو رمان
01-09-2016 02:00 AM
نعى تنظيم 'داعش'، أول من أمس، المتحدث باسمه وأحد أبرز قادته، 'أبو محمد العدناني'، الذي أصبح مسؤولاً عن قسم العمليات الخارجية في التنظيم في الأشهر الماضية. وقد قُتل بعد تعقبه بطائرة من دون طيار في محافظة حلب في سورية.
العدناني هو السوري، طه صبحي فلاحة، من بلدة بنش في محافظة إدلب. انضم إلى تنظيم 'قاعدة العراق' (عندما كان تنظيم 'داعش' جزءاً من شبكة 'القاعدة' العالمية)، واعتُقل في العراق في العام 2005، ثم أصبح أحد أبرز الوجوه البارزة في 'داعش'، بل قد يكون أهمّ سوري فيه.
وبرغم أنّ العدناني ليس الأول من قيادات الصف الأول الذين يتم قتلهم؛ إذ سبقه قادة عسكريون بارزون، مثل أبو علي الأنباري، وأبو مسلم التركماني، وعمر الشيشاني، وقبلهم حجي بكر، وعبدالرحمن البيلاوي، وغيرهم، فإنّ قيمة العدناني لا تبرز في دوره العسكري بدرجة أولى، بل في أحد أبرز مصادر القوة التي يعتمد عليها 'داعش'، وهي 'الرواية الإعلامية'.
لم يكن العدناني، في الفترة الماضية، مجرّد ناطق رسمي باسم التنظيم، بل لعب دوراً ملحوظاً في بناء روايته السياسية والفكرية وتصميمها، وترويج أيديولوجيته الصلبة، والسجال مع زعيم تنظيم 'القاعدة' المركزية، وتقديم رؤية 'داعش' للأحداث الدولية والإقليمية والمحلية.
كانت خطابات العدناني تمثّل، لأبناء التنظيم وأنصاره في مختلف دول العالم، الذخر المعنوي في الحرب النفسية والإعلامية العالمية، فهو أصبح الصوت البارز للتنظيم في العالم الذي يعرف كيف يخوض حرباً مع خصومه.
وكان اسم العدناني قد بدأ يتردّد، في الأوساط الإعلامية العالمية، مع بداية الخلافات بين 'داعش' و'جبهة النصرة'. ثم سطع نجمه إعلامياً عندما ظهر (مع تمويه بصري) في شريط مصوّر مع أبو عمر الشيشاني في 29 حزيران (يونيو) 2014، وهما يقفان إلى جانب آلياتٍ تزيل الحدود بين العراق وسورية، معلناً نهاية حقبة 'سايكس-بيكو'، وانتهى الشريط بقتل عدد من 'حرس الحدود' العراقيين. ليعلن العدناني نفسه (في كلمة بعنوان 'هذا وعد الله') الخلافة الإسلامية.
عُرفت كلمات العدناني بصلابة وشراسة لا تقل عن دموية التنظيم الذي يمثّله؛ فلم يكن يحاول إخفاء هذا 'الوجه المتوحش' لتنظيمه، بل كان يتفنّن في التعبير عنه وترويجه، بلغةٍ تزاود على الأفلام المصوّرة التي تُظهر التنظيم وهو يقوم بعمليات الذبح والقتل، بالسكاكين والإغراق والرصاص، بما تجاوز أي تنظيم جهادوي سابق، حتى 'القاعدة' الأمّ نفسها.
لم توفر شراسة العدناني زعيم 'جبهة النصرة' أبو محمد الجولاني، الذي نال حظّاً وافراً من اتهامات الأول، ومثله الظواهري نفسه. إذ فاجأ العدناني أنصار السلفية الجهادية في العالم بقسوة ردوده على الظواهري؛ ففي كلمته 'عذراً أمير القاعدة'، اتّهم العدناني الظواهري بالانحراف عن نهج 'قاعدة بن لادن'. وأحرج 'القاعدة' عندما كشف عن سرّ الصفقة التي كانت قد عقدتها مع إيران، بعد الحرب الأفغانية 2001.
على الرغم من هذه الكلمات القاسية والعنيفة، فإنّ العدناني حظي بشعبية جارفة في أوساط أنصار التنظيم وأتباعه، إذ عزّز الصورة الصلبة القاسية التي عمل التنظيم على الظهور بها، منذ مرحلة الزرقاوي، مروراً بأبو عمر البغدادي، وأبو حمزة المهاجر، وصولاً إلى أبو بكر البغدادي والعدناني.
أصبح أبناء التنظيم وأنصاره ينتظرون خطابات العدناني هذه على أحرّ من الجمر، فهي الأكثر قدرة على ترسيم معالم الرواية السياسية والإعلامية لهم. لذلك، أطلقوا عليه مفتخرين وصف 'منجنيق الدولة الإسلامية'، كنايةً عن حجم تأثير كلماته وخطابه الإعلامي.

(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-09-2016 08:10 AM

هذا جعل روث لا أكثر

صوته و هو يتكلم يشبه صوت باب مفاصله اكلها الصدأ

و ها هو ينتهي قطع محروقة و اشلاء مهترئة تاكلها كلاب الصحراء و قطط الشوارع

لا ينبهر به سوى ضعاف العقول و دهماء التكفيرين و التكفيريات الذين من عندهم خرج كل هذا العفن جماعة الحيض و النفاس و اللحية و شعر الراس

2) تعليق بواسطة :
01-09-2016 10:03 AM

داعش اوشكت على التﻻشي كما تﻻشى تنظيم القاعده من قبل .والمهم اردنيا التخطيط لمرحلة ما بعد داعش والقوى التي ستملئ الفراغ الذي ستتركه داعش وتأثيرها على اﻻمن الوطني اﻻردني وتحديدا في سوريا والعراق .

3) تعليق بواسطة :
01-09-2016 10:54 AM

والله حيرتنا يا ابو رمان ، هذا تحليل أم تأبين للقتيل ؟؟!!!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012