أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


الاستثمار في التأزيم

بقلم : د. رحيّل غرايبة
30-09-2016 12:14 AM
من الواضح تماماً أن هناك أطرافا سياسية تقليدية تشكلت وفقاً لعقلية الاستقطاب، التي كانت تشكل سمة بارزة وواضحة لمنهجية العمل السياسي في المرحلة السابقة؛ سواء على صعيد الأنظمة السياسية الرسمية و الدول القائمة، أو على صعيد الأحزاب والقوى والجماعات السياسية الشعبية والفكرية المختلفة من كل الاتجاهات، حيث كان من ثمار منهج الاستقطاب اللجوء إلى أدوات التأزيم ووسائل التعصب، وإثارة كوامن الخلاف بين الاتجاهات السياسية، والبحث عن التميز السياسي من خلال تشويه الخصوم وتعريتهم وإظهار مساوئهم، وكشف أخطائهم وتكبيرها، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في معركة الانتخابات البرلمانية التي سبقت لدينا على سبيل المثال في بعض الدوائر السياسية التي اتضحت فيها الهوية السياسية لبعض القوائم التي تملك أنماط سياسية واضحة، حيث جرى اللعب بوضوح على حبل الإثارة والتأزيم؛ الذي أدى إلى إثارة الحماسة وإشعال بذور التعصب لدى الأتباع، وأثمر في نهاية الأمر إلى تقاسم الفوز.
الفوز الذي يتحقق بزيادة الشرخ بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية في أوساط الشعب الأردني هو في حقيقته فوز بطعم الهزيمة وبمذاق الخسارة الفادحة، حيث يؤدي ذلك إلى إثارة سؤال كبير بحجم الوطن؛ يحتاج إلى إجابة صريحة وجريئة؛ ما فائدة الفوز وتحصيل المقعد النيابي إذا كان من خلال العبث في النسيج المجتمعي، وفي إذكاء الخلاف بين المكونات السياسية وإعادة شرارة الحرب الخفية على شكل الدولة وهويتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها؟!
ينبغي أن نعلم يقيناً أن العمل على إعادة تقسيم المجتمع، وتبني منهج المفاصلة السياسية بين القوى السياسية التقليدية هو محاولة جادة للرجوع القهقرى والعودة إلى الماضي، وإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، وهذا من شأنه عرقلة الجهود المبذولة من القوى الصاعدة على أولوية بناء المجتمع الموحد، وبناء الدولة الموّحدة وتوحيد الشعب الأردني على مشروعه الوطني الكبير الذي يجب أن يتسع لكل الأردنيين بجميع أفكارهم وأديانهم ومذاهبهم السياسية واتجاهاتهم المختلفة والمتباينة، حيث ينبغي الاستفادة الجادة من دروس الأقطار العربية المجاورة التي وصل التأزيم فيها إلى مرحلة الاقتتال الداخلي واستباحة الدم، والذهاب بشعوب المنطقة نحو الهاوية عبر معركة الفناء العدمية.
نحن بحاجة ماسة إلى مغادرة أدبيات التأزيم وثقافة الاستقطاب، وبحاجة أشد ضرورة إلى مغادرة منهجية الأحزاب والقوى السياسية التقليدية التي تستمد وجودها من خلال تشويه الآخر واغتيال المخالف، والبقاء في مربع التضليل والتدليس، واستغلال العامة في معركة التعبئة والتجييش الداخلي المقيت، ولا بد من الجرأة السياسية في مواجهة الأصوات العالية المضللة التي لا تقدم للوطن والشعب سوى خطاب الفرقة والتشرذم والتعصب وخطاب الكراهية، وكل ما يظهر على السطح يؤيد ذلك بالواقع والبرهان العملي.
ليس أمام الشباب والأجيال الجديدة إلّا الانعتاق من إسار التقليد الضار، والتبعية العمياء لقوى الأفول، ولا بد لها مقابل ذلك من إرساء ثقافة الجمع والتوافق الشعبي على المشروع الوطني الديمقراطي الكبير، المرتكز على منظومة القيم الحضارية المستمدة من ثقافة الأمة الجمعية، وتاريخها الحضاري الطويل الممزوج بالتمدن والمعاصرة، والبحث عن كل ماهو جديد ونافع ومثمر.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-09-2016 12:23 AM

حبذا لو يتكرم الدكتور المحترم رحيّل الغرايبة بالحديث عن اهم موضوع يواجه هوية الامة الاسلامية الا وهو موضوع المناهج وحذف الايات الكريمة والاحاديث الشريفة بدلا من التلغيز على رفاق الامس ونجاحهم من خلال وسائل لا يقبلها المذكور ،فالامة تواجه خطرا عظيما يستهدفها ويجب على جميع المفكرين واصحاب الاقلام الحرة ادارة هذه علمعركة مع مروجي التصهين والتطبيع واحفاد " زويمر " بدلا من هدر الطاقة بمماحكات فارغة

2) تعليق بواسطة :
30-09-2016 10:50 AM

شكرا للدكتور - محمد العتوم على تعليقك الرائع لانني كنت محتار كيف ارد على مقال الشيخ - ارحيل الغرابيه حيث اصبح الشيخ بكل مقاله يكتبها بافكار وشخصيه تختلف عن سابقتها وهذا دليل على تقلب المواقف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012