أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


عقدة وصفي التل

بقلم : ماهر ابو طير
30-11-2016 12:21 AM
اصيب عدد من رؤساء الحكومات السابقين في الاردن بعقدة وصفي التل، وبعضهم حاول ان يكون وصفي في سياقات محددة، الا ان لااحد كان مثله.
السبب في ذلك، ان الانموذج لايتم نسخه نسخا، فهناك عوامل عدة تصنع السياسي، اولها الصدق، والذي يسعى لان يكون وصفي، لايمكنه ذلك، بمجرد ان يقرر، لان هناك عدة عوامل اضافة الى الصدق، ابرزها الظروف والبيئة وطبيعة الناس، وقصص اخرى.
وصفي التل في الوجدان الشعبي، يمثل حالة خاصة، لاعتبارات معينة، اهمها نظافة اليد، وعدم الاعتداء على المال العام، وهناك سمات اخرها، من بينها الوطنية التي يمثلها وصفي،واعتبارات مختلفة، لكن انموذجه من حيث نظافة السياسي، وعدم تورطه بمشاريع خاصة، ولاعمولات، ولاعلاقات، ولاتكسبه من موقعه، يلعب دورا كبيرا في ترسيم ورسم صورة السياسي في الاردن، وفي كل موقع في العالم.
كل الحكايات التي تروى عن الراحل وصفي التل، تتعلق بشفافيته، رحيله وهو مدين، حتى اعمدة البريد التي تم مدها الى بيته، تم تقسيطها من راتبه وهو رئيس للحكومة، واصبح وصفي التل اليوم، انموذج يتم اسقاط كل المواقف عليه عبر تمجيده، امام مايراه الناس، من بروز ظاهرة المسؤول الثري، وعدم تورع بعض المسؤولين عن المال العام، او في احسن الحالات، عدم قدرتهم على صيانة المال العام، وخضوعهم لاعتبارات اخرى تجعلهم يتورطون في ملفات تجلب الشبهات.
بهذا المعنى يتحول وصفي التل، الى رمز عند عامة الناس، للسياسي نظيف اليد، الذي يمارس نظافته بصدق، لا عبر برنامج لرفع الشعبية، كما نرى عند المصابين بعقدة وصفي، ، وبرغم ان بعضهم نظيف حقا، الا ان وجودهم في مراحل غير نظيفة، او قبولهم لقرارات غير مريحة، وغير شعبية، انهى فرصتهم في استنساخ وصفي التل.
جاء وصفي التل في ظروف مختلفة تماما، على كل المستويات، وربما ظروف اليوم، معقدة الى الدرجة التي لاتجعل اي سياسي ينجو ايضا، من الاتهام الشعبي، حتى لو كان نظيفا، في ظل الاحساس العام، بوجود حماية للفساد، او وجود تكتلات ترعاه، وتفجر ملفات كثيرة، تجعل قدرة الناس، على تصديق احد منخفضة، فوصفي لم يكن مجرد شخص ايضا، بقدر كونه عنوانا لمرحلة بكل تفاصيلها.
في باب الوطنية، لم يكن وصفي التل، متاجرا بالاردن، ولم يكن رمزا للاقليمية، على عكس مايسعى البعض، لتكريسه رمزا للاقليمية، فالرجل مرتبط بقضية فلسطين، وله ارثه، قبل الحكم وخلاله، وعلى الاغلب فأن الشعب الفلسطيني بريء من دم وصفي، لان الجناة، كانوا مجرد واجهة للقاتل الحقيقي، الذي لايعرفه احد، لكن استشهاده جاء في سياق، يراد الصاقه بالفلسطينيين، لاعتبارات مختلفة، خصوصا، وفي العالم العربي، وحتى اليوم، يتم البحث دوما عن قاتل فلسطيني في اي بلد، لالصاق التهمة به، نيابة عن الفاعل الاصلي، ولدينا ادلة كثيرة على ذلك.
توقيت الاغتيال جاء في سياقات عام 1070وماجرى بين الدولة والمنظمات ، ومثلما اعتبر ان الشعب الفلسطيني بريء من دم وصفي، فأن الامر ذاته يقول ان وصفي بريء ايضا، من تهمة استهداف الفلسطيينين، عبر المنظمات التي كانت تنطق بأسمهم في تلك المرحلة، وتسببت بفوضى يقر بها الجميع اليوم، لكنها العاب السياسة، التي حملت وصفي التل، زورا وبهتانا، مسؤوليات لم يكن على صلة فعلية بها، فيما تمت التسوية للقصة، عبر اغتياله، بحيث غاب كل الفاعلين الاصليين، في المشهدين، نحو انتاج مشهد جديد مزور، يقول ان وصفي هو القاتل، وان الفلسطيينين هم القتلة ردا وانتقاما، وهذا كلام يقال اليوم، انصافا للجميع، وحتى لايواصل بعضنا مخاصمة وصفي التل، ويتورط بعضنا الاخر، في توظيف وصفي رمز للاقليمية، بما لايرضاه هو لو عاد حيا.
في كل الحالات لايمكن اعتبار وصفي التل شخصا عاديا، ويكفي لمن يحللون المشهد، ان يسألوا السؤال الاهم، عما يعنيه وصفي التل للناس، ولماذا يتعلقون به بعد كل هذه السنين، وفي الاجابات، طريق حياة للحكومات الحالية والمقبلة، فلم يجمع الناس على رمزية الرجل ومكانته، لمجرد اهواء يتم نفثها في الهواء الطلق، هو حالة خاصة في التاريخ الاردني، تقول ان الشعب، لاينكر كل نظيف، ولايتنكر لارث كل من يؤمن ببلده حقا.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2016 02:34 AM

.
-- أستاذ ماهر ، غاب عنك وصف لوصفي لا يستحقه الا القلائل من السياسيين عبر التاريخ وهو الاستعداد للموت فداء للوطن، فالسياسي مخادع يتقن دفع الناس لعمل ما لا يقبل به لنفسه عكس وصفي

-- وصفي التل كان رجلا يصادق الموت ولا يخشاه ، قرب منزله المنزوي في غابه صغيره كانت مواقع الفدائيين وكان يسوق سيارته لوحده ويمر عبر حواجزهم دون اي وجل في حين كان احد كبار قياديي الجيش الاردني يسير ومعه سيارتين حمايه من الكفاح المسلح لذلك كان اعتى خصوم. وصفي يحترمون جرأته وإقدامه .

.

2) تعليق بواسطة :
30-11-2016 11:20 AM

احترم كل القفشات التي تعلق بها فهي نابعه من ضمير صادق دائما وتحمل بعداً ثقافيا وسعة اطلاع..بوركت

3) تعليق بواسطة :
30-11-2016 12:47 PM

الشقيري ,أحد مؤسسي المنظمة والمحامي الذي دافع عن القتلة الاربعة قال ;فيما قاله ,بعد قرار تبرئتهم:
"هذا القرار يؤكد أن ما قام به هؤلاء الاربعة إنما قاموا به بأسم الشعب الفلسطيني".
(والفيديو موجود ومتاح ويستطيع ابو طير مشاهدته).

4) تعليق بواسطة :
30-11-2016 12:49 PM

أنا معني بوصف واحد مما كتبه أبو طير :
"وصفي التل في الوجدان الشعبي يمثل حالة خاصة".

وبسؤال واحد مما كتب:
"ما يعنيه وصف التل للناس ,ولماذا يتعلقون به بعد كل هذه السنين؟".

5) تعليق بواسطة :
30-11-2016 06:45 PM

Wasfi was not a superman, he was simply an honest and courageous one. why is the writer trying to excuse all current politicians from the burden of patriotism?

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012