أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ضربة شديدة على الرأس!

بقلم : د.محمد ابو رمان
26-09-2016 01:07 AM
بعيداً عن بعض الأصوات النشاز؛ فإنّ المجتمع الأردني اهتزّ أمس لجريمة اغتيال ناهض حتر، فمثل هذه الواقعة دخيلة تماماً على ثقافتنا، ولم يُقتل صحفي أو كاتب بسبب آرائه ومواقفه، فحتى لو اختلفنا في أيّ موضوع، فإنّ الفيصل هي الحجة، وهنالك في نهاية المطاف دولة وقانون ومؤسسات قضائية يرجع الجميع إليها.
لكن دعونا نكون صريحين ونتحدث بما يتجاوز المجاملات والخطاب العاطفي الفارغ، ونصارح أنفسنا بأنّ جريمة أمس لم تأت من فراغ، بل هي جزء من سياق بدأنا نسير فيه منذ فترة، إذ تنامت حالة انقسام اجتماعي وثقافي على خلفية الموقف من التطورات الإقليمية، تحديداً ما يحدث في سورية، ثم انتقلت إلى معارك داخلية، مثل مناهج التربية والتعليم وقضية ناهض حتر نفسه، وقبله الشاب شادي أبو جابر، والقلق الشديد من نمو تيار مؤيد لأفكار داعش في الداخل، وأحداث إربد والبقعة.
جريمة اغتيال ناهض بمثابة ضربة شديدة على رأسنا جميعاً، نحن الأردنيين، كي نصحو، ونفكّر بصورة جدية في حماية وصيانة الحالة الداخلية والسلم المجتمعي والأهلي، وردّ الاعتبار لثقافة التعددية والقبول بالآخر والحوار، والخروج من حالة 'العصابية' التي وقعنا فيها جميعاً، وظهرت جلية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي حواراتنا، وهي تعكس نزقاً غريباً بالاختلاف بالرأي وانقساماً وتجاذباً حادّاً بين الآراء والمواقف والأفكار!
هي ضربة شديدة على رأس الدولة التي تجاهلت أهمية الرسالة السياسية والمؤسسات الثقافية في حماية المجتمع من التطرف والانقسام، ومن ضرورة إعادة تصميم رسالة الدولة السياسية بوضوح، وتقديم وصفة واضحة للمستقبل؛ أين تقف الدولة؟ ما هي رسالتها؟ وأين هي الجهود الحقيقية الثقافية والإعلامية لمواجهة الانقسام الاجتماعي، وأين دور الإعلام المهني ومسؤوليته في مواجهة الخطابات العصابية وإعادة الجميع إلى المنطقة الوسطى؟
كالعادة، استيقظت النخب السياسية النائمة أمس، وبدأت جهود احتواء حالات الغضب والانفعال، وهذا جيد ومهم، لكن المطلوب ألا يكون ذلك موسمياً ولا مؤقتاً، وأن تكون هنالك جهود حقيقية وجبارة من قبل النخب والمثقفين المعتدلين لملء الفراغ الحالي وقطع الطريق أمام النخب المأزومة وحماية البلاد من أي فتنة غير مبررة ولا منطقية.
المفارقة المحزنة، فعلاً، أنّنا في الأردن تجنّبنا - خلال العقود الماضية- تلك الفتن الطائفية والدينية، وكان المجتمع أنموذجاً على التعددية، وغياب تلك النزعات الخطيرة. لكن منذ الربيع العربي والأحداث في سورية، بدأنا نشعر أنّ الأمور تتغير؛ التيار المؤيد لداعش ينمو، والانقسام الفكري المجتمعي بين العلمانيين والليبراليين من جهة والتيار المحافظ يظهر ويزداد ويتعزز، وبدأت المنطقة الوسطى تتقلص كثيراً، مع حالات التجاذب والمعارك الداخلية، بدلاً من الحوار العقلاني الهادف الواعي!
ضربة شديدة على الرأس، ويوم أسود في تاريخنا، بالتأكيد؛ لكن المهم أن يكون ما حدث 'نقطة تحوّل' في إدارتنا لخلافاتنا الداخلية، وأن نقطع الطريق عبر الإعلام والمثقفين ورجال الدين والسياسيين على هذا المنهج أو المسار الخطير، كي لا يصبح هذا القاتل ملهماً لغيره من المتطرفين!
اغتيال ناهض منعرج خطر جداً، فإمّا أن نصحو ونعرف أنّنا لسنا محصّنين من الفتن والانزلاقات، إن لم نتعامل بحكمة ووطنية وعقلانية مع الظروف الحالية، وإما أن نترك العنان لغرائزنا ومخاوفنا وعواطفنا تقودنا إلى مزيد من الانقسامات والتجاذبات والاحترابات الداخلية!

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-09-2016 10:25 AM

يجب عقد مؤتمر وطني شعبي لتعزيز اللحمه الوطنيه وتفويت الفرصه على الدخلاء الذين يريدون لمجتعمنا الخراب والفوضى

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012