أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


فؤاد البطاينه يكتب...لماذا احزابنا فاشله وما المطلوب

بقلم : فؤاد البطاينه
16-10-2016 08:45 AM

لضرورة ربط الموضوع فإن فهمي للأحزاب أنها تنظيمات سياسية داخل الدول ، تتشكل وتعمل على اساس سلمي ، وهدفها النهائي هو الحصول على تفويض من الشعب لتمثيل ارادته ديمقراطيا بموجب برامج وطنية تطرحها عليه للوصول على أساسها الى السلطة والتناوب عليها طبقا للارادة الشعبية . وتستمد قوتها وحضورها من جماهيريتها وديمقراطيتها ومصداقية طرحها . وهذا يَفترض أنها تعمل في دولة ديمقراطية أو في دولة تطمح فعلا للتحول الديمقراطي. وإلا فإن التحدي امامها أكبر والمهمة تبدأ باتجاه تشكيل القناعة لدى صاحب القرار بالتحول الديمقراطي .
هناك أسباب رئيسية لفشل الاحزاب في الدول العربية , وربطا بما سبق نضع يدنا على السبب الأول ،وهو سلوك الأنظمه . و نهجها الدكتاتوري الذي يقوم على الاستئثار بالسلطة والتمسك بها ، مستعينة بغلق كل الأبواب أمام فكرة انتقال السلطة سلميا أو غير سلمي . ومن أولوياتها في هذا ،عدم السماح بتشكل بديل محتمل لها جاهز لادارة الدولة ، كحزب ما ، او حتى نائب للرئيس ، كما لا تسمح بمراكز قوة شعبية اجتماعية أو سياسية ، ولا تقبل بوجود معارضة حزبية شعبية مهما كانت ودودة وصديقة للنظام . ولكنها قد تقبل بوجود معارضين تحت الرقابة وضبط الإيقاع . ولكي تحقق هذه الأنظمه غرضها فإنها تأخذ بناصية الجيش وتنظر اليه كحزب مسلح لها ، علاوة على امتلاكها واستخدامها لكل الوسائل القمعية ،وتطويع القوانين .
ومع أن الدكتاتوريات العربية حاليا أخذت تسمح بقيام الأحزاب كمتطلب دولي حضاري ، ولكنها تعمل على احتوائها وتدجينها أو تحجيمها وإفشالها لتبقى ديكورا ديمقراطيا وتؤدي عكس غرضها المفترض مقابل كلفتها .وهذا السلوك في الدول العربية يلقى ترحيبا ودعما دوليا . فالديمقراطية من المحرمات عليها .
من هنا فإن الأنظمة االعربية الشمولية هي العائق الرئيسي لقيام أحزاب حقيقية . ولو استثنينا المغرب وتونس لوجدنا الأحزاب وفكرتها في الدول العربية كلها فاشله ، وهذا يؤكد دور النظام في البلدين من ناحيه ، وفي بقية البلدان العربية من ناحية ثانيه .ففي المغرب هناك نية للنظام بالتحول للديمقراطية والملكية الدستورية . وفي تونس هناك عملية تحول حثيث للديمقراطية ، ومؤشر على نجاح ثورة الربيع فيه . الا أن تمسك الدكتاتوريات بنهجها الرافض للتحول الديمقراطي ليس نهاية المطاف ، بل يمكن ازالته بالضغط السياسي الشعبي المنظم والمقنع لصاحب القرار . وهي مهمة الحزب أو الأحزاب النخبوية القيادة ، وطنيا وديمقراطيا وصدفا في الطرح والتوجه ، والقادرة بالتالي على الحشد الشعبي .وهو ما يجب توفره لدينا في الاردن . وهذا يقودنا للسبب الثاني في فشل الأحزاب ، وكونها فاشله يعني عدم قدرتها على الاقناع للتغيير
فالسبب الثاني لفشل الأحزاب يكمن في الأحزاب نفسها ، وبمسئوليتها عن افشال الفكرة الحزبية في اطار سببين . أولهما ، يتعلق بطبيعة النواة المؤسسه للحزب من حيث مصداقيتها ووديمقراطيتها وقدرتها على الطرح المقنع من ناحية ، وعلى الصمود امام قوى الشد العكسي على الصعيدين الرسمي والشعبي من ناحية اخرى . أما الثاني فيتعلق في كثرة الاحزاب دون القدرة او التوجه لتشكيل حزبين وطنيين جماهيريين او ثلاثة قائمة على الديمقراطية والتشاركية والعمل السياسي ، على النمط السائد في الغرب . فبدون ذلك لا تتحقق الفكرة من العمل الحزبي ولا الغاية من الحزب ، وتصبح جميع الاحزاب دكاكين استرزاق صفتها شخصية أو أبوية وليس اعتبارية .
إن االمسار الحزبي في بلدنا مترهل وغير شعبي ولا متمسك بالمبادئ التي يطرحها ومنتوجه الفشل الذي يعني عدم القدرة على التأثير او التغيير . وليست السلطة وحدها مسئولة . وعلى أحزابنا أن تعلم بأن أي حزب خارج السلطة هو حزب معارضة اصلاحي ،هدفه تحقيق الفكرة والغاية الحزبيتين ، وعلى دولتنا أن تعلم بأن ليس من عمل سياسي ناجح ولا تشاركية منتجة دون وجود معارضة هادفة وراشده . وإن التجربة المغربية ناجحة على طريق التحول الديمقراطي وتخلفنا عنها يمثل تحديا نقاشيا كبيرا أمام النظام والنخبة الشعبية .




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012