أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


انهيار الاقتصاد السعودي وافلاس الخزينة السعودية

بقلم : سلطان كليب
22-10-2016 03:14 PM
يعتبر النفط من النِعم التي أنعم الله بها على دول الخليج ،وهو مالٌ متدفق بلا انقطاع ولا مجهود ،وقد حقق النفط نقلة اجتماعية سريعة لحياة المجتمع الخليجي وبقية الدول المنتجة للنفط في العالم،ولكنه لم يحقق نقلة نوعية .

عادةً الدول تنهض باقتصادها بلا موارد ثابته كالثروات الطبيعية والمعدنية ،وتحقق نمواً سريعاً من خلال ثروة العقول والتحول إلى الصناعة التي تعتبر كنزاً يعادل الثروات النفطية، والمعدنية ،وحققت تلك الدول نمواً حضارياً موازياً للنمو الاقتصادي ،وقوة عسكرية تحافظ على قوتها الصناعية والحضارية،عكس الدول التي تتدفق عليها المليارات ليل نهار دون جهدٍ يُذكر .

الأصل بدول الخليج أنها سعت إلى خطٍّ موازٍ للنمو الاقتصادي من النفط من خلال نمو اقتصادي صناعي ،وتتحول من دول مستوردة الى دولٍ منتجةٍ وموردة ،لأنها الأصل ان تملك رؤيا استراتيجية وتفكر بأن الثورة الصناعية والعلمية المتسارعة القادرة على الاستغناء عن النفط من خلال توفر مصادر الطاقة البديلة من الطاقة الشمسية، او الرياح، أو تحويل المياه إلى طاقة وبدأ العمل على ذلك .

من المشكلات التي تعاني منها الأنظمة العربية أن مصلحة الشعوب آخر همها ، فهي منغمسة في الترف والرفاهية ،واعتمدت في قوتها ان الدول الحليفة هي من تحمي أمنها ونظامها ،وتتكفل بوجودها ،وبالتالي فإن الرئيس همّة الحاشية وكبار رجل الدولة في الانفاق عليهم بسخاء منقطع النظير، فهم المرجعية المنتفعة التي لا تقول لا ولا تقول الحقيقة ،ولا يهمها إلا نفسها ومصالحها لا تختلف عن تفكير رئيس الدولة .

لذلك لم تستوعب دول الخليج من التقلبات السياسية عبر العصور، وكيف يتحول الحلفاء إلى أعداء ،والأعداء إلى أصدقاء،علماً ان النظام السعودي والخليجي هو النظام الذي أبصر النور منذ دولة الخلافة العثمانية قبل سقوطها ، مروراً ببريطانيا العظمى لليوم ،التي اسقطت عشرات العروش والسعودية على اطلاع تام بذلك.

أي مواطن ذو بصيرة يدرك من سنوات أن السعودية تتعرض لمؤامرة غربية كما تعرضت مصر، وسوريا، والعراق، وليبيا، واليمن ، والمؤامرة كانت ولا زالت تمر بمراحل كثيرة ولكن نهايتها والهدف منها اسقاط نظام ال سعود الحليف البريطاني الأمريكي المخلص منذ التأسيس لليوم لأن دورهم الوظيفي انتهى،فهم كانوا مرحلة لتأسيس شرق أوسط جديد أدوا دورهم بمهنية عالية ،والمنطقة تحتاج لدور وظيفي من مخلصين جدد أكثر علمانية ومقدرة على أداء الادوار .

الحرب على السعودية التي لم يدركها النظام السعودي، ولا المستشارين الذين يكلفون خزينة الدولة المليارات، ولا الحكومة أو مجلس الشورى الذي لا شورى له ،بدأت منذ التدخل السعودي في الحرب بافغانستان عندما زجت السعودية بالالاف من المجاهدين حسب فتوى مشايخ ذلك الزمان للقتال ضد النظام الشيوعي الروسي دعماً لحليفتهم أمريكا ،وموّلت هؤلاء بالمال والسلاح، ولا اعتقد أن ذلك يخفى على أحد ..وبعد الاندحار السوفياتي تحول هؤلاء إلى كفرة وارهابيين وتم الزج بهم في السجون وطلب منهم اعلان التوبة تكفيرا لجهادهم ضد الروس الكفرة سابقا،والأمريكان المؤمنين الحلفاء لاحقا .

الحرب الثانية التي شنتها الولايات المتحدة على السعودية برغبةٍ منها واصرار وعناد على باطل هو إصرارها على انخفاض أسعار النفط لأسباب سياسية كثيرة منها الحرب على داعش ،والاضرار بالاقتصاد الايراني المحاصر ، لكن الخاسر الأكبر من تهاوي اسعار النفط هي السعودية التي بلغ انتاجها عشرة ملايين برميل من النفط يوميا ،وهذا كان يرفد خزينة الدولة يوميا بمبلغ 2 مليار دولار أي ما يعادل 60 مليار شهريا ، أو 750 مليار سنويا .

تهاوي اسعار النفط أثر على الاقتصاد السعودي ،وبالتالي البورصة السعودية تعرّضت أكثر من مرة لخسائر متكررة، كما تعرضت بورصة النيويورك لنفس الخسائر وخسرت المليارات وانهارت وانهار الاقتصاد المريكي لكن السعودية كانت أكثر كرماً وسخّرت كل اموالها لدعم الاقتصاد الامريكي ومنعه من الانهيار، وأكثر من مرة تعرضت البورصة السعودية للإنهيار وخرج كثير من رجال الاعمال وبعض الشركات عن العمل،ولا زال اقتصاد البورصة السعودية لم يتعافى لليوم .

كذلك من الوسائل التي لم تنتبه لها السعودية او انتبهت لها وتغافلت عنها أنها استغلت من قبل أمريكا كحليف استراتيجي في الحرب على الارهاب وقد تحمّلت نفقات الحرب السورية، ودعم الثورة منذ اندلاعها لليوم، واصبح من المستحيل ان تخرج من هذه الورطة لأن دخولها على الخط السوري زاد العداء بينها وبين ايران التي اصبحت تشكل خطرا على الأمن السعودي مستقبلا لو بقي الأسد بالحكم فيصبح النظام الايراني قوة حقيقة من طهران مرورا ببغداد الى دمشق وهذا سيكلفها المليارت ولا أمل للخروج او الانسحاب .

وقد استطاعت أمريكا ان تورط النظام في حرب اليمن، واعتقدت أنها نزهة سهلة ستسقط نظام علي صالح وتتخلص من الحوثيين بضربات جراحية وتنهي الوجود الحوثي، وكان املها ان حليفتها أمريكا ستكون معولا يساعدها على اجتثاث الحوثيين، كما كان املها باجتثاث نظام الأسد، وما علمت أن أمريكا ورطتها في سوريا واليمن استعدادا لمواجهة قادمة ولو بعد سنوات مع ايران حربا لن تبقي ولن تذر .

الاقتصاد السعودي في الإنعاش والدولة التي كان دخلها خلال شهر (60مليار) يغطي أي عجز لأكبر دولة في العالم أصبحت شبه مفلسه ،وها هي حليفتها امريكا تتهمها بالارهاب ،نعم الارهاب لأنها دفعت بخيرة شبابها لقتال الروس، ودفعت اموالها ثمن كل رصاصة قتلت روسي كي تذل روسيا وتتقوى عليها أمريكا لتقول انها منبع الارهاب الوهابي، والممول للإرهاب ،نعم هي صادقة لأنها على اطلاع تام ولديها الوثائق ، وهاهي تدفع ثمن تمويلها للإرهاب بالحجز على ما تبقى من أموالها في العالم كتعويضات لضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر .

ان تقوم السعودية برفع أسعار الكهرباء والماء ،وتخفيض رواتب كبار رجال الدولة من 15-20% ،ورفع اسعار بعض السلع ،وزيادة الضرائب ،أو اعلان سياسة التقشف ،ورفع رسوم الحج والعمرة وأي تفكير مهما فكرت به الدولة لن يحل مشكلة تهاوي الاقتصاد السعودي .

حتى المشاريع التي طرحها ولي ولي العهد من خلال الصندوق الاستثماري بـ 2 ترليون لن تجدي نفعا للدولة، لأن هذا يجب ان يكون عندما كانت الدولة في أوج قوتها الاقتصادية ..ومن أين سياتون بهذا المبلغ خلال 30 سنة، وهل هم اصلا ضامنون لحكمهم خمس سنوات في ظل التصريحات الأمريكية، والايرانية، واشتعال المنطقة بالحروب ،لكن ربما النفع سيعود على الصهيونية العالمية التي تملك راس المال العالمي وهي من ستشتري الاصول التي سيتم طرحها للإكتتاب ،أو تشتري أي شركات يتم خصخصتها ويتم طرحها للبيع ، وبالتالي يستولي اليهود على رأس المال المحجوز عليه كتعويضات لضحايا احداث ايلول،وعلى رأس مال الأسهم والشركات وتصبح السعودية واقتصادها وترليوناتها في مهب الريح بيد اللوبي الصهيوني.

السعودية التي تستدين الآن وتتوسل لصندوق النقد الدولي كان بامكانها أن تتجاوز كل ذلك وكان الحل بيدها من خلال تخفيض سقف الانتاج حينها سيعود سعر النفط الى وضعه الطبيعي ،وسنة واحدة من الانتاج كفيلة أن تعوض كل خسائرها ولو وصل سعر البرميل الى 100 دولار سيكون دخلها يوميا مليار بمعدل 30 مليار شهري لكن الله اعمى بصيرتهم عن الهداية لينفقوا اموالهم في سبيل الشيطان ثم تكون حسرة وندامه عليهم .

الخلاصة: الاقتصاد السعودي لن يتعافى،والنفط لن يعود للأسعار الخيالية التي مر بها فأعلى سقف له سيصل الى ال 60 دولار من أجل الحفاظ على اسعارالنفط الأمريكي ولكنه سيبقى بين الثلاثين والخمسين دولار غالبا ، وايران ستحارب الخليج بالنفط ولديها اكتفاء ذاتي وتعودت على الحصار وستزيد انتاجها ما استطاعت ،أمريكا ستشدد الحصار على السعودية سياسيا واقتصاديا ،وربما تمنع عنها التزود بالسلاح، الصهيونية سوف تستغل أي اكتتاب وتقوم بالشراء وتهيمن على الاقتصاد السعودي ،البورصة السعودية ستستمر في التهاوي وان تعافت قليلا ستضرب كل فترة بقوة وتنهار مع أي انهيار للبورصة العالمية ، مخزون السعودية من الذهب هو رصيد محفوظ لتحمله السيارات الأمريكية كما نقلت ذهب العراق وليبيا، وأقصى مدة لبقاء النظام السعودي حسب قراءة التصريحات الأمريكية وسخونتها اربع او خمس سنوات .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-10-2016 07:25 PM

مقال في غاية القوة..نسيت امر سيدي وهو دعم السيسي ب 60 مليار بناء على اوامر البيت الابيض ولاتنسى سيدي المصروفات الخيالية للعائلة المالكة..انا اقول ليس للسعودية للخروج من هذة الورطة لا باقامة حلف عربي ... واحد مكون من دول الخليج والاردن وتركيا وباكستان ومليزيا واندونيسا

2) تعليق بواسطة :
23-10-2016 03:23 AM

ان شاء الله توقعات خاطئة
السعودية و اقتصادها مهمان جدا للعرب و الاردن بالذات
و لا سمح الله انهيار اقتصاد السعودية سيكون له اثر اكبر على الاردن مما حصل لنا جراء وضع العراق في التسعينيات و بعدها
و بالرغم من خفض النقات لا يزال المواطن السعودي يعيش في بحبوحة مقارنة بمعظم العرب من حيث الرواتب و الصحه و التعليم و البنية التحتية

3) تعليق بواسطة :
23-10-2016 10:18 PM

نحن العرب والمسلمين بعامة لا نتمنى إلا الخير لكل عربي ومسلم ، بما في ذلك طبعا السعودية ارض الحرمين ... ولكن ما يدمي القلب هو المراهقة السياسية والعنصرية الفكرية التي تضرب في وجدان الضمير الشعبي للأمة العربية بعامة .. فانظر إلى هذه المقارنة الظالمة وغير المبررة القائمة على المراذلة لا المفاضلة ( السيء والأسوأ والأقل سوءا ) في قوله:وبالرغم من خفض النفقات لا يزال المواطن السعودي يعيش في بحبوحة مقارنة بمعظم العرب ..! يعني وكأن العرب جزء من سويسرا أو ألمانيا .. نريد من السعودية - ويجب أن تكون- بثروتها الهائلة وسكانها القليلي العدد أن تكون أفضل من دول العالم في مستوى المعيشة .. وليس افضل من اليمن وسوريا وليبيا والعراق والأردن وفلسطين والسودان وجيبوتي ...إلخ .. حرام عليكم هذه مقارنة ومراذلة ظالمة وغير منطقية!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012