أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


ظاهرة النفاق السياسي وشراء الذمم في الأردن

06-07-2011 08:59 AM
كل الاردن -



الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

من المألوف والمعروف أن الناشطين السياسيين على المسرح السياسي الأردني وكنظرائهم في بلدان أخرى إما أن تكون مبادئهم وشعاراتهم التي ينادون بها مستمدة من قوالب حزبية سواء أيديولوجية أو برامجية أو من معتقدات فكرية أو براغماتية واقعية مستقلة.ويمكن تفهم حماس وإصرار وتمسك هؤلاء الناشطين بمبادئهم وتصوراتهم للمشهد السياسي الحالي وسعيهم الحثيث لتغييره عن طريق إقناع الآخرين بصواب قراءتهم وتشخيصهم لمشاكل الدولة والنظام السياسي وأخطاء الحكومة، وطرحهم لسبل وخيارات للتعامل مع هذه المشاكل .ويمكن الذهاب لأبعد من ذلك للقول بإمكانية التنبؤ بمواقف هؤلاء السياسيين على ضوء معتقداتهم وأفكارهم وطروحاتهم السابقة.

الحقيقة أن المشهد والحراك السياسي الأردني يتضمن كثيرا من الخلط والتغير السريع في المواقف لكثير من الناشطين السياسيين وخصوصا المحسوبين على المعارضة الوطنية لدرجة أن المراقب والمتتبع لهذا الحراك السياسي لم يعد قادرا في كثير من الأحيان على قراءة وتفسير مواقف بعض المعارضين ولا حتى التنبؤ بسلوكهم واتجاهاتهم السياسية المستقبلية .لقد أصبح القفز من موقع وموقف سياسي إلى موقف معادل له في القوة ومضاد له في الاتجاه قضية مألوفة في الأردن، وأصبح موضع تساؤل واستفهام كبيرين لدرجة أن موثوقية بعض الناشطين السياسيين ومصداقيتهم من قبل الجماهير قد أصبحت تحوم حولها الشكوك والأقاويل؟؟ لماذا يعارض البعض سياسات الحكومة في العلن ويناصرها ويدافع عنها سرا؟ ضمن هذا السياق يمكن الإشارة لبعض القادة والمعارضين من بعض الحركات السياسية الوطنية الذين لم نعد نسمع عنهم ولا عن معارضتهم ولا حتى عن نشاطاتهم في المسيرات والندوات ولا التصريحات ؟أين ذهبوا ولماذا سكتوا وهل تم إسكاتهم أم أن مطالبهم وشعاراتهم تحققت وذهب الفساد وانتشرت الديمقراطية وشاعت الحرية وذهب خطر التجنيس واستردت أموال موارد وعاد شاهين إلى خلف القضبان ؟أم أن الأداء المتميز لحكومة معروف البخيت أبهرهم ولجم ألسنتهم خصوصا مع تصويت مجلس النواب ألأفخم على براءة رئيس الحكومة؟

طبعا باعتقادنا المتواضع أن الأجوبة على الأسئلة المشار إليها تتراوح بين خيارين أولهما:الإرباك والإحباط الذي تشعر به بعض قيادات حركات المعارضة الأردنية نتيجة لتعدد وتناقض مواقف أطرافها وصعوبة الجمع والتوفيق بين مبادئها المتناقضة فكيف يمكن الجمع والتوفيق بين مبادئ وأفكار الحركات الإسلامية مع مباد وأفكار الأحزاب الشيوعية والبعثية والوطنية وأفكار المتقاعدين العسكريين ولجان المعلمين ومجموعات 36 وغيرها من الأطراف التي يصعب أن تنصهر وتكون كيمياءا متسقة موحدة مع بعضها مما حدا ببعض قيادات المعارضة ونشطائها إلى الانسحاب أو الركون إلى مراقبة المشهد دون التدخل في صياغته؟

أما الخيار والسبب الثاني برأينا وربما هو السبب الأوجه والأكثر إقناعا يعود إلى النفاق السياسي وشراء الذمم وركوب الموجة من بعض الناشطين السياسيين وذلك بهدف تحقق مكاسب مادية أو معنوية أو جاه أو تزلف ومغازلة للسلطة أو بعض رموزها. لم يكن يتصور احد على سبيل المثال أن يتحول بعض رموز المعارضة إلى كتاب مقالات المدح بالسلطة والحكومة التي لا تستطيع إزالة الشوك من يديها المضرجة بآثام مؤسسة موارد وهروب شاهين والتجنيس والكازينو وغيرها.كما لم يكن يتصور المواطن الأردني صمت كثيرا من رموز المعارضة وقادتها على التصويت غير المقنع وغير الموثوق على براءة رئيس الوزراء في القضية سيئة الذكر والمشينة قضية الكازينو.

وفي هذا الإطار فإن النفاق السياسي وشراء الذمم لا يقتصر على المعارضة بل يتعداها إلى قطاعات أخرى منها مجلس النواب والصحافة والكتاب وحتى بعض رجال الدين معممين أو غير معممين .فتصويت النواب على براءة رئيس الوزراء الذي أزال عنه المسؤولية القانونية ولم يزل عنه المسؤولية الأخلاقية في قضية الكازينو ربما لم تخلو من تأثير ونفاق سياسي ومغازلة للسلطة من البعض.فقد أشار عدد من النواب المصوتين في قضية الكازينو حسب ما أشار النائب المستقيل وصفي الرواشده في قناة نورمينا إلى تدخلات من جهات معينة تسعى إلى الطلب من النواب التصويت ببراءة رئيس الوزراء،وأعتقد أن أي مراقب لتفاصيل الجلسة التي تم فيها التصويت لشعر بما لا يدع مجالا للشك أن هناك قوة خفية وعلنية تسعى لتبرئة رئيس الوزراء ولم ترد هذه القوى أن تصغي للحجج القانونية المضادة في هذا الشام .

النفاق السياسي والتلون حسب مقتضيات الحال أصبحت ظاهرة سياسية مستشرية في الأردن وهي متعارضة مع الدين والأخلاق ونحن غير فخورين بها وبأبطالها وشخوصها مهما علا شأنهم فهذه الظاهرة فيها رخص وتقلب مستند لمصالح ذاتية وفيها تنازل عن المبادئ والقيم العليا التي نشأنا عليها وننشئ طلابنا عليها وقد أصبحت مهمتنا كمربين وتربويين وأساتذة جامعيين مهمة صعبة في إقناع طلابنا ومن يحبون سماعنا بالقدوة الحسنة لقياداتنا الإدارية والحكومية وكذلك قيادات المعارضة وذلك نظرا لسرعة تحولهم عند أول اختبار لشهوة السلطة أو المال أو الجاه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-07-2011 12:57 PM

دكتور جميع مقالاتك جريئة و قوية و تتحدث باسم الشعب والاصلاح , محاربة النفاق السياسي قضية صعبة للاسف بسبب انتشارها حتى أصبحنا نرى الباطل حق بسبب تجميل الخطأ و صياغته بشكل لطيف من قبل المسؤولين ... دكتور أنا أعتز بنزاهتك العالية و أتمنى ان يفتح كلامك أبواب الجرأة في الكلام و العمل للشباب و محاربة الفساد معا ... دمت سالما لنا

2) تعليق بواسطة :
06-07-2011 05:29 PM

وزراء للبيع
نواب للبيع
وبأسعار تشجيعية للمستثمرين

3) تعليق بواسطة :
06-07-2011 08:07 PM

احزاب المعارضة واجهات ديكورية مخترقة يتم توظيفها لمصلحة السلطة وقد تجاوزها
الشارع ولم تعد تمثل الاَ نفر قليل شائخ

4) تعليق بواسطة :
06-07-2011 11:24 PM

دكتور انيس الخصاونه
هذه تسمى (الحربائيه السياسيه ) وهي تعتمد على المال والنساء والمناصب
وهناك بين النفاق السياسي والنفوق السياسي ...عندما يدمر سياسيا عن طريق المال والمنصب ..لا يصبح منافقا سياسيا بل نقول .( نفق سياسيا ) .

تحياتي

5) تعليق بواسطة :
07-07-2011 06:26 AM

إعادة التموضع الأخير لكثير من أحزاب المعارضه والمتمثل بتشكيل جبهة الإصلاح الوطني برئاسة احمد عبيدات ربما لا يندرج تحت التصنيفين الذي ذكرتهما في مقالك .ولكن ربما يندرج تحت عنوان اهم وهي الحكمة السياسيه والمتمثله بتوحيد الجهود تحت عنوان الإصلاح ، ومثل هذا التحرك "إعادة التموضع" خطوه هامه في مواجهة الفساد وقواه المتمثله في تحالف السلطه والثروه الذي ترسخ خلال العقد الأخير.وربما يندرج تحت ماذكرت الحركات والتيارات المطلبيه التي تسمي نفسها حركه وطنيه وهي حقيقة رؤوس نفعيه بلا جسد بدأت تتخبط بعد تسلم معروف البخيت الذي أصبحت مهمة حكومته مكشوفه للجميع والمتمثله في إدارة الفساد وقيادته ،وذلك بتصفية ملفات الفساد وإصدار صكوك غفران مسخه للفاسدين والمفسدين وإستخدام ما يسمى بالحركه الوطنيه او رؤوس هذه الحركه الوهميه والتمثل بإستئجار أقلامهم لضرب الإصلاحيين وعلى رأسهم حزب جبهة العمل الإسلامي التي باتت الصوت الأقوى والوحيد في تمثيل هموم ومطالب الشارع الأردني .

6) تعليق بواسطة :
07-07-2011 11:14 AM

تحية تقدير للأستاذ الدكتور أنيس على فتح هذه النافذة الهامة جدا
اطلق الكاتب اسم :النفاق السياسي ,على الحراك السياسي, وأنااسميه :الفوضى السياسية, بسبب أن المعارضةالمعروفة للأردنيين قبل بداية عام 2011 هي احزاب معروفه أجنداتها ومرجعياتها وهي لا تنتسب للشارع الأردني , وأما الاحزاب الأخرى فهي احزاب اشخاص ولم ترقى للعمل الحزبي .
في بداية الربيع العربي ظهرت على الساحة الأردنية تيارات سياسية متهددة , ومجموعات سياسية فيسبوكيه أخذت تؤثر في التفكير السياسي للشباب خصوصا من هم دون سن ال 35 .. لم تنضج بعد ولكنها سيكون لها شأن قريبا.... ( يتبع

7) تعليق بواسطة :
07-07-2011 11:25 AM

النواب والأعيان معلوم للجميع أنهم لا يملكون الأرادة السياسة الكامله , ويقع عليهم الكثير من التأثير وهذه قضية لا تحتاج الى تحليل .. ولا أرغب الخوض فيها لأنني لا اعتبرها محركات للتوجهات السياسية وتوالد الأفكار والسياسات
قضية الأخوان المسلمين على الساحة الأردنيه هي قضية تحتاج الى وقفة من كل المنشغلين بالهم السياسي ومحاربة الفساد .. الأخوان ايضا لهم أجندتهم السياسية على الساحة الأردنية ويربطونها بالشأن الفلسطيني ولهم ايضا مرجعية تتعدى حدود الوطن
الفوضى السياسية وتغول الفساد على الساحة الأردنيه وضعف ... اصبحت عوامل تهدد مستقبل الدولة الأردنية ودورها الرئيس في قضية الأمة مع اسرائيل

8) تعليق بواسطة :
07-07-2011 11:28 AM

تابع 3

التيارات التي ولدت من رحم المعاناة من الفساد وفوضى ادارة الدولة لم تنضج بعد ليكون لها دور وتغول الفساد وخوف المواطنين من سياسات حركة الأخوان يقفان في طريق نضوج هذه الحركات السريع لأنها تنمو ببطيء شديد .. الاخوان يسابقون الزمن كي لا ينضج هذا الوليد بسرعة ويصبح قوة موازيه لهم ومؤثرة فشكلوا الجبهة برئاسة دولة السيد احمد عبيدات وباعتقادي أن الجبهة ليس لها تأثير حقيقي لأن الأخوان المسلمين يغطون عليها
موضوع الحركة الوطنيه موضوع اصبح خارج دائرة التنظيمات السياسية لأنها اصلا فقدت وجودها بسبب التشتيت والتصرفات الحمقاء للبعض ممن يحسبون عليها

9) تعليق بواسطة :
07-07-2011 11:54 PM

هذه الايام يعيش الخطاب حالة تسلقيه فالكل يصيح والكل مصلح والكل تيارا معارضا او مؤيدا ويبقى الوطن ينتظر فكرا طاهرا وحالة تجددية لا ترتبط بارقام او احزاب.نقرا ونحلل فى عقولنا الشىء الكثير ولم تتحرك ادوات التغير غير اجراءات تخديريه وتسكين للالم لفترة قصيره.اقول الخطاب يجب ان يحاكى العقل البسيط وان يكون المثقف اداة للتغير بحيادية تامه وليس طموحا فى ان اكون.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012