بقلم : شحاده أبو بقر
26-09-2016 03:04 PM
نعرف نحن أبناء البلقاء بعامة , وعشائر ' السلطية وعباد ' بخاصة , جيراننا وعزوتنا أبناء عشائر الفحيص أكثر من سوانا , بحكم الجوار الممتد منذ فجر الاردن الغالي ,وهو جوار عاشه الآباء والاجداد ونعيشه نحن اليوم مسلمين ومسيحيين , إخوة متحابين ,فرحنا واحد , وحزننا واحد , ومصابنا واحد , لم يفرق بيننا صعب او خطب مهما كان , ولا مكان بيننا لخارج عن هذا السياق أبدا !.
هي الفحيص , أنموذج للمدينة الاردنية الأصيلة التي حازت عراقة الماضي وأصالة الحاضر , وتأبى إلا ان تكون الحاضرة الاردنية المعبرة عن عمق ونقاء تاريخنا , وعن صدق وعمق عروبتنا , وعن مكنون إنتمائنا للوطن الحبيب وبإمتياز , لم تخذل الوطن يوما , وإنما ظلت الوفية وبإمتياز كذلك , للوطن والعرش والتاج , فاستحقت وصف المدينة التي لا تعتب , ولا تغضب , إلا من أجل الوطن , لا على الوطن ! .
نعم , هي الفحيص , عاداتها لم تتبدل , ولهجتها لم تتغير ,وأصالتها لم تنحني أمام سيل ' المدنية ' الجارف كما قد يفعل غيرها ,لا بل حافظت على الأنموذج الوطني الاردني الأنصع , في كل ركن ومفصل وشأن , حتى لقد غدت وبجدارة وإستحقاق , المدينة الاردنية الاجمل , بكرومها وروابيها , ومبانيها العتيقة التي تحكي لمن يناجيها وبأمانه , قصة وطن باكمله .
وتبقى الفحيص , شعلة تهدي الباحثين عن أصالة الاردن والاردنيين إلى ضالتهم , مدينة الكرم والرجولة وأخلاق الفرسان , وقلعة العز الاردنية التي لا تهون في مجابهة الفتن , ولا عن جادة الصواب تحيد , مهما واجهت من صعاب , ولا ترضى بغير الوطن بديلا , ولا لغير الوطن تهتف وتنحاز . للفحيص بكل عشائرها وعائلاتها ,تحية تقدير وعرفان وإحترام , من لدن سائر الاردنيين على إختلاف مشربهم ومعتقدهم وأصلهم وفصلهم .
ويبقى الاردن وقد هزته الجريمة النكراء وفتحت عيوننا كلنا اكثر واكثر , على حتمية أن نجلس معا لنتدارس واقعا مستجدا بات يتهددنا جميعا بلا إستثناء لاحد , وطن الحرية والكرامة والتصدي , لكل فكر ضال أسود قد يأخذنا نحو المجهول لا قدر الله رغما عن إرادتنا ! ,وما توقيت الجريمة ومكانها وظروفها بالأمر البريء أبدا أبدا .