أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


فؤاد البطاينة يكتب..القادم أكبر من المراهنة على مجلس نعرف حدوده

بقلم : فؤاد البطاينه
24-09-2016 11:08 AM
تعايش شعبنا في الأردن من خاصته الى عامته مع أغرب قانون انتخاب جرَبه ، وعاش أغرب انتخابات في تاريخه وشهد غرائب في النتائج لم تقنع الكثيرين . القانون مُفصل في الأساس للأحزاب وللانتخابات الحزبية وليس للعشائر . لكننا طبقناه على العشائر بعد أن ( (قيفناه ) دون أن نُكيفه . وبما أن العشائر ليست أحزابا ، فقد تحول كل منها الى بوتقة لتحزبات متناحرة على الفوز بشرف المنصب ، على قاعدة ( ما فيش حد أحسن من حد ).
إن قانون الصوت الواحد بمسماه الصريح كان يسمح بتوافق العشيرة على شخص واحد مع ما يرافق ذلك من مشاحنات ، إلا ان قانون القوائم الخاص ببلدنا بنصه مع شروطه وتطبيقاته يفتح الباب بالضرورة الى ترشح أكثر من شخص واحد وبلغ في بعض العشائر سته ، وضاقت مساحة بعضها على مرشحيها فهجرها بعضهم الى مناطق أو إلى عشائر لديها متسع ليترشحوا فيها . ودخلت معظمها في معارك داخلية ولدت بينها حزازات ربما لسنين قادمه .
إن الدولة ومشرعيها السياسيين والقانونيين يعلمون بأنه لا أحزاب شعبية لدينا ، ولا مؤهلة للفوز ، والأحزاب نفسها تعلم هذه الحقيقة ، ومع ذلك فإن القانون لم يراعِ في الشكل ضرورة الانتخاب على أساس حزبي أو وطني ، وفتح قناته على العشائر ، واكتفت الأحزاب بما تقبضه وما تطلبه من سلف لتعزيز حملاتها الانتخابية لتضحك على نفسها لا على الناس ، فالناس مدركون وضعها كما هي مدركة له . أما الأحزاب الاسلامية منها ،سواء التي بقيت بثوبها ، او تلك التي لبست ثوب الدولة على حياء ، فلم يرحمها القانون ولا الدولة . فلا الأولى تمكنت من الفوز بعدد يفي بغرضها في حماية نفسها من خلال تمثيلها بالمجلس ، ولا الثانية كانت ترقص إلا في العتمه لوحدها . وكلها فشلت في لعبة العشائر الفتاكه .
الحشوات في القوائم لم تكن كلها حشوات ، بل بعض شيوخها هم من كانوا كذلك من حيث لا يدرون . ولعبة القوائم بقواعدها التي كانت غائبة عن الناخبين والمرشحين ، كانت أيضا تنم عن أخطاء في حسابات وتقديرات المشرعين السياسيين والقانونيين الذين أدركوها في الوقت الضائع ، لنشهد مزيدا من الغرائب وتوسعا في ترقي الحشوات الى شيوخ للقوائم ، . فشاهدنا مثلا حشوتين من قرية واحدة متواضعة في قائمتين مختلفتين قد فازا بآلاف الأصوات على شيوخ قائمتيهما . وشاهدنا حشوات اخرى تسحق الأثقال العشائرية ومعها الاسلاميين وأطياف مجتمعية ، أو بتحجيمها الى درجة مكشوفة على حساب الوسطية وحسن التدبير .

إن الأردن بوضعه القائم ، ومن حوله المنطقة تعيش مخاضا سياسيا خطيرا، مسألة تفرض علينا أولوية السعي لتجنيبه نتائج سياسية خطيرة تتربص بنا وعلى رأسها فرض الخيار الاردني ، فالظرف سياسي بامتياز يحتاج الى وحدة الصف. وقد يسمح هذا الظرف لحالة طوارئ على خلفية وطنية ، ولكنه لا يسمح بإغراق الناس أو إشغالها أو إلهائها بلعبة حارقه ، ولا الظرف موات للحديث عن انتخابات ديمقراطية وبرامج اقتصادية واستثمارية وتصحيحية .
وإن مجلس النواب مهما ضم من مرغوبين وخلا من غيرهم لن يكون استثناء في التغيير الممنوع ، ولن يكون مجلسا سياسيا قادرا على فعل شيئ لقضيتنا بحكم الواقع الذي نعرفه .والمتبرعون كثر فلا يحتاج الأمر للمغالاة . إنه ظرف لا يحتمل الخطأ بحق الوطن والهوية والكيان من حيث حيوية ووحدة الجبهة الداخلية ، والعشائر ما زالت لبنتها الأساسية .فكيف إذا تكالب على لحمتها القانون وسُخر بعض أبنائها المعلوفين في هذا .
مخطئ أو غشيم من لا يعتقد بأن جهاز المخابرات الاردنية هو مطبخ عقول سياسية ومفكرة ، وهاجسه حماية الاردن بكيانه السياسي ونظامه وأمنه ، وبأن الأمل معقود عليه كجهاز وطني بامتياز . لكن ما جرى في الانتخابات الأخيرة قد ضحى بالأهم لحساب ما يُعتقد بأنه مهم . وعلى اصحاب التأثير في الدولة أن يتداركوا الموقف ولا يجعلونه زوبعة في فنجان .

إن الأردنيين يلاحظون ازدواجية في التفكير والأهداف على الصعيد الرسمي ، ويلاحظون التلاقي على غياب التأثير الشعبي الوطني الحر والمراهنة على مجلس خاسر ، مما يزيد الوضع تأزما ، والناس ضياعا بلا بوصله يبحثون عن دور. فالقادم إن قدِم خطير يذهب بالمجمل وبالتاريخ . وإن كنت أتمنى شيئا في هذا ، لتمنيت إلغاء نتائج الانتخابات ، وأعدت المجلس السابق إذا كانت هناك حاجة لديكور دستوري ، وفعَلت دور الشعب سياسيا بعيدا عن الأصنام ، ولعدلت القانون في الوقت الضائع تعديلا جذريا محسوبا يخرجه من عباءات الصوت الواحد وخطورة أوجهه التي تلاحق لحمتنا .



التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012