أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


فؤاد البطاينه يكتب : هل يتنحى الجيل المهزوم ؟

بقلم : فؤاد البطاينه
27-10-2016 11:35 AM


من يقرأ الورقة الملكية السادسة، من الأحزاب والنخب ويستمر في صرف عبارات الخطاب الاصلاحي ومقومات الدولة الحديثة على شيك بلا رصيد ، يدرك بأن عليه أن يتوقف عن صرفها. فلغة الكلام واجتراره قد تعطلت . دعوها إنها أصبحت سنة منكره ونفاق جوابه النفاق ، بتنا فيه لا نميز السائل من المسئول . وطريق الحرية لا يفتحها الكلام السوي بلا إيمان أو ممارسه . وكذا الطريق الى الجنة . ومن يقايض على أساسيات البناء لا ينتظر إلا الربح الرخيص يعقبه السقوط . لا ينقص أوراق أحزابنا نصوصا في الديمقراطية والتشاركية ، ولا التعريف بوسائل الاصلاح او العوائق . ولكن ينقصها صلابة الموقف والإيمان بما تقوله وتكتبه ،وممارسته على الارض.

اعرف بأن الوقت والظرف السياسي المحيط بنا وتسارع الأحداث لا يحتمل أولوية الحديث عن الاحزاب وتشكلها ولا عن السباق في التنظير . بل انه ظرف للحديث عن وجود أو لا وجود لشعب صدر بحقه قرار التقاعد ، وعن حقوق له ولوطنه غير قابلة للتصرف . فهل نتوقف عن ربط ورهن مصير الشعب والأوطان بسياسية خارجية أجنبية المنشأ وكارثية النتائج ، وهل يتنحى الجيل المهزوم عن قيادة عربات باليه ويتوقف عن إعادة إنتاجها ؟. لا أستثني في هذا حزبا أو نقابة أو نخبة مجتمعية ، فنحن بل منقذ غارقون في النفاق والوصولية والتمسك بالذات .

تعرفون جميعا بغياب الشباب عصب الحياة والتغيير عن الساحة السياسية ، وتعرفون عزوفهم عن عربات تقودونها . لو قفزنا عن مرحلة بناء الدولة التي كان فيها مشايخ استطاعوا بموروثهم القبلي أن يتمسكوا بوجودهم ويفرضوا حضور الشعب ، نجد من بعدهم أن جيل الشباب في سن الدراسة هم من استلموا راية الحضور الشعبي والرقابة والتأثير بالشارع بعيدا عن اسلوب العنف الذي كانت تضطر إليه الدولة وحدها ، وكان هذا بعد أن استطاعت الدولة تدجين أبناء وورثة شيوخ ذاك الرعيل وإلى اليوم . إن إبعاد طلاب المدارس والمعلمين والجامعات عن دورهم السياسي الوطني واستبداله بموسمية صلاة الجماعة في المسجد هو انقلاب على قواعد اللعبة السياسية ، فيه تقزيم وإقصاء ومقتل للحراك السياسي المؤثر .

كفانا رقصا على الحبال في العتمة . لقد واكبنا تفكك تنظيم جماعة الاخوان الى شظايا سياسية لا دعوية ولا إيمانية. وتوجه بعض زعاماتها لإنشاء احزاب سياسية جديدة على خلفية افتعال الخلافات بينهم ،ولعل ذلك يقيننا منهم بأن الكعكة في غياب الديمقراطية لا تتسع لأكثر من شمعة واحدة . وهذا استوجب منهم خطابا سياسيا جديدا استخدمت فيه الديمقراطية ومبادئ الدولة المدنية من أجل الشراكة الوطنية . لكن هذا الطرح قد شكل لديهم اشكالية بين المعتقد الإيماني الموروث وبين ممارستهم لما يخالفه على الارض . فكان قبولهم بالديمقراطية قبولا دبلوماسيا مرفوضا ممارسته شرعا . والديمقراطية مسألة حياة أو موت للدول ، وتغييبها عن دول العرب مقتل للعرب

. نرى من يلوثون الدين بالمواريث الاجتماعية واليهودية ويحتكرون التفسير ويمسخون المرأة لجسم جنسي ، يسلبون رجولتها ويحطمون انتمائها للمجتمع . ونرى من يجعلون من الدين والإخوان معركة لهم وهدفا له الأولوية على الوطن والمبادئ ، بل وعلى الخلق . جعلوه هاجسهم يطلقون النار عليه بلا عيار، ولا مكان عندهم للتفاهم ولا لهدنه.

ونحن البؤساءَ عرب ونفتخر ، مسلمين ومسيحيين وُلِدنا لا نأتمر، ومشيئة الله نحترم . وليست معركتُنا دينيةً بل سياسيةً وطنية . والسياسة الدولية فيها العدو رائد ، وهي في علم هذا العصر تقوم على تجاهل العهود والاخلاق والقيم الانسانية لتحقيق المصالح على حساب الأخر، لكنها مع قواعدها محل اتفاق عالمي ودستور للتعامل الدولي . فهل بعد ذلك من منطق لدينا كدول عربية وكمسلمين أن لا نقبل بفصل الدين عن السياسة رأفة بالدين وبالوطن وبحقوق الناس .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-10-2016 01:33 PM

حسبنا الله ونعم الوكيل!!!
مشكلتنا الحقيقية في الاْردن أعمق من ذلك بكثير ، ومع احترامي لجميع رجالات الوطن ،ورموزه وناشطيه ،وأكن للأسف نحن جميعا اصغر من حجم المشكلة ومستواها ، سواء كنّا نظاما أو معارضة أو مستقلين ، فالمشروع الصهيوني يستحوذ علينا ويكاد ينتهي من هضمنا واحتوائنا ، ونحن لا نزال نغوص في تفصيلات مخجلة!!!!
لا أقصد احدا محددا ،بل المشهد كله اقل من حجم التحديات ،للأسف الشديد

2) تعليق بواسطة :
27-10-2016 02:07 PM

عامة الناس هم الجيل المهزوم

3) تعليق بواسطة :
27-10-2016 03:11 PM

حقا ما جاء به الكاتب المحترم وتحليل صادق وأمين فان الماسي التي نعيشها والمصير الذي ينتظرنا سببه الجيل الحالي شعبا وقادة وما لم يتغير احدهما او يغير نفسه فمصيرنا يصبح اسواء واسواء فالورقة الملكية السادسة فيها من الكلام ما هو اكبر من كلام الأحزاب فمن هو المنفذ اذا وصدق الكاتب عندما تكلم عن زيف الأحزاب وتشويه الدين من قبل المشايخ وقبل العلمانيين او الوطنيين الآخرين وجعله قضية لهم بدلا من الوطن والمشاكل التي تواجهنا مقال واعي وراءع

4) تعليق بواسطة :
27-10-2016 03:49 PM

قرأت المقال مرتين ووجدته يتناول الخطاب السياسي الاردني على صعيد الاحزاب والنخبة وعلى صعيد الدولة . ويتهم كليهما بنوع من المزايد وعدم الصدق في المساعي ويعرج على نقطتين الاولى هي أهم نقطه سمعتها خلال السنوات الأخيره كحل . وهو تفعيل دور طلاب المدارس والجامعات بصفتهم الأكثرية المتحمسة للوطن دون انتظار مناصب ولهم تجمعاتهم الطبيعية ولا يفصل بينهم العقائد والافكار
اما الثانيه فهي التأكيد على ان مشكلتنا سياسيه وليس في الدين وعلينا أن نفصل الدين عن السياسة بنجاستها والتي هي دستور دولي أشكرالكاتب

5) تعليق بواسطة :
27-10-2016 04:42 PM

الربيع العربي تعثُر ولم يبق من اهدافة الا شعاراتة التي تلتقطها القوى القديمة من الارض بعد ان اشبعتها دوسا في الماضي وأخذت اليوم ترفع هذه الشعارات التزويقية في صراع هذه القوى بين اطراف تريد المحافظه على مكتسباتها واخرى تريد تعزيز مواقعها. ,,,في سوريا يستخدم الشعار التزويقي" المحافظه على الدوله المدنية" من اجل محاربة قوى المعارضه الدينية وغيرها , وفي مصر تستخدم قوى المعارضه الدينية وغيرها نفس التزويق "العوده للدوله المدنيه " في حربها امام السلطة,,,وكلُ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا .

6) تعليق بواسطة :
27-10-2016 04:43 PM

الأحزاب الدينية ذات جذر يقوم على منهج"اصلاح المجتمع عبر أدلجتة دينيا" التي نشأت بدايه القرن الماضي, والأحزاب القوميه واليساريه ذات جذر يقوم على "خطى الفاشيه التي أنتهت في اوروبا في الحرب الثانيه والأتحاد السوفيتي المنهار",وكلها نقيض للديمقراطية,,, ان واحد من اسواء نتاجات هذه الأستخدامات اللفظيه هو تزييف هذه القوى للوعي العربي," اليسار" يعطي المثال الأبرز ,اليسار الذي تطور في الديمقراطيات ليصبح يسارا اجتماعيا انسانيا راقيا اصبح عربيا مرتبطا ذهنيا بابواق تبرير قتل الشعب السوري!

7) تعليق بواسطة :
27-10-2016 04:43 PM

المقال ذو فكر راقي جدا وأعتقد ان ادراك افكارة يقيس ايضا" وعي الانسان العربي" في قدرة هذا الأنسان في النجاح في ان يصبح جزء من شعب وأمه تعيش بكرامة تحت الشمس عبر تعظيم المشتركات الوطنية أو بين ان يصبح فردا في قطيع طوائف وجماعات تتبع الشيخ والقسيس والمرجع وبالتالي الانتهاء من الشكل المعاصر للشعب ,,,

8) تعليق بواسطة :
28-10-2016 08:34 AM

لا اعلم اذا كنا سنصل في يوم من الايام الى الدوله المدنيه الحقه وكذلك دولة القانون والمؤسسات ، مشكلتنا سيدي العزيز باننا نؤمن بشيء ونطبق شيئا اخر على ارض الواقع ، حكامنا في العالم العربي دون استثناء يحكمون شعوبهم من خلال المرجعيه الدينيه لاضفاء الشرعيه ومن لا تتوفر له المرجعيه الدينيه يجند جيشا من شيوخ السلاطين لاضفاء الشرعيه من خلال سيل من الفتاوى اوصل احدهم الى ان يكون سيدنا موسى عليه السلام ووزير داخليته سيدنا هارون واصبح التظاهر للمطالبه بابسط الحقوق كفرا بواحا وخروجا على السلطان محرما ومجرما

9) تعليق بواسطة :
28-10-2016 08:49 AM

اذا لم يتم فك الارتباط مابين السياسه والدين في عالمنا العربي وعلى جميع المستويات لن تقوم لنا قائمه وسنبقى مكانك سر لا بل سنتراجع يوما بعد يوم ، عندما نفك الارتباط ما بين القانون المدني والقانون العشائري وغلبته على القانون المدني ، عندما نخرج من عقلية القبيله وزعيمها ونلغي من ذاكرتنا بيت الشعر الذي يقول :
وما أنا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد .
عندما نخرج من هذه العقليه ونزيل الغلاف الديني الكاذب لك تصرفاتنا وافكارنا وتفكيرنا واحزابنا وممارساتنا اليوميه

10) تعليق بواسطة :
28-10-2016 08:54 AM

عندها ستسقط كل الاصنام التي سجدنا لها طويلا وستوضع على رفوف مستودعات التاريخ الى الابد وستنطلق الامه الى فضاء ناصع جديد لا تحكمه البدع والخزعبلات والاعراف القديمه التي عفى عليها الزمن

11) تعليق بواسطة :
28-10-2016 01:13 PM

عفيه ابو منهد وألف عفيه للاستاذ خالد

12) تعليق بواسطة :
28-10-2016 06:12 PM

اوتعلم سعادة السفير وكاتبنا الكبير الذى احترم واقدر كل حرف مما تكتب ولكن عندما قرات وانت صادق فيما تكتب وتقول لانه صادر عن انسان مثقف ووطنى وعروبى ومسلم حتى العظم اقول سيدى اى جيل تقصد وقد نقلنا لهم عدوى كل شى واترك لخيلك ان تعدد ما يخطر على بالك ’سيدى نحن فى موت ونحتاج الى صدمة كهربائية كبيرة فاما نصحو وننطلق الى مستقبنا المشرق بكل ما تحمله من معنى او تقتلنا الى الابد ,مع تقديرى واحترامى

13) تعليق بواسطة :
28-10-2016 07:41 PM

أعتذر كل الاعتذار لقارئي المقال مقدما لهم كل اخترامي وتقديري وأنا أحرص في كتاباتي أن لا أترك الاجابة على تساؤل قدر الامكان والاحاطه في مقال غبر ممكنه ولكني أخي فؤاد أقول أن الشعب متقاعد ويبقى الجيل الذي أقصده هم جيل الحكام وحواشيهم أو حوشهم والعاملين في السياسة من النخب وما ذكرته خضرتك من تلويث للشعب هو واقع . تحياتي ولكل المعقبين الاساتذه الأحرار في فكرهم وتفكيرهم

14) تعليق بواسطة :
28-10-2016 08:01 PM

أسف لقد كنت اود القول في تعليقي اعلاه اني اعتذر كل الاعتذار عن المشاركه في التعليقات

15) تعليق بواسطة :
29-10-2016 04:48 PM

ليس بالضرورة ان كل صاحب قرار اصدر شيء نبصم بالعشرة ونسلم انه صحيح فهو قابل للنقاش

16) تعليق بواسطة :
30-10-2016 12:19 AM

تحياتي للكاتب السياسي المحترم الذي لا شك انه يكتب بأوسع أبواب الكتابه الراقيه ومن أبعاد هو يعلمها أكثر من الذي يتفرج عليها بحكم المهنه, مقالاتك هي دروس وتنبؤات وليست فقط لمليء الفراغ ولك رؤيه بعيدة النظر وفيها من التنبيه الكثير لما يجري, وهي أيضاً إنتقاديه بسقفٍ عالي ولكنها خجوله أي مُبطّنه ولكن الرساله وصلت,
الفقره الأولى من المقاله هي زبدة الموضوع وهي ما يزيد الطين بله بكل ما يجري فأنا كما فهمت بان الضحك على الذقون لا يجوز لأننا بلغنا سن الرشد على ما أعتقد وإذا ما خاب ظني,النقاش عقيم طالما هو

17) تعليق بواسطة :
30-10-2016 12:30 AM

نقاشاً يأتي بعده فعلاً مُغايراً وصادم,
أما جيل الشباب فهو مهزوم طالما تتحكم به عقلية التحجر وقصر النظر والماديه والمصلحه الشخصيه والأنا والمركزيه وشيخ الشباب وإحتقار كل من هو أصغر سناً أو مقاماً وحتى لو كان مبدعاً ومتفوقاً على صاحب الخبرات الطويله المتكرره الخ,
اما الدين في المساجد والمكاتب والمناصب فهو مُسيس بأعلى درجات الحذر من كل متدين فاهم وعالم ومرابط,
أما الحواشي فهم مطبل عمزمر وأسفه للتعبير ولكن هذا ما يناسب المرحله التزميريه فكلٌ له بوق قديم متجدد يزمر على رؤوسنا بنغمات النشاز المُضحكه,

18) تعليق بواسطة :
30-10-2016 12:41 AM

على ما يبدو أن الخرَف هو سيد المرحله وصاحب القرار لأن لا مسائله عليه ومع أن هنري كيسنجر رجل عجوز جداً وما زال أحد أهم أركان المطبخ الأمريكي وأهم الطباخين ولكن الفرق بينه وبين عواجيزنا أنه يطبخ لشعبه ودولته لكي تتفوق وتتغلب على باقي القوى وعواجيزنا يطبخون لنا السم ويدسونه في العسل لكي يقولوا أنهم عباقرة القرن والزمن وسيحولون التراب ذهباً وسيأتون بالحل والحلول التي تعقدت وأن الدوله بغيابهم ستتحول لركام وأن الشباب الأردني ليس ناضجاً وينتظر كمان مئة عام ليصبح كفاءه ونباهه بمعية مدارسهم وإرثهم الفاسد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012