أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


كل جمعة

بقلم : عصام قضماني
28-10-2016 12:27 AM
أجدني مضطرا لمرة ثالثة أو رابعة أن أكتب عن أخلاق الشارع , وأقصد هنا سلوكيات السواقين في قيادتهم وتوقفهم وإصطفافهم , والمشاة والواقفين على طرف الشارع والراغبين بقطعه وشقه إنتقالا الى الطرف الآخر .

هذه لوحة لا نريد أن تعتادها ولا نرغب في أن تصبح جزءا من صباحاتنا ومساءاتنا , لا نريد أن تشكل سلوكنا والإنطباع عنا ولا نحب أن تصبح صفة نحملها وتحملنا أينما نذهب , يتحدث فيها الزوار والراغبون في الزيارة فتكون أول النصائح التي يلقونها قبل زيارة عمان .. خذخ حذرك أزمة سير خانقة وسياقة فظيعة , قلة إحترام وسوء أدب وإستنفار وضيق صدر ..

لا نريد أن يصفنا الناس عربا وأجانب بهذه الصفات , ولا نريد أن تحمل عاصمتنا هذا الوسم بإعتبارها عاصمة يقرف فيها الناس القيادة ويتسلحون بكل مضادات العصبية ويتوقعون كل أشكال الألفاظ النابية والكشرة والتلويح المفرط في حركة اليد والجسد .

لا نريد أن يصفنا الناس من شعوب الأرض بأننا مستفزون ومتأففون لا نتحمل جناح ذبابة ولا نطيق نظرة ولا نقبل حتى إعتذارا , وكأننا نحارب الهواء ونتعارك مع غبار الشارع .

• وزير للأعصاب .

اللهم لا حسد .. ليست مثل أي دولة .. لا تنشغل الامارات ودبي تحديدا بهموم تشغل بال دول كثيرة في مرتبتها اقل أو اكثر .

فها هي قد عينت وزيرة للسعادة .. هذا ليس ترفا كما قد يعتقد البعض .. هذه خطوة جادة ..

منذ اعلان النبأ انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر .. لكنه في الامارات كان عاديا .. هناك من تندر وهناك من تمنى .. لكن الطريف ان الاردنيين بعضهم وجدها فرصة للنيل من حكومات تنشر (التعاسة ).

عطفا على الجزء الأول أعلاه . لا نريد وزيرا للسعادة ربما يلزمنا وزيرا للأعصاب , ينصحنا كيف نتحكم بغضبنا الذي نزأر به بمناسبة وغير مناسبة , وزيرا يلحقنا قبل أن نفقع من شدة ما نضغط على أنفسنا وزيرا يطل علينا صباح كل يوم عبر الإذاعات بكلام ناعم يسترسل بهدوء يقودنا الى الهدوء من فرط ما يفقد بعضنا أعصابه ويزمجر ويعربد صباح كل يوم يسب الطريق والمارة والسيارات وسواقيها والساعة التي إستيقظ فيها من النوم والساعة التي إنطلق فيها على الطريق فيقبض بزنديه على المقود يشده كما لم يفش غله طوال عمره , وينظر ويتلفت بعيون جاحظة إكتحلت بالحمرة , يريد أن يتعارك يطلب فرصة ليطلق غضبه المكبوت .

• التكسي وما أدراك ما التكسي .

أيضا وفي ذات السياق , إليكم حوارا يجري في العادة بين أي منا مع أي سائق تكسي , فبعد أن تنقطع أنفاسك وتكل يدك من كثرة ما تعلقت بالهواء إستمرارا لعطف سائق تكسي مار الى جوارك , وبينما يتوقف بسيارته لا يمهلك فيباغتك بسؤال , - : لوين رايح ؟

- شارع الجامعة .

- كأن هذه الإجابة مثيرة للإمتعاض , فتراه يقلب شفتيه ويتمتم , -لا يا أخي مش على طريقي .

- يتوقف آخر , وبذات السؤال يلتهمك , وقبل أن تنتهي من الإجابة يتأفف ويقول - شو موديني على الأزمة شوفلك سيارة ثانية , فالثالثة والرابعة , الى أن تجد نفسك محشورا بين 3 أو 4 ركاب كلهم على ذات الطريق فتحسب أنك قد ركبت سرفيسا وتمعن النظر في لون التكسي فتتحقق , نعم إنه أصفر , فكأن السائق يشعر بما يدور في رأسك , فيعلق , نحاول أن نساعد الناس في الأزمة فالتعاون مطلوب , الى أن تجد نفسك وقد تكفلت بتسديد ثمن مسافات لم تخطط لأن تقطعها وكلفة طرق لم ترغب بأن تسلكها ..

مع ذلك ومع كل هذه السلوكيات غير الحضارية ومع كل هذه الرغبة في الإستغلال , إستغلال حاجة الناس وحنقهم من الأزمة في طلب ما يتجاوز قراءة العداد وفي التعذر بعدم توفر فكة لأكل بواقي الأجرة , يقاوم أصحاب وسائقي التكسي الأصفر كل ما هو جديد وحديث ومريح وكل ما يشكل منافسة , و:انهم مرتاحون للأزمة , يعملون على حاجة الناس ويعجبهم وقوفهم على الطرق بإنتظار عطفهم .

هذا يجري في عمان , بينما قد ساقت لنا الأخبار أن شركة «كريم» التي تقدم خدمة التكسي تحت الطلب أو لباب البيت كشفت خلال أسبوع جيتكس للتقنية 2016،في دبي عن عزمها إطلاق مركبات كهربائية ذاتية القيادة تماشياً مع مبادرة حكومة دبي الذكية.

بالمناسبة شركات التكسي الذكية مثل كريم وأوبر محظورتان في الأردن والعاملون فيها يتجاوز عددهم ألفي شاب تحت طائلة الملاحقة الأمنية .أرأيتم كيف أن الخدمة الرديئة لا زالت تحقق إنتصارات , وتتباهي بإحتكارها حاجة الناس وكأنهم إعتادوا الفوضى كما يراد لنا أن نعتاد سوء أخلاق الشارع .

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-10-2016 05:32 AM

كريم و اوبرا مش محظورات ،، يطلب منهما الحصول على رخصة رسمية ،،

2) تعليق بواسطة :
28-10-2016 05:36 AM

السبب بسيط ،، تربينا على الفوضى و لم نتربى على النظام ،،، البلد مليانه غربيه و هؤلاء ما عندهم لا انتماء ولا ولاء مش فارقة معهم نظافة الشوارع ولا غيرها يرمي اوساخه من شباك السيارة .ولسان حاله مش بلدنا مع انه يعترف بأنه يعامل احسن معامله سعليا و رسميا

3) تعليق بواسطة :
28-10-2016 10:47 AM

اولا: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . أنفسنا محمضة.
ثانيا:في الاْردن، يسمح لأي شخص يحمل رخصة سواقة لان يكون ساءق تكسي. في بلاد العالم ساءق التكسي متعلم، مثقف، مدرب على التعامل مع الناس، يعرف قوانين السير و العناوين عن ظهر قلب، نظيف المظهر، يتعرض لامتحان شاق بعد تدريب لمدة ثلاث سنوات، اعرف صديق لي في لندن ساءقه متخرج من جامعة ويحمل شهادة هندسة كهرباء لكنه فضل ان يعمل ساءقا.
اللوم يقع على الحكومة التي تسمح بما يحصل في بلادنا وتغمض العين بحجة خفض نسبة البطالة.

4) تعليق بواسطة :
28-10-2016 11:01 AM

نتمنى على الاخوة شرطة السير ان يراقبوا باصات الكوستر صويلح و ناعور و وادي السير ،،حمولة زايده ، المسجل ، تصرفات الكنترولية و السائق يسوق و يدخن ويحكي خلوي و يشرب قهوة يعني بده اربع ايدي غير ااقنوة تحت الكرسي

5) تعليق بواسطة :
28-10-2016 02:38 PM

عدت للتو من زيارة لعمان وقد وجدت ان افضل الحلول السيئة ان أقوم بتأجير سيارة سياحية وانا لن افصل هنا عن المعاناة التي واجهتها فالمقال مليء بالوصف والحال لم يعد بحاجة للوصف أصلا فحالة من الحرب الكونية تتمثل في شوارع عمان أما اخلاق الناس سواء من يقودون سيارات او من يحاولون قطع الشوارع فهي تمثل حالة من الحروب الدائرة في الدول المجاورة , اضع لوم كبير على دائرة السير وعلى قوانينها لعدم تجريم المخالفين لقواعد المرور اثناء القيادة وتكتفي بمخالفة السيارات المتوقفة , تغليظ العقوبة وتطبيق القانون ضرورة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012