أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


عبء «البراءة» وكلفتها

30-06-2011 07:13 AM
كل الاردن -

 

  
 
عريب الرنتاوي
 
هل يمكن للبراءة أن تكون عبئا على صاحبها؟...هل يمكن لها أن تصبح صنوا للإدانة من حيث تبعاتها وأوزارها؟...ما قيمة أن يحظى المرء بـ»صك غفران» غير قابل للصرف في أي من «المصارف الشعبية» في طول البلاد وعرضها؟...وهل يعقل أن يفضي سوء إدارة «المحاكمة» إلى إدانة «القاضي» أو «الحكم» بما هو أصعب وأقسى من الأحكام التي كان ستوجه للمتهم أو المتهمين؟
 
أسئلة وتساؤلات، وكثير غيرها ازدحمت في مخيلتي وأنا أتابع وقائع جلسة «تاريخية» لمجلس النواب، أو هكذا كان يفترض بها أن تكون...وازدادت هذه الأسئلة وتساؤلات تزاحما وأنا أتابع ردود أفعال الأردنيين حيال ما يشهدون من فصول محاكمة تاريخية، كان من المفترض أن تسجل في تاريخ العمل السياسي والبرلماني في بلادنا في واحدة من أنصع صفحاته، بدل أن تدخل التاريخ كشاهد على الخواء الذي لحق بحياتنا السياسية.
 
لست في موقع الحكم أو القاضي، ولا أسمح لنفسي بأن أصدر صكوكا من أي نوع... على أنني أدرك تمام الإدراك، أن الرأي العام الأردني لم يشتر «حكاية» البراءة هذه...وبدل أن يربح الشعب الأردني «رئيسا للوزراء»، متحررا من تهم التورط والتقصير، ومجلسا نيابيا مستقلا ونزيها في إحقاقه للحق، خسر هذا وذاك، بلحظة واحة وجلسة واحدة؟!
 
من ذا الذي سيصفق بعد الآن لبيانات الحكومة عن محاربة الفساد وتعهداتها بالإنطلاق إلى أوسع عملية إصلاح سياسي في البلاد؟... من سيأخذ على محمل الجد، كل شعاراتنا وخطاباتنا...لقد خسرنا يوم الإثنين الفائت ما هو أهم من المال والسياسة، لقد خسرنا، أو بالأحرى خسروا، معركة «كسب الثقة» والحفاظ عليها وتطويرها.
 
ومما زاد الطين بلة، أن المصائر المؤسفة التي انتهى إليها التحقيق في قضية «الكازينو»، قد تفاقمت وتعممت ولما تهدأ بعد، رمال زوبعة قضيتي خالد شاهين والإستقالة الأقرب للانتكاسة التي تقدم بها الزميل طاهر العدوان، وزير الإعلام والإتصال. 
 
لن يذكر الأردنيون وقائع جلسة الإثنين الفائت إلا كشاهد حي على نجاح السلطة التنفيذية في استتباع السلطة التشريعية واستلحاقها...سيستذكرون الكيفية التي نجحت فيها حكومة في انتزاع براءتها من «براثن» التحقيق النيابي، وسينسجون العشرات من القصص عن أدوات «الإحتواء الناعم» وأثمانه.
 
وستستقر هذه الجلسة في الذاكرة الشعبية الأردنية لا بوصفها جلسة البراءة لرئيس الوزراء...أو جلسة «تدبيس» قضية «الكازينو» للدباس، بل بوصفها الجلسة التي انتهكت فيها «حرمة» مجلسين نيابيين متعاقبين: المجلس الخامس عشر المنبثق عن أسوأ عملية تزوير لإرادة الأردنيين منذ استئناف الحياة النيابية قبل أزيد من عقدين من الزمان...والمجلس السادس عشر، حيث جرت أوسع عملية مصادرة لإرادة نواب الأمة...
 
في ظني، وليس كل الظن إثم، أن وقائع الإثنين الفائت قد أوصلت الحكومة والبرلمان على حد سواء، إلى نهاية الطريق ... وأحسب أن «صك البراءة» يشبه إلى حد بعيد، ترفيع المسؤولين قبل إحالتهم على التقاعد...أحسب أن «نواب الأمة» أطلقوا النار على أقدامهم....ولست في هذا المقام أضرب في الرمل، ولا أنقل عن «مصادر مطلعة» أسرت لي بما ذهبت إليه.... إنه «التحليل الملموس للواقع الملموس»...انها مقتضيات المصلحة الوطنية العليا ومندرجاتها، لا أكثر ولا أقل.
عن الدستور
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-06-2011 08:28 AM

ليس موهل يا كل الاردن ان يكون من كتاب هذا الموقع فليس ولائة للاردن
عاشت الاردن وعاش العسكر

2) تعليق بواسطة :
30-06-2011 09:58 AM

اشكر الكاتب الفاضل على تحليله (المناسب)...واريد ذكر بعض المداخلات والملاحظات على هذا الموضوع:
1-لا احد يستطيع –لا سمح الله –التشكيك بنزاهة ونظافة يد رئيس الورزاء السيد البخيت...ولكن لا احد يمكن ان يقتنع بعدم مسؤليته الكاملة عمى جرى بقضية الكازينو او يجري بتداعيات قضية خالد شاهين...فالمسؤولية (الادبية) تلاحقه...ولا يمكن ان تتغطى الشمس بغربال...
2- كان على المجلس النيابي ان يكون اكثر حزما في جلسة الاثنين الفائت او بلغة اخرى كنا نتوقع منه اكثر من ذلك...كان عليه (المجلس) ان يضحي بالحكومة لاعادة الثقه به اولا كجهاز رقابي وتشريعي ولاثبات ان السلطة التشريعية يجب ان تكون هي الاكثر ثباتا بصفتها الممثل الشرعي للشعب ثانيا...
3- ان المجلس النيابي اضاع فرصته الذهبية للفوز بثقة الناس بل والخروج من الازمة التي نعيشها والتخفيف من حدة الاحتقان المجتمعي باسهل الطرق والتي جاءت على طبق من ذهب .
4-اعتقد ان المجلس النيابي اختار ان يغرق مع الحكومة...كالذي يريد ان ينقذ احد من الغرق فيعلق بتلابيبه ويغرقه معه...

3) تعليق بواسطة :
30-06-2011 12:00 PM

قام شركسي من سكان الزرقاء بشراء خروف في عيد الاضحى واراد ان يضحي به ولما كانت لغته العربية مكسرة طلب من احد جيرانه الاردنيين ان يذكر اسم الله وانها عن الشركسي واهله ومن ثم يذبحها , قام جاره بذكر اسم الله وقال اللهم هذه عني ( انا ) وعن اهلي وقام بذبح الاضحية !! اندهش الشركسي لفعل جاره وانه نهبه اجر الاضحية ولكنه تمالك نفسه وقال " بس الله بيعرف مين دفع حقه " . ونحن نقول لرئيس الوزراء ولكل من ورد ذكره في التقرير ولكل من ساهم وامر وطلب اقامة كازينوهات في الاردن وادين او لم يدان , نقول لهم " وإن حصلتم على البراءة فإن الله يعرف من اراد الشر في البلاد والعباد وهو سيحاكمكم إن آجلا أم عاجلاً , قال تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون " فكل من حمل امانة المسؤولية سيوقفه الله ويحاسبه .

4) تعليق بواسطة :
30-06-2011 01:10 PM

السيد عريب الرنتاوي المحترم

الحكومة والبرلمان ...كانا ساقطين منذ ان غادرنا على الطائر الميمون صاحب الشرف الرفيع خالد شاهين الى لندن ..وبأوامر عليا وتواطوء مدير الامن العام ووزير الداخليه ..البرلمان وقف متفرجا ...والمخابرات وقفت وقفة المتفرج ...انت مسرور جدا على ما يجري ولسان حالك يقول ( الشرق اردنيين وهم الحكومة ...والرلمان المنقوص ...هربوا خالد شاهين ..واسقطهم اسفل سافلين السيد محمد رشيد ..خالد سلام السكرتير المالي لياسر عرفات ...

ما يجري هو دليل على عدم قدرة الاردنيين من اصل شرقي على ادارة الدوله الاردنيه ...وكم انت سعيد وانت تتحدث عن الخواء السياسي .

مبروك نجاح خالد شاهين وخالد سلام في اسقاط حكومة الاردنيين الشرقيه ونزع الاهليه عن مجلس النواب ...الف مبروك لقد سقطوا بالفخ ...الاردنيون فقد من يقع بالفخ الالاف المرات

5) تعليق بواسطة :
30-06-2011 10:42 PM

يا عريب الفتحاوي الرنتاوي.....
أنت تعرفها وتحرفها لانك لا تملك الاراده الحقيقيه لقول الحق ولا الشجاعه الادبيه
معروف أن معروف ((عبد مأمور)...وأنه يربط الحمار وين ما يقله راعي الحمار اربطه
طيب ما دام كل النواب عارفين هالسالفه...ليش ما يقولو لصاحب الحمار:الغلط فيك والبخيت عبد مأمور....
هل سيظهر تعليقي هذا!! لا ألوم أصحاب الموقع ءاذا كلنو جبناء ولم يخرجوه..فهذا زمن اطلاق النار عالبحيت والدباس وكل مسامير الصحن..ولكن لا أحد يقول للأعور الحقيقي ءانت اعور ..ومن يعلق الجرس!!!؟؟ما حدا معلق الجرس!!

6) تعليق بواسطة :
01-07-2011 04:08 PM

كلعاده اخ عريب مقالاتك في غاية الروعه ..... هنالك تعليقات غريبه لا تلتفت لها لان اصحابها من دعاة الوطنيه المنقوصه التي تعترف فقط بربع الشعب كمواطنين دون فهم التاريخ والواقع ويسئون لهذا الوطن ....

7) تعليق بواسطة :
01-07-2011 06:34 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012